خالد هيثم
قبل خمسة عشر سنة تقريبا فقدت عدن ومنطقة البريقة حيث يقطن نادي الشعلة الرياضي .. واحدا من خيرة أبناءها ونجومها الكبار " الفقيد عارف عبدربه" الأسم الكبير في عالم كرة القدم وواحدا من أساطير النادي الاصفر الذي بزع فيه كحامي للعرين ليمر إلى منتخبات وطنية متعددة .. بعدما قضى نحبه في الحادث المأساوي الذي تعرضت له حافلة الفريق في طريق العودة من صنعاء .. ويومها إختاره القدر من بين الجميع لتنهي حياته ويقف مشواره الرياضي الطويل .
مرت السنوات علينا بما فيها من احزان برحيل نجما بقية الفقيد .. وشاءت الاقدار أن نرى عارف مرة اخرى في ملاعبنا من خلال " نجله"
عبدالله الذي تغمص دور واعاد سنوات أمجاد أبيه الى الواجهة بلغة التألق وفي نفس المكان في فريق نادي الشعلة ثم منتخب الشباب .. لنتعاطى من الموعد بروح محبة للفقيد الذي رحل وبفرح تجدسة النظرة الى " عبدالله" الذي أختار اللعبة التي قدمت والده بشغف وحب ، على عكس النجل الآخر " عماد" الذي لم يتعلق بكرة القدم واكتفى ان يكون مشجعا لاخيه " عبدالله"
ومع مرور الأيام وحين دقت طبول الحرب الحوثية الفعاشية على الجنوب وعدن ، كانت الأقدار تنصب لنا موعدا آخر من الأحزان ، فمن رأينا في عارف اختاره الله سبحانه وتعالى " شهيدا" في معارك الشرف بقذيفة حوثية نالت منه وهو في جبهات الشرف والعزة والكرامة مدافعا على ارضه واهله وناسه .. خبر كالصاعقة نزل على الجميع لكن الموعد والشهادة التي نالها " أنست " محبيه شيئا من أحزانهم وإن كانت المصاب جلل على اسرته بعتبار ان عبدالله فد حمل ثقل اسرته أم وأخ واخوتين .
امس وفي موعدا كرويا جمع قدامى التلال والشعلة في نهائي بطولة قدما البعض لروح " الشهيد" عبدالله .. كانت بعض الجزئيات ترمي بنفسها باتجاه الذكريات التي كان فيها النجم شرف محفوظ يتوج بالكاس برفقة زملاءه ويقدما لعماد عارف عبدربه .. النجل المتبقي لزميله في المنتخبات ورحلة إحترافية خاضاها في لبنان برفقة الكابتن خالد عفارة .. قصة لها دلالات عميقة في كل من عرف عارف ونجليه وأرتبط بهم .. هي الحياة بوجهييها ترسم لنا المشهد .. الذي تحكيه الصوريتن ففي الأولى النجمين " الفقيد عارف والكابتن شرف في رحلة الاحتراف صوب لبنان ونادي تضامن صور .. وفي الأخرى النجل " عماد" يتسلم كأس فعالية " اخيه الشهيد "عبدالله "
اللهم ارحم عارف عبدربه ونجله الشهيد "عبدالله" وادم الصحة والعافية على "عماد" وجعله أبنا باراَ بامه وشقيقتيه .. اللهم تقبل اللهم آمين يارب العالمين .
