كتب / شكري حسين
بمقدور اللجنة المشرفة على بطولة الشهيد الخالد ( جعفر محمد سعد)، لمنتخبات المحافظات، خلق المبررات والتفنن في تزويق "العبارات"، لتأكيد صحة قرارها المجحف والظالم بحق منتخب أبين وحرمانه من لعب النهائي الكبير، أمام منتخب عدن، لتكون سببا في حرمان الجماهير الرياضية للإثارة المنتظرة، والتشويق المثير، ومن ثم الحكم على البطولة بالفشل الذريع، حتى وأن تم تزيينها بمساحيق الكلمة "الفارغة" والصورة "الخادعة"، وإضفاء الجمال حولها رغم قبحها الظاهر وكساحها "البائن".
باستطاعة اللجنة اياها، تسويق وحبك "الحكايات" ونسج خيوط "المضحكات"، وحتى الرقص في حفلة زأر شديدة "المبكيات"، للدفاع عن قرارها "الملغوم" بالأحقاد والضغائن، تجاه أبين وشبابها، الذين حضروا بدافع الحب للشهيد والاسم الذي تحلمه البطولة، تحت مسمى ويافطة اللائحة والاحتكام للقوانين اللازمة، وهي في الأصل نظرة سوداوية "متجذرة" في نفوس من أصدر القرار وساهم في إعلانه.
من حق اللجنة، قول ما تريد وفعل ما يوافق أهواء ومزاج اعضائها، ولا يستطيع أحدا لجم ألسنتها في الحديث حقا أم باطلا حول فعلها، لكنها أبدا، لا تستطيع اقناعنا بصوابية (قرارها) واستقلالية موقفها، حتى وأن أدت عناصرها القسم العظيم على (المصحف الكريم) في أقرب جامع مجاور لها.
ببساطة يا سادة، لم تكن هناك لائحة واضحة يمكن الاحتكام إليها عند حدوث أي مشكلة، فضلا عن كون البطولة ودية "حبية"، جاءت على عجل، الغرض منها أحياء ذكرى الشهيد البطل " جعفر محمد سعد"، وخلق مساحة ود والتقاء بين شباب المحافظات، بعيدا عن أي حسابات، لكن النفوس الحاقدة، أبت إلا على تلويث جوهرها والزج بها في أتون مناكفات ومشاحنات كان الجميع في غنى عنها.
وجدت اللجنة في أسم ( حمودي الشيبة)، طريقا لإزاحة منتخب ابين من البطولة، وجعل طريق عدن في التتويج مفروشا بالورود، وهو غير محتاج لذلك بكل تأكيد، لوقوفه على كوكبة كبيرة من النجوم والمواهب القادرة على كسب المعركة الشريفة، دون تدخلات المحبين وتشجيع المتزلفين، وشهادة المتخاذلين حتى وأن كانوا من خارج أسوار المدينة الجميلة، وفي المجمل العام "شهادة" زور وبهتان، كتلك القادمة من أرض القمندان.
كان المفترض احترام رغبة اللاعب دون الحاجة إلى فرد العضلات والاستقواء بلائحة مملؤة بالمغالطات، والتلويح بسيف العقوبات في وجه اللاعب، ذنبه انه أراد الانتماء لأرضه ومسقط رأس أهله واحبابه، كحال المئات من اللاعبين في مختلف أرجاء المعمورة، حتى وأن تذوق انهار الغير وجرب التطواف في مساحات الغير ومارس الحب وعاش النشأة في ارض مختلفة، لكنه اراد التأكيد باختياره اللعب (لأبين) ، أن الماء المخلوط بملح الأرض هو الأشهى، وأن الحليب الممزوج بروث البهائم حيث أرض "البدو" كان الأطيب والأنقاء.
اتخذت اللجنة المشرفة قرار الإيقاف في حق اللاعب خاصة وأبين عامة، بداعي أنه قد مثل "عدن" في وقت سابق بعد ان عجزت من اصدار القرار بحكم عدم تمثيله لأيٍ من أندية المحافظة، حسناً، هل تستطيع اللجنة التأكيد على وجود لائحة للبطولة وتم توزيعها على المنتخبات المشاركة ومن ثم الدعوة لمناقشاتها واعطاء الملاحظات حولها، وهل بمقدورها اثبات حقيقة التطرق لقضية اللاعب "حمودي الشيبة"؟
أجزم يقينا ان شئيا من هذا القبيل لم يحصل، ولكي اكون منصفا : (حضرت متأخرا بمعية زميلي فرحان المنتصر، مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة، بعض النقاشات، وتركز الحديث في تلك اللحظات حول اللاعب "علاء الصاصي" بعد ان تم اختياره لتمثيل المنتخبين "عدن وأبين"، وخلص الجميع ان رغبة اللاعب هي المقدمة على ما سواها، فكانت أبين هي وجهة اللاعب، ولم يكن للشيبة حضورا في النقاشات حتى في الدقائق التي لم أكن متواجدا فيها بحسب تأكيدات ممثل ابين "عبدالقادر باجميل" الذي نفى جملة وتفصيلا التطرق لموضوع حمودي الشيبة، وهو ما يؤكد ان القرار في الإساس كان جاهزا ومعدا له سلفا.
وخلاصة الخلاصة ، على رأس استاذنا " عبدالرحمن البيضاني"، طيب الله ثراه، وبعيدا عن يافطة اللائحة البايخة والمفصلة بحسب الأهواء والأمزجة، فإن القرار كان كيديا وبامتياز، حيث نجحت اللجنة في حبك تفاصيله ونسج خيوطه، فتم إيقاف اللاعب وتحييد أبين من المنافسة على اللقب، وهي بذلك انتصرت لإرادتها ورغبتها، لكنها أفشلت البطولة وحكمت عليها بالموت الزؤام من حيث لا تدري، وكفى.