ردود الفعل الدولية تضيق على حكومة الانقلاب هامش المناورة (تقرير)

Monday 30 November -1 12:00 am
ردود الفعل الدولية تضيق على حكومة الانقلاب هامش المناورة (تقرير)
----------
 
 في وقتٍ كان الانقلابيون يبحثون فيه عن "ملهاة" في الهامش السياسي، تخولهم احتكار السلطة في أرستقراطيات سياسية بالية، صنعت بؤس اليمنيين على مدى عقودٍ عجاف، جاء تحالف الانقلابيين الذي يضم مليشيا الحوثي وحزب صالح مساء الاثنين ليعلن عن  تشكيل ما أطلق عليه حكومة "إنقاذ وطني"، ما أثار موجة  من ردود الفعل _المحلية والدولية_ الساخطة من استهتار مليشيا الحوثي وصالح بمصير البلاد، الأمر الذي أخلى يد الانقلابيين من صفة شرعية.
 
دول الخليج أكدت موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن، الرافض لأي تصرف يفضي إلى تدمير اليمن وعرقلة مساعِ السلام.  حيث كانت دول مجلس التعاون الخليجي في طليعية المنددين بعدم شرعية حكومة الانقلاب.
 
 الأمين العام لدول مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني في تصريح  شديد اللهجة لوسائل الإعلام اليوم "إن دول المجلس ترفض رفضا قاطعا تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن، باعتبار أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي هي الحكومة الشرعية دستوريا وقانونيا، والتي تحظى باعتراف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة".
 
وحَمَلَ الزياني على التحالف الحوثي الصالحي وقال إنهم "غير جادين في الدخول في المفاوضات السياسية، ويسعون إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها المبعوث الأممي لوقف الحرب في اليمن وإعادة إحياء المفاوضات السياسية بموجب خارطة الطريق الأممية للتوصل إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
 
الجامعة العربية هي الأخرى أعلنت رفضها لحكومة الانقلابيين، وقالت على لسان أمينها العام إن خطوة الإنقلابيين هذه تمثل امتداداً للنهج الانقلابي الذي لا يريد الحوثيون وحلفاؤهم السياسيون التخلي عنه.
 
من جانبها استنكرت منظمة التعاون الإسلامي الحكومة التي أعلنها ما يعرف بـ" الجلس السياسي الأعلى" التابع لسطلة الانقلابيين، وأكـدت المنظمة في بيان صحفي على لسان أمينها العام يوسف العثيمين "أن المنظمة ملتزمة بدعم الحكومة الشرعية في اليمن برئاسة عبد ربه منصور هادي".
 
مُدِينَةً على الانقلابيين تجاوزاتهم غير المحسوبة العواقب، وعرقلتهم لجهود الحل السلمي من خلال العمل على فرض سياسة الأمر الواقع، بما يقوّض الشرعية المُعترف بها.
 
وفي ذات الشأن قال السفير البريطاني في اليمن (إدموند براون) إن تشكيل حكومة في صنعاء خطوة "غير مقبولة "، وإنها ستأخذ البلاد بعيدا عن السلام.
 
داخلياً توالت ردود الفعل المنددة بما سمته مليشيا الحوثي وحلفاؤها حكومة "إنقاذ وطني" وطريقة الاحتكار الغبي للسلطة من قبل الإنقلابيين، ونشرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"عن مصدر مسؤول في حكومة هادي " إن تشكيل الحكومة المزعومة تأكيد جديد لشعبنا وللعالم أن هذه القوى الانقلابية تعزز من نهجها الانقلابي وتدمر وتنهي أي خطوة ممكنة للحوار والسلام".
 
واجمالاً يمكن القول إن هناك رفضاً دولياً لحكومة الانقلابيين ضيق عليها هامش المناورة، وربما جر على الانقلابيين متاعب وتعقيدات كانوا في غنى عنها، ولاسيما أن السواد الاعظم من اليمنيين يرون في خطوة الانقلابيين هذه مقامرة بمصير البلاد، الذي أصبح مِلاَكُ أمرها بيد زمرةٍ سياسيةٍ أذاقت المواطن صنوف الأزمات.