بعد عامين من المنع.. حمام الموصل يتنفس الحرية

Monday 30 November -1 12:00 am
بعد عامين من المنع.. حمام الموصل يتنفس الحرية
----------

من غير الطبيعي أن تخلو سماء مدينة الموصل شمال العراق من أسراب الحمام الذي يتخذ من أسطح منازل العراقيين بيوتا له ينطلق منها في الصباح ليعود إليها آخر النهار.

فقد فرض تنظيم الدولة الإسلامية داعش قيودا على سكان الموصل حين سيطر على المدينة يمنع بموجبها تربية الحمام خوفا من استخدامه لأغراض "التجسس" حسب مزاعم التنظيم، الذي قال أيضا إن تربية الحمام تلهي عن الدين.

وعلى مدى عامين، غابت تلك الطيور التي تحمل رمزية السلام عن المدينة منذ أن وقعت في قبضة داعش في حزيران/يوليو 2014.

قصة مصطفى عثمان (17 عاما) تعكس حجم القيود التي فرضها التنظيم على المواطنين، فهو من هواة تربية الحمام مثل كثير من العراقيين، ولم يرضخ لتعليمات داعش مبقيا على الحمام الذي يعيش على سطح منزله.

حمام في مدينة الشرقاط العراقية

حمام في مدينة الشرقاط العراقية

 

 

وتعتبر تربية الحمام على أسطح البيوت عادة منتشرة عند الكثير من العراقيين. وقد أقدم الكثير من أهالي الموصل على ذبح طيورهم أو سجنها في أقفاص حين دخل التنظيم المدينة، ولكن مصطفى لم يستطع ذبح طيوره أو حتى وضعها في سجن.

يقول مصطفى لوكالة أسوشيتيد برس "قلبي لم يسمح لي أن أفعل ذلك، فهذه الطيور خلقت لتطير".

ويضيف أن والده أهداه حمامة حين كان عمره 11 عاما، ومنذ ذلك الوقت وقع مصطفى في حب الطيور وخاصة الحمام.

هواية تربية الحمام شائعة بين العراقيين

هواية تربية الحمام شائعة بين العراقيين

 

 

ولتفادي بطش داعش وقوانينه الجائرة، بنى مصطفى مكانا سريا صغيرا على سطح منزله للحمام وغطاه ببطانية ليستطيع الطيران والتجول ولو في مساحة قليلة، لكنه قال إنه حرم على مدى عامين من التصفيق للحمام كي يطير إلى مسافات طويلة ثم يعود إليه.

ويقول شقيقه عفان " كان مصطفي يخاطر بحياته كل مرة حينما يذهب إلى سطح المنزل لإطعام الحمام، فهو يحبه".

يربي الكثير من العراقيين الحمام على أسطح بيوتهم

يربي الكثير من العراقيين الحمام على أسطح بيوتهم

 

وحين انتزع الجيش العراقي شرقي المدينة من قبضة داعش احتفل مصطفى بتحرير المدينة بأن أصدر إشارته للحمام كي يطير في السماء بلا حدود، رغم أن هذه السماء لا تزال ملوثة بسحب دخان تخلفها الانفجارات والأعمال القتالية لتطهير المدينة من داعش.

شاهد بالفيديو مواطن عراقي يفتخر بحمامه الذي فاز في المرتبة الأولى في مسابقة جمعية الحمام الزاجل في بغداد بطيرانه أكثر من 550 كيلومترا.

 

 

المصدر: أسوشيتيد برس