رضوان عبدالجبار... موسيقار الأجيال

Monday 30 November -1 12:00 am
رضوان عبدالجبار... موسيقار الأجيال

- رضوان :

حكاية انبهار يقصها: واصل علي الضبياني
----------

عن الكابتن.. أتحدث هذه المرة

فيلسوف العنيد 

وقلبه النابض بالعطاء

تيماوي اليمن وتشافي العنيد.. وأسطورة الكرة اليمنية وأيقونة اللواء الاخضر..  القائد الشعباوي والفاتح الإبّاوي.

موسيقار الملاعب 

والعازف الأجمل والأنيق.

رضوان الذي تعشق قدميه كرة القدم وعندما تعانقهما ترفض مفارقتهما.

رضوان قصيدة إبداع لا تنتهي

و سيمفونية إطراب تسكرنا.

رضوان كلما يكبر يحلى 

كالجنبية الصيفانية كلما زاد عمرها زاد ثمنها.

رضوان كم هتفت بإسمه الجماهير وكم حملته على أعناقها.

رضوان جندي بطولات العنيد المجهول..بعد كل بطولة شعباوية عليك أن تسأل عن كلمة السر و قطعة السكر.. ستجد رضوان.

 عن رضوان كتب الكتاب وأفرد له الشعراء قصائد كالمعلقات.

 أتذكر جيدا عندما حفظت اسمه عن ظهر قلب ذات مباراة لمنتخبنا الأولمبي كنت أتابعها بشاشة التلفاز قبل أكثر من عقد، بعدما تلاعب حينها بالمنتخب السعودي من منتصف الملعب متجاوزا بكل سلاسة وأناقة وبأسلوب السهل الممتنع أكثر من نصف المنتخب الخصم و يودع حبيبته الكرة في الشباك بكل رومانسية.. ليصفق له كل من في الملعب.

 ذات يوم قبل عامين، حدثني صديقي الاستاذ والكابتن فضل رازح أمين عام نادي العروبة، عن حاجة فريق العروبة الذي كان ينافس على بطولة الدوري حينها، للاعب بحجم و مواصفات وعقلية وعبقرية رضوان عبدالجبار.. وقلت له مقاطعا: لكن رضوان أصبح كبيرا في العمر.. فقال لي: مثل رضوان يكفي أي فريق يلعب له أن ينزله حتى في الربع ساعة الأخيرة بالشوط الثاني.. ليلعب كرتين و يهديهما للمهاجمين ويخلص المباراة لصالح فريقه.

  رضوان، كل الملاعب تتذكر جيدا مداعبة أقدامه لعشبها وترابها.. وكم كانت تسر عندما تعلم أن هناك مباراة سيكون رضوان لاعبا بها.. وستعزف قدماه النحيلتان وتدوزن ألحانها على بساط تلك الملاعب.

 رضوان.. عاصر أجيال من لاعبي العنيد.. لا شك انه كان وهو شبلا يرقب الصباحي إبراهيم والسحراني فتعلم من الكبار كشقيقة المهاري عادل  عبدالجبار  وعبدالسلام الغرباني  ووفي عبدالله ووليد النزيلي.. وأبدع برسم اللوحات مع من كانوا بنفس جيله كزرياب الملاعب إيهاب النزيلي والثعلب فكري ونشوان عبدالعزيز وأكرم الورافي ونشوان الهجام وهشام الورافي ورياض النزيلي والسلاط وياسر البعداني ومحمد علايه ووو.. وقد تعلم منه ويتعلم الجيل الجديد كسفير الكرة اليمنية الجميل أيمن الهاجري ومحمد فؤاد و صلاح الحبيشي وووو القائمة تطول انتهاء بالنجم القادم بقوة شقيقة الأصغر حسن عبد الجبار.

 رضوان لا تكفي صفحات الدفاتر للحديث عنه.. فمن النادر أن تجتمع كل الصفات الرائعة بشخص ما.. تفاجأت ذات يوم بزيارة لي بإب انه بعد كل مباراة أو تدريب يذهب ليكمل يومه بإدارة محلات والده رحمه الله لطلب الرزق.. فلا يخفى على احد وضع اللاعب اليمني بشكل عام.. ففتات الأندية لا يشبع من جوع.

 

يا أصدقائي..

رضوان كذلك مدرسة للأخلاق.. وأسألكم هل شاهدتموه يوما يتنرفز.. أو يعترض أو حتى يحصل على أي كرت... نموذج يحتذى للأجيال.. مع انه وبسبب مهاراته وتعذيبه للمدافعين بحرفنته، أكثر من يتم إعاقته ويتعرض للتدخلات العنيفة.

 

رضوان 

بجسده النحيل سطر الإبداعات وأرهق الخصوم وأذل الحراس واستطاع تفكيك شفرات أعتى الدفاعات.. وأهدى أجمل التمريرات للمهاجمين ليصبحوا بعدها هدافين للدوريات.

 

رضوان 

من النادر جدا أن ترى لاعب يحترمه الجميع حتى ألد المنافسين ويكنون له كل الحب.. وكم حاولوا الظفر بخدماته.. لكن هيهات فحبه للعنيد ولمدينة إب فوق كل الإغراءات.

 

رضوان 

دمت بخير وإبداع وتألق وعطاء..

وللحكاية فصول متبقية سأحكيها يوم اعتزاله.