تتعامل بعض الأندية مع لاعبيها بمنطق العبودية والاحتجاز القسري، إذ تفرض عليهم الإقامة الجبرية بمبرر الاحتياج الوهمي لهم، وفق عقلية بعيدة تماما عن منطق الاحتراف.
بالنسبة للاعب اليمني يشكل الاحتراف الخارجي الحلم الأكبر، خاصة إذا كان الحديث عن الدوريات الخليجية التي يأتي في مقدمتها الدوري السعودي، لكن هذا الحلم يكون أحياناً صعب المنال بسبب تعنت إدارة النادي التي تحرمه من خوض مثل هذه التجربة التي تفتح الطريق أمامه لمعرفة أدق تفاصيل الأنظمة الاحترافية غير المستهلكة، كما هو الحال بمفاهيمنا الخاطئة التي تقتصر على تمارين بعد العصر وسهر آخر الليل.. غير أن اللاعب يتحمل جزءا من مسؤولية هذا التعنت اللا مبرر حينما يقبل بنسف طموحه خشية أن يزعل الإداري فلان أو المشرف علان.
وفي حين لاتزال كثير من الأندية الخليجية تترصد لاعبي اليمن، الأقل سعرا والأكثر موهبة، بين دول المنطقة، تصطدم هذه الرغبات برؤى إدارية ضيقة.. ورغم ذهاب عدد كبير من لاعبينا إلى دول الخليج للاحتراف وبعدد كبير في سابقة لم تحدث من قبل بعدما وصل عدد اللاعبين اليمنيين المحترفين خارجيا حتى هذه اللحظة 9 لاعبين موزعين بين الأندية السعودية والبحرينية والعمانية والهندية، إلا أن العدد كان قابلاً للزيادة لولا رفض نادي الصقر احتراف محمد فؤاد وحسين الغازي في الدوري البحريني ووليد الحبيشي في تركمانستان، وتعنت الهلال الساحلي في السماح لنجمين كبيرين بالاحتراف الخارجي نتحفظ على اسميهما بطلب منهما، حيث مازالت المفاوضات جارية ويتمنون أن تكلل بالنجاح، إضافة إلى رفض نجم الدفاع أحمد الصادق العروض المتواصلة من أندية عراقية لسوء الأوضاع الأمنية بالعراق.
كما فشلت بعض الأندية العراقية في استقطاب نجوم يمنية، حيث وصلت أندية عراقية إلى طريق مسدود في مفاوضاتها لجلب تلك النجوم بسبب مغالاة بعض الأندية في شروطها وافتقاد لاعبينا لعقلية استيعاب متطلبات التخاطب والتفاوض مع العروض الاحترافية.
وتفيد بعض الأنباء القادمة من عمان عن احتمالية عودة محمد ابراهيم حارس المنتخب وعدم استمرار تجربتة الاحترافية في عمان ما لم يصدر الفيفا قراره النهائي من موقف احتراف عياش في عمان خلال الأيام القليلة القادمة، حيث لا يعترف الفيفا بإعارة ثلاثة شهور، وتنص لوائح الفيفا أن نظام الإعارة يجب أن يكون 6 شهور كأقل مدة وعلى النادي أن يرسل موافقة نهائية بذلك.
ويعيش عياش وضعا نفسيا سيئا بسبب موقف الإدارة الهلالية السلبي التي تصرُّ على إعارته ثلاثة شهور فقط.
ورغم توجه عدد من سماسرة الاحتراف نحو لاعبي اليمن إلا أن توقف النشاط الكروي ألقى بظلاله السلبية على ذهاب عدد كبير منهم للاحتراف الخارجي وضاعت صفقات عديدة نتيجة انتهاء فترة الانتقالات الشتوية وتعنت الأندية بمنح لاعبيها فرصة الاحتراف الخارجي.
وهناك عيون ترصد وطلبت من بعض اللاعبين تسجيلا لمباريات تألقوا فيها لعرضها على بعض الأجهزة الفنية المختصة في الأندية بدءا من الموسم القادم في البطولات الخليجية التي ستشهد حضورا يمنيا لافتا في أكثر من بطولة، كما تشير بعض التقارير الصحفية والإعلامية في منطقة الخليج ويبقى ترقب ذلك وانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات.