نتائج المباريات وتفاصيلها وأحداثها دائماً ما تتبخر سريعاً في ذاكرة الجماهير مع مرور الزمن، لكن ما يبقى في الذاكرة ويدون في كتب التاريخ وتتناقله الأجيال المواقف، ولذلك لم نخسر في رام الله بالتعادل مع الأشقاء هناك لأننا فزنا بأكثر من كل النقاط.. فزنا باللعب في القدس ودعم القضية الفلسطينية والتواجد وسط جماهير عاشقة للكرة والعروبة.
وبعد أن تعادل المنتخب السعودي الشقيق مع فلسطين أمس الأول في عمان عادت الحسابات إلى الملعب من جديد.. كنا بحسابات النقاط في موقف صعب، واليوم أصبحت الحسابات بأيدينا وكأنها مكافأة الأقدار، التي تفرض نفسها في أوقات ما على كل شيء.. على الحسابات والنقاط وعلى التخطيط والترتيب.. اليوم بات بأيدينا أن نكون أول المجموعة، بشرط أن نفوز في مبارياتنا الأربع أمام تيمور ثم ماليزيا ثم فلسطين والسعودية، والمباراتان الأخيرتان على أرضنا وبين جمهورنا، وبالطبع المباريات الأربع هامة.. لكن الأهم أن نريد.. أن نقاتل.. أن نستوعب الدروس، وأن نتمسك بهذه العودة التي بدت أحياناً غير متوقعة.
تصلح المواجهة مع فلسطين، سواء معنا أو مع الشقيق السعودي عنواناً لمسلسل درامي حافل بكل أنواع المقبلات والمشهيات و«التوابل» والأكشن ربما.. من البداية كان «الأبيض» واضحاً وانحاز لجانب القضية، وأصبح أول منتخب يكسر الحصار ويلعب في رام الله وهذا يكفيه ويكفينا، ولكن المنتخب السعودي أخذ اتجاها آخر، وهذا حقه، وظل يكافح حتى تقام المباراة خارج رام الله، وحتى الوصول لمشهد النهاية، مرت المباراة بمحطات كثيرة وهائلة، واتصالات وتربيطات هنا وهناك، كل ذلك حتى لا يلعب «الأخضر» في فلسطين.
وفي الأردن، كانت كلمة النهاية لهذا العمل الدرامي الذي جرى تصويره في مواقع عدة، وشارك فيه أبطال من نجوم المشهد العربي الرياضي، وتعادلت فلسطين مع الأخضر.. عادت السعودية بنقطة، كما عدنا نحن من رام الله، لكن ما يخصنا والذي لن تنساه كتب التاريخ وذاكرة البشر، أننا كنا في القدس.. ذهبنا إليها بقلب مفتوح وعقل مفتوح وصدر مفتوح.. ذهبنا ونحن ندرك كما قال محمود درويش شاعر العروبة الخالد أنه في الحصار تكون الحياة هي الوقت.. بين تذكر أولها ونسيان آخرها.. عدنا بنقطة وربما نظرة إلى «أقصى».
كلمة أخيرة:
سلاماً القدس.. حيث يقف التاريخ على أبوابها.. فخور أن منتخب بلادي كان هناك.