​إحنا آسفين يا صلاح

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

فشل النجم المصري محمد صلاح في تحسين صورته التي إهتزت بقوة في تشيلسي عقب إنتقاله لفيورنتيتا الإيطالي ، ولم يقدم اللاعب ما يذكر مع فريقه الجديد منذ إنتقاله ،ليؤكد العديد من المحللين أنه بات قريبا من العودة للدوري المصري ...

هذا هو السيناريو الذي كان سيخرج به الإعلام المصري في حالة عدم ظهور صلاح بشكل جيد مع الفريق الإيطالي ،هو السيناريو الذي بدأت بشائره بالفعل عقب الإنتقال من البلوز للفيولا بعدما خرجت العديد من الآراء تؤكد أن هذا الإنتقال ما هو إلا تراجع في مسيرة النجم الموهوب.

لكن ما حدث هو العكس تماماً بعدما نجح صلاح في تحقيق أفضل بداية يمكن أن يحققها لاعب مع فريق بعدما ساهم في تأهل فيورنتينا لدور الستة عشر الأوروبي ،ومن بعده إحرازه أهداف الفوز في كبيري إيطاليا إنتر ميلان ويوفنتوس...

وهنا خرج الإعلام المصري بالسيناريو الثاني الذي صنع من صلاح أسطورة مصرية لا يمكن ان تتكرر وذهب البعض ليقول أنه أفضل من ميسي والبعض الأخر وضعه في مرتبة أعلى من رونالدو البرازيلي وغيرها من الآراء التي تعاملت مع تألق النجم بمراهقة إعلامية.

للأسف لم يتعلم الإعلام في مصر من دروس الماضي القريب والتي تمثل أخرها في المهاجم عمرو زكي الذي إعتلى صدارة هدافي الدوري الإنجليزي عندما كان يلعب لويجان.. وقتها خرج الجميع بنفس السيناريو بل وصل الحال إلى قيام أحد أشهر مقدمي البرامج الرياضية المصرية بالإعلان على الهواء عن تلقي زكي لعرض إحتراف من ريال مدريد .. لكن زكي عاني الأمرين عقب هذه الفترة وتدهور به الحال لدرجة أنه غير مقيد بأي ناي الآن رغم أن عمره 31 عاماً فقط ، ونفس الشئ ينطبق على النجم المصري محمد زيدان.

الغريب في الأمر أنه عندما خرج أحمد حسام ميدو ليعطي نصيحة لصلاح والإعلام في التعامل مع الامور بوسطية ، إنهالت عليه الإنتقادات لدرجة وصفت تصريحاته بإنها نوع من الغيرة، مع العلم أن حسام صاحب تجربة شخصية في هذا الأمر وكان يتحدث من واقع مرير عايشه بعد أن إحترف في أكبر أندية أوروبا لكن إنتهي به الحال بإعتزال كرة القدم قبل أن ينهي العقد الثالث من عمره.

نحن في حاجة إلى التعامل مع موهبة صلاح وتألقه بشئ من العقلانية والوسطية حتى لا يفسدها الإعلام كما أفسد سابقيه حتى ولو ذهبنا مع الرأي بأن صلاح اكثر نضجاً .. نحن في حاجة إلى الإعتذار لصلاح بعد أن تم وضعه تحت ضغوط إعلامية رهيبة من الصعب أن يتحملها أي لاعب وستنعكس بلا شك على أداءه في الملعب ،وهنا أقتبس الجملة الشهيرة من السينما المصرية "إحنا آسفين يا صلاح " للتعبير عما يمكن أن يتسبب فيه الإعلام بأمور قد تهدد مستقبله.

وبالحديث عن مستقبل صلاح فهناك نصيحة مهمة للغاية يجب أن نتوجه بها إليه، وهي أن الأفضل له أن يلعب في أندية متوسطة والإبتعاد قدر الإمكان عن الأندية الكبيرة .. فطريقة لعب صلاح وإمكانياته لن تظهر مع الفرق الكبيرة التي تتخذ من الهجوم إستراتيجية دائمة لها وهو ما يتم مواجهته بأداء دفاعي بحت يضيق الخناق على قدرات نجمنا الموهوب ،على عكس الفرق المتوسطة التي سيجد معها صلاح المساحة التي تمكنه من إظهار قدراته ،ولعل في كل الأهداف التي أحرزها خير دليل على ذلك كما أن تألقه مع بازل وفيورنتينا وإختفاءه في تشيلسي الدليل الأكبر.