تفاصيل مثيرة حول ظروف وملابسات وفاة الصحفي العبسي

Monday 30 November -1 12:00 am
تفاصيل مثيرة حول ظروف وملابسات وفاة الصحفي العبسي
----------
 
توفي الصحفي والمدون اليمني الشهير، محمد عبده العبسي، مساء أمس الثلاثاء بالعاصمة اليمنية صنعاء، في ظروف غامضة، وسط تأكيدات مقربين منه بأنه مات مسمومًا، على عكس ما أعلن عن أنه توفي بسكتة قلبية.
وأكد الكاتب الصحفي وائل جميل أن العبسي “لم يمت بسكته قلبية كما يظن البعض، بل مات مسمومًا، وقال “أحد أقاربه أخبرنا أن محمد ذهب ليلة أمس برفقة صديق لتناول وجبة العشاء في أحدى المطاعم. وتم نقله بعدها بساعات الى مستشفى القاهرة هو وصديقه، ولشده السم وعدم قدرته على المقاومة توفي محمد ، بينما صديقه قبل ساعات تم إخراجه من العناية المركزة”.
ونقلت وسائل اعلام يمنية عن مصادر في العاصمة صنعاء قولها إنه تم تأجيل دفن الصحفي العبسي حتى تتم عملية تشريح الجثة بطلب من أسرته، وأكدت المصادر توجه مجموعة من الصحفيين اليمنيين، بينهم مندوب لنقابة الصحفيين، إلى مكتب النائب العام لإخراج تصريح بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة الحقيقية.
وسبق للراحل أن كتب مرارًا يفيد  بتلقيه تهديدات جدية بالقتل من قبل جهات أمنية نافذة بسبب تصريحات صحفية ولقاءات تنهاض سلطات صنعاء، خاصة بعد عودته للعاصمة والاستقرار بها، وأبلغ العبسي في الأسابيع الماضية مقربين له عن تلقيه لتهديدات جدية بالقتل وان حياته في صنعاء صارت مهددة بالفعل.
ويعد العبسي  أبرز صحفي استقصائي عمل بالصحافة الاستقصائيه في اليمن وفاز بعدد من الجوائز في هذا المجال، كان آخرها قبل عامين، ونشر في مدونته الشهيرة ملفات خطيرة حول فساد عدد من المؤسسات اليمنية خاصة في صفقات الغاز والنفط.
وحسب وسائل اعلام يمنية فقد أسس العبسي مع آخرين من المجتمع المدني تحالفًا لمناهضة صفقة بيع الغاز في اليمن،التي وصفت بأكبر عملية فساد على الإطلاق، كما عرف عن الراحل كشفه لملفات حساسة وخطيرة، تخص وزارة الدفاع اليمنية، ومنها صفقات شراء الأسلحة وبيعها في اليمن.
ويتهم صحفيون يمنيون أجهزة الأمن التابعة لسلطات صنعاء بتصفية العبسي تنفيذًا للتهديدات التي كشف الراحل مرارًا عن تلقيها صراحة، مذكرين بحالات عدة حدثت في صنعاء وتحمل نفس بصمات الأجهزة الأمنية للنظام السابق أبرزها مقتل المذيعه جميلة جميل وبنفس الملابسات الغامضة.
وقالت تقارير اعلامية أن العبسي تجنب الأضواء خلال الثلاثة الأشهر الماضية وأعلن عن زواجه وجمد نشر ملفات وعد بنشرها عن فساد في مؤسسات مسؤولة عن صفقات التسليح في اليمن حتى أعلن فجأة عن وفاته يوم أمس بشكل مقتضب.
  وطالبت "حكومة بن دغر" نقل جثمان الصحفي إلى عدن وإجراء تحقيق دولي مستقل في ملابسات الوفاة.
ووضعت منظمة مراسلون بلاد حدود، اليمن، ضمن البلدان الأكثر فتكا بحياة الصحفيين، بعد مقتل خمسة صحافيين خلال عام 2016 من بين 74 إعلاميا حول العالم، متهمة في تقرير صدر الأسبوع الجاري، مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، بجعل اليمن “بؤر سوداء” على المستوى الإعلامي حيث يسود الإفلات من العقاب بشكل لا يطاق.