الميليشيات تترنح فاجهزوا عليها بتغيير العملة

Monday 30 November -1 12:00 am
الميليشيات تترنح فاجهزوا عليها بتغيير العملة
كتب - غازي المفلحي:
----------
 
نقل البنك المركزي الى عدن خطوة بالغة الأهمية لمحاصرة الميليشيات وتجفيف مصادر تمويلها ، ومجيئه متأخرا لا يقلل من تأثيره الإيجابي الكبير على القادم من الأحداث ، لكن يبقى السؤال.. هل يا ترى هذا الإجراء كاف لقطع شريان التمويل عن هذه الميليشيات بما يقود الى انتصار الشعب والشرعية  واسقاط الإنقلاب بصوره نهائية  ؟ 
 اخشى ان تكون الإجابه هي لا .. لا يكفي .
فالطريقة التي اتبعها الثنائي الحوافشي الإرهابي لضمان مصدر تمويل مستمر وخفي اعتمدت على نهب المال العام ثم تخزينه بطرق بدائية خارج النظام المصرفي ، في بيوت ومخازن أعدت لهذا الغرض بعيدا عن العيون وبما يضمن سرية مصادر التمويل وسرية اوجه الصرف ، ولعلهم بهذا يستفيدون من تجربتهم السابقة في توفير السيولة التي مولوا بها حروبهم السابقة ضد الدولة.  
نحن هنا نتكلم عن عشرات المليارات التي قامت الميليشيات بنهبها من المال العام خلال الفترة اللاحقة لإٍستيلائها على العاصمة والتي تقبع حاليا في اقبية وبدرومات تتبع هذه الميليشيات ، وليست أزمة السيولة الخانقة التي عانى منها الشعب خلال الفترة الماضية ولا يزال الا احدى توابعها، هذه الأموال المنهوبة  تشكل حاليا المصدر الرئيسي لتمويل عملياتهم الحربية ضد الشعب والإقليم ، وما لم يتم تجريدهم من هذا المصدر فإن مقدرتهم على الحاق الأذى بالشعب والإقليم سيبقى قائما ومستمر.
لهذا نقول ان خطوة بالغة الأهمية مثل قرار نقل البنك المركزي الى عدن تحتاج الى تعزيزها بخطوة أخرى مكمله تجرد الميليشيات مما يتوفر حاليا تحت ايديها من سيوله ضخمة .. ونقصد بذلك تغيير العملة .
وطالما ان هناك حاجة لطباعة عملة بديله بسبب شحة السيولة القائمة التي تسببت بها الميليشيات ، فلماذا لا تترافق عملية الطباعة بتغيير شكل العملة لكي نحقق اكثر من هدف في وقت واحد ؟
تغيير العملة سوف يكون له عدة فوائد مرتجاه :
1. سوف يجبر الميليشيات على اخراج السيولة المنهوبة من الغرف المظلمة واعادتها الى النظام المصرفي لتكون واضحة ومكشوفة امام الجميع . 
2. اذا لم تقم الميليشيات بإعادتها الى النظام المصرفي فستتحول هذه السيولة في ايديهم الى مجرد ورق ليس له قيمة .
3. سوف تحتاج الميليشيات الى وقت طويل لتعويض ما ستفقده من سيولة سواء اعادت الأموال التي بحوزتها حاليا الى الجهاز المصرفي ام لم تعدها.
4. هذه الخطوة وان كانت الميليشيات الحوافشية مستهدفه منها بشكل رئيسي الا ان تأثيرها سوف يمتد الى التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل داعش واخواتها والتي تعتمد في تمويل عملياتها نفس طريقة الحوافش اي تخزين الأموال بطرق بدائية خارج النظام المصرفي .
5. الإستفادة من التقنيات الحديثة لطباعة عملة تستعصي على التزوير وهو الميزة التي لا تتوفر في العملة المتداولة حاليا .
6. إعادة السيولة النقدية الى الجهاز المصرفي سوف يمكن الحكومة الشرعية من استعادة مقدرتها على التحكم بمقدار السيولة ووجهتها والطرف النهائي المستفيد منها واستخدام السياسة النقدية لكبح جماح التضخم من خلال التحكم بالسيولة التي يتم ضخها .
والخلاصة ان اصدارعملة جديدة ونقل البنك المركزي برأينا خطوتان تكملان بعضهما  ، وهما كافيتان لحرمان الميليشيات من اهم مصادر التمويل  ، ومعا سوف يشكلان رصاصة الرحمة التي ستخلص الشعب والإقليم من عبثية حروب الميليشيات وشرورها المستفحلة .