إنجاز العراق التاريخي في كأس آسيا 2007

Monday 30 November -1 12:00 am
إنجاز العراق التاريخي في كأس آسيا 2007
- متابعات:
----------

كوالالمبور - من الصعب تصديق أن عشرة سنوات قد انقضت منذ أن أذهل العراق العالم من خلال تتويجه بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، ليكتب المنتخب العراقي أكثر قصص كرة القدم حميمية.

في مثل هذا اليوم 7 تموز/يوليو 2007، قبل 10 سنوات، المرة الأولى التي تقام فيها نهائيات كأس آسيا في أكثر من دولة، وذلك عندما استضافت إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، وفيتنام منافسات البطولة، والتي اعتبرت من أكثر البطولات التي علقت في الذاكرة، خاصة أن فيتنام التي مزقتها الحرب نجحت في إحداث تنظيم مُبهر.


البداية

شهدت المباراة الافتتاحية لكأس آسيا لعام 2007، لقاء منتخب تايلاند المضيف مع العراق ضمن منافسات المجموعة الأولى في بانكوك، ونجح المنتخب التايلاندي في التقدم بالنتيجة عن طريق لاعبه سوتي سوكسومكيت من ضربة جزاء، إلا أن النجم العراقي يونس محمود الذي لن يكون بطلاً لآخر مرة نجح في تسجيل هدف التعادل ليتقاسم المنتخبين نقاط المباراة.

وفي اليوم التالي، جاء أول ظهور لمنتخب أستراليا في نهائيات كأس آسيا بعد انضمامها إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قبل ذلك بعام، وأحرز تيم كاهيل هدفا ً قاتلاً في الوقت بدل الضائع للمنتخب الأسترالي أمام المنتخب العُماني 1-1، ليجنب كاهيل منتخب بلاده الخسارة في أولى مبارياته في البطولة القارية.

بعد ذلك تغلب المنتخب العراقي على نظيره الأسترالي 3-1، ضمن منافسات الجولة الثانية، بينما حقق المنتخب التايلاندي الفوز 2-0 على نظيره منتخب سلطنة عُمان، ليكون منتخب جنوب آسيا في موقف قوي للمضي قدماً في البطولة، إلا أن تألق مهاجم المنتخب الأسترالي مارك فيدوكا في الجولة الثالثة ساهم في فوز منتخب بلاده 4-0 على منتخب تايلاند المُضيف، كما أن تعادل منتخبي العراق وسلطنة عُمان، ساهم في تأهل أستراليا والعراق إلى الدور الثاني من البطولة.


تأهل حامل اللقب وأحد المُستضيفين 

كانت بداية المنتخب الياباني خجولة بعد تعادله أمام المنتخب القطري 1-1، لكن حامل اللقب سرعان ما حقق انتصارين متتالين أمام منتخبي الإمارات وفيتنام المُضيفة لينهي المجموعة الثانية في الصدارة.

بدوره كان المنتخب الفيتنامي يشارك لأول مرة في نهائيات كأس آسيا منذ نسخة 1960 التي أقيمت في فيتنام الجنوبية، ومن خلال هدفين أحرزهما اللاعبان هوينه كوانغ ثانه ولي كونغ فينه حققت فيتنام أول فوز لها في البطولة بنتيجة 2-0 أمام الإمارات، قبل أن تحقق تعادلاً كافياً 1-1 أمام قطر لحسم التأهل للدور الثاني.


الأوزبك يُطيحون بالصينيين

تأهل منتخب إيران حامل اللقب في ثلاث مناسبات إلى الدور الثاني بعد أن قلب النتيجة في مباراته الأولى أمام أوزبكستان 2-1، بعد كان متأخراً بهدف، كما عاد المنتخب الإيراني في لقائه الثاني أمام المنتخب الصيني وحقق التعادل 2-2، بعد تأخره بهدفين في البداية، في حين حقق فوزاً سهلاً في لقائه الأخير في الدور الأول 2-0 أمام ماليزيا.

وبعد تحقيقهما انتصارين كبيرين على ماليزيا، التقى منتخبا أوزبكستان والصين في الجولة الثالثة في مباراة هامة من أجل حسم بطاقة التأهل، وتمكن منتخب آسيا الوسطى من تسجيل ثلاثة أهداف متتالية في آخر 18 دقيقة من مجريات اللعب، ليقضي على آمال المنتخب الصيني في التأهل.


الأقوياء يتأهلون

حسمت كلاً من السعودية وكوريا الجنوبية ذات الوزن الثقيل، التأهل للدور الثاني عن المجموعة الرابعة، على الرغم من أن إندونيسيا تغلبت على البحرين 2-1، بعد أن سجل بامبانغ بامونغكاس الهدف الثاني الحاسم لمنتخب بلاده.

وحقق المنتخب السعودي فوزين ضمن بهما صدارة الترتيب، في حين شكل فوز المنتخب البحريني 2-1 على نظيره الكوري الجنوبي صدمة، مما عقد حسابات المجموعة، إلا أن الهدف الوحيد الذي أحرزه الكوري الجنوبي كيم-جونغ وو، أمام المُضيف منتخب إندونيسيا في الجولة الثالثة حسم التأهل لمنتخب كوريا الجنوبية.


