45 يوما مرت منذ انطلاق مشاورات الأطراف اليمنية في الكويت، فيما تتسع الهوة بين رؤى الجانبين، حول سبل حل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام .
ورغم الجهود الحثيثة التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، والأطراف الخليجية والدولية للوصول إلى سلام مستدام في بلد تعصف به الحرب، إلا أن تلك الأطراف لا تُخفِ قلقها من احتمال فشل المشاورات، وعودة الأوضاع إلى "مربع الصفر".
مصادر مقربة من مشاورات الكويت أكدت لـ "شبكة صوت الحرية " أن بروز أطراف داخلية على مسرح الأحداث وتدخلها غير المباشر في مسار المشاورات زاد الوضع تعقيدا .
أبرز تلك الإطراف البرلماني محمد أبو لحوم الذي يقوم بدور المستشار للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ و بتنسيق مع السفارة الأمريكية بصنعاء وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدي اليمن وكذا السفير الألماني الذي يعارض دائما الشرعية القائمة ويسعى لبدائل لها عبر تشكيل حكومة هجينة تتبنى اشخاص بمواقف مائعة مثل أبو لحوم .
المصادر ذاتها رأت ان ابو لحوم الذي كان في مشاورات سويسرا 2015 أو ماعرف ب جنيف 1 أحد ابرز أعضاء وفد الحوثي /صالح ثم انشق عنهم مؤخرا ولجأ للرياض في محاولة للالتفاف على معسكر الشرعية وتسويق نفسه كبطل جديد اكتشف مؤخرا همجية التحالف الحوثي عفاش .
البطل الجديد يجري أعداده من قبل أطراف خارجية كرئيس وزراء لحكومة توافقية قادمة في اليمن عمل في الفترة الأخيرة لتكوين تيار سياسي أطلق عليه " طرف ثالث " وهو الطرف الذي يتعامل مع الميليشيات كطرف معادل لطرف الشرعية ويقدم نفسه بديلا مقبولا .
ابو لحوم الذي يتنقل بين الرياض والكويت والعاصمة الأردنية عمان يعمل ضمن فريق دولي لهندسة اتفاق على تشكيل حكومة يعتقد انه سيكون على رأسها .
وينضم الى هذا التيار الدبلوماسي اليمني المتقاعد مصطفي نعمان الذي يوصف بأنه رجل المهمات السرية للرئيس السابق علي عبدالله صالح النعمان قام خلال الأسابيع القليلة الماضية بزيارات مكوكية شملت الرياض والكويت والبحرين وعمان والعاصمة اللبنانية بيروت التي التقى فيها يحي صالح نجل شقيق الرئيس السابق على عبدالله صالح .
بالإضافة الى رجل المنظمات الدولية السياسي علي سيف حسن الذي يصفه المراقبين بأنه رجل التعهدات الدولية وصاحب فكرة الحكومة التوافقية بالتزامن مع تشكيل اللجنة العسكرية الأمنية .
وقالت المصادر ذاتها لـ " شبكة صوت الحرية " ان علي سيف الذي يعمل مستشارا سياسيا لجماعة الحوثي من العاصمة الأردنية عمان بدعم مباشر من سفيرة الاتحاد الاوروبي في اليمن بتينا ، هذه الأخيرة التي تعمل على ترتيب موقع للمستشار علي سيف ضمن طاقم مكتب المبعوث الأممي ولد الشيخ الذي يجري الترتيب لافتتاحه قريبا في عمان .
ويرى مراقبون أن انتهازية النخبة السياسية أكثر خطرا على العملية السلمية في اليمن فهي تسعى إلى تحويل معاناة الشعب اليمني إلى مكاسب شخصية .
وتجدر الإشارة إلى أن على سيف قد فشل في اقناع حكومة الرئيس هادي بترشيحه في منصب وزير الخارجية وبعد ذلك بحث عن منصب سفيرا في ألمانيا كما كان يحاول في الفترة الأخيرة لدى جهات مقربة من الرئيس كثمن لترك الحوثي وصالح .
الحقيقة التي يؤكد عليها مراقبون، هي أن وجود مصطفي نعمان و محمد علي ابو لحوم اللذان ضما اليهما مؤخرا الناشط الحوثي على البخيتي سيعجل في إعلان فشل المشاورات التي ما تزال تراوح مكانها، وأن الحديث عن تقدم بشأن القضايا المطروحة، ما هو إلا محاولات أممية لإنقاذها من "الفشل" الذي يهددها منذ يومها الأول .
مصادر دبلوماسية استغربت لجوء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الاستعانة طاقم من مساعدي الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي فرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات كمعرقل للعملية السلمية في اليمن .
الجدير بالذكر أن فريق الطرف الثالث يحاول جاهدا تقديم نفسه كطرف محايد يمكن ان يشكل حلا توافقيا بين الأطراف متناسيا حقائق كبيرة مثل الانقلاب على الشرعية ومصادرة العملية السياسية والانقضاض على العملية الديموقراطية التي كان متوافقا عليها ضمن مخرجات الحوار الوطني .