غياب حامل سياسي جنوبي عن المشهد السياسي والدبلوماسي والتفاوضي الإقليمي والدولي هو نتاج لتخبط القيادة الجنوبية وهو معروف للقاصي قبل الداني على مر الثورة الجنوبية التحررية ، وكذلك هو نتاج لبقاء القوة الأمنية والعسكرية الشعبية الجنوبية التي تكونت تحت مصطلح (( المقاومة الجنوبية )) متشتتة ممزقة غير موحدة البتة ، تحت قيادات غير متفقة و لا تتلقى الأوامر من مثيلاتها المحلية بل من قيادة التحالف مباشرة وهو ما يحول نتائج تحركات هذه القوات وقياداتها لرصيد التحالف بعيدا عن رصيد الجنوب سياسيا وعسكريا وأمنيا .
لهذا طالما أن المعطيات هي أن الرصيد المتزايد هو للتحالف دون الجنوب صاحب الأرض والقضية (( المطالبة بدولة الجنوب )) فلا يمكن توقع نتائج مختلفة . فالجنوب لن يكون قضية دولة في أي مشاورات أو تفاوضات يغيب عنها ممثلون عنه ، بل سيكون جزء من حل المشكلة وهو بما ترتضيه كافة الأطراف المتفاوضة على حل القضية اليمنية .
وهنا نرسل تساؤل للعاطفيين خاصة على مستوى النخب وقادة الرأي الذين يدفعون بعواطف المجتمع الجنوبي نحو التفكير باستعادة الدولة الجنوبية وفق واقع لا يشابه هذه التوقعات
هل نحن من نحرك الشارع ام نتحرك نتاجا له ؟!! وهل نحن من نصنع الوعي وننتقد الواقع غير الإيجابي لتحويل دفته نحو ما يتطلع إليه هذا الشعب أم نحن من نساعد على تجهيل المجتمع وتغييبه عن واقعه الحقيقي وإدخاله في واقع افتراضي لا يتساوى مع واقعه ؟!!
نحن مسائلون أمام الله والمجتمع فلنكن صادقين شفافين في أطروحاتنا حتى لا ينصدم هذا المجتمع غدا بواقع غير ما تصفون البتة .