بقاء أربعة منتخبات

خاض منتخب فيتنام مباراته في الدور ربع النهائي أمام منتخب العراق على أرض تايلاند، بعد احتلاله المركز الثاني في المجموعة الثانية، وكان المهاجم العراقي يونس محمود نجم اللقاء بتسجيله هدفي الفوز 2-0.

 ومرة أخرى في هانوي، تقدم المنتخب الأسترالي بهدف عبر لاعبه جون ألويزي أمام المنتخب الياباني قبل أن ينجح اللاعب ناوهيرو تاكاهارا في معادلة النتيجة، ليلجأ المنتخبين للركلات الترجيحية التي حُسمت لصالح اليابان 4-3.

وبعد تأهل كوريا الجنوبية كآخر منتخب لدور الثمانية، تمكن المنتخب الكوري من اجتياز مرحلة أخرى عندما تغلب على نظيره الإيراني بفارق الركلات الترجيحية بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي، وقد أثبت اللاعب كيم مرة أخرى أنه بطل، عندما نجح في تسجيل الركلة الترجيحية الأخيرة التي صعدت بالمنتخب الكوري للدور نصف النهائي.

وأكمل المنتخب السعودي المنتخبات المتأهلة للدور قبل النهائي عندما سجل اللاعبان ياسر القحطاني وأحمد الموسى هدفي الفوز للسعودية أمام إيران 2-1، ليكون هنالك اربعة منتخبات قوية في هذا الدور مناصفة بين شرق وغرب القارة.


غرب آسيا يتفوق

كان المنتخب العراقي يبحث عن الوصول إلى أول نهائي له في كأس آسيا، في حين حاول المنتخب الكوري الجنوبي للعودة للعب النهائي القاري بعد أن خاضه آخر مرة في العام 1988، وذلك عندما تواجه المنتخبين في الدور قبل النهائي في كولالمبور.

وبعد 120 دقيقة من اللعب لم يتمكن أحد المنتخبين من التسجيل، ليتم اللجوء للركلات الترجيحية التي ذهبت لصالح المنتخب العراقي بعد نجاحه في تسجيل أربع ركلات، محققاً الفوز 4-3.

أما لقاء السعودية واليابان الذي أقيم في هانوي فقد شهد صداماً قوياً، وافتتح مهاجم الأخضر السعودي النتيجة، وسرعان ما نجح لاعب الساموراي يوجي ناكازوا من إعادة الأمور إلى نصابها بتسجيله هدف التعادل، وعاد المنتخب السعودي للتقدم مرة أخرى عبر لاعبه مالك معاذ، إلا أن لاعب المنتخب الياباني يوكي آبي عدّل الكفة مرة أخرى بعد فترة وجيزة، ولم ينتظر المتألق مالك معاذ طويلاً ليحسم النتيجة لصالح الأخضر ويحجز مقعداً في النهائي أمام نظيره العراقي.


المركز الثالث لكوريا الجنوبية

اتسمت مواجهة منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية عندما التقيا وجهاً لوجه في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث بالمنافسة الشرسة، ويعتبر 
هذا اللقاء الثالث على التوالي للمنتخب الكوري الجنوبي الذي ينتهي بالتعادل السلبي في الوقت الأصلي، وبعد 11 ركلة ترجيحية للطرفين، نجح حارس مرمى الشمشوم الكوري لي ونغ-جاي في التصدي لركلة ناوتاكي هانيو ليحصل منتخب المدرب الهولندي بيم فيربيك على المركز الثالث.


النهائي التاريخي

دخل المنتخب السعودي المباراة النهائية وهو يتطلع لإحراز لقبه الرابع في البطولة القارية، وذلك أمام المنتخب العراقي الذي بدوره حصل على أفضل مركز له في البطولة، المركز الرابع في العام 1976.

وكانت السعودية الأكثر تهديفاً في البطولة، لكنها واجهت العراق التي لم تستقبل شباكها أية هدف منذ الدور الثاني، ولعب المنتخب العراقي بشكل أفضل خلال مجريات الشوط الأول من اللقاء على ستاد جيلورا بونغ كارنو في جاكرتا.

ولكن مع دخول المباراة العشرين دقيقة الأخيرة، أرسل ظهير المنتخب العراقي هوار خلف ضربة ركنية متقنة من الزاوية اليمنى على رأس القناص يونس محمود الذي أسكنها الشباك، ليحصل المنتخب العراقي الذي يدربه البرازيلي جورفان فييرا على أكثر الانتصارات سحرا ً لبلد يعاني من الإضطرابات.

غادر المدرب فييرا المنتخب العراقي فور انتهاء منافسات البطولة القارية مباشرة، بينما شارك منتخب أسود الرافدين في كأس القارات بعد ذلك بعامين، وحقق الفريق تعادلين وتلقى خسارة، ولم ينجح المنتخب العراقي في تحقيق التوقعات عندما فشل في التأهل لنهائيات كأس العام 2010، على الرغم من ذلك، حصد الإنجاز الآسيوي الذي تحقق في أصعب الظروف التي يعيشها العراق.