مدربون يبحثون عن الأفضل، إدارات تفتح خزائنها بلا قيود، وعروض بمبالغ فلكية، والمحصلة: أرقام قياسية تتساقط.. هكذا حال سوق الانتقالات في أوروبا هذا الصيف.
وشهد الميركاتو نشاطا ملحوظا لعدد من الأندية، لعل أبرزها مانشستر سيتي وميلان، بينما وقعت أندية أخرى فريسة لأصحاب القوة الشرائية الكبيرة، وهنا يعتبر موناكو المثال الأبرز، ذلك كله وسط اختفاء العروض الصينية المغرية، التي تصدرت المشهد الصيف الماضي.
وتغيرت المفاهيم في سوق الانتقالات، إذ لم تعد هناك أرقام قياسية يمكنها الصمود طويلا، والدليل أن لقب أغلى مدافع في التاريخ تغير مرتين هذا الصيف.
جون ستونز، الذي انتقل من إيفرتون إلى سيتي الصيف الماضي مقابل 55.6 مليون يورو، فقد اللقب بمجرد أن ضم ناديه كايل ووكر من توتنهام هذا الموسم بـ56.5 مليون يورو.
لكن ووكر لم يهنأ باللقب كثيرا، فبعدها بأيام ضم سيتي نفسه بينيامين ميندي مدافع موناكو مقابل 57.5 مليون يورو، ليعتلي اللاعب الفرنسي عرش المدافعين حتى كتابة هذه السطور.
ورغم أن ووكر خسر لقب أغلى مدافع سريعا، إلا أنه بات أغلى لاعب إنجليزي، بعدما تخطت صفقته القيمة المالية التي انتقل بها رحيم سترلينج من ليفربول إلى السيتيزنس عام 2015.
وفيما يلي نستعرض 5 أرقام أخرى معرضة لنفس المصير هذا الصيف:
نيمار يهدد عرش بوجبا
يبدو أن بول بوجبا، نجم مانشستر يونايتد، سيفقد لقب أغلى لاعب في التاريخ عاجلا أو آجلا، وسط الأرقام الفلكية التي تتحدث عنها التقارير الصحفية في أكثر من صفقة محتملة.
ويعتبر نيمار دا سيلفا، هداف برشلونة، الأقرب لكسر الرقم، إذ يستعد باريس سان جيرمان لضمه مقابل 222 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في العقد الذي يربطه بقلعة البلوجرانا.
الموسم التاريخي للملكي
تتذكر جماهير ريال مدريد جيدا موسم الانتقالات التاريخي للنادي الإسباني صيف 2009، حين أنفق 264 مليون يورو، ليصبح منذ ذلك الوقت أكثر نادٍ أنفق أموالا في فترة انتقالات واحدة بالتاريخ.
ريال مدريد ضم نجوما مثل كريستيانو رونالدو في صفقة قياسية وقتها، قدرت بنحو 96 مليون يورو، إلى جانب ريكاردو كاكا، وكريم بنزيمة، وتشابي ألونسو، وراؤول ألبيول، وإيزيكيل جاراي، وألفارو أربيلوا، وستيبان جرانيرو، وألفارو نيجريدو، والمفارقة أن الميرنجي لم يحصد أي لقب في ذلك الموسم.
لكن مانشستر سيتي بات قريبا جدا من تحطيم هذا الرقم، بإنفاقه 246 مليون يورو، قبل نحو شهر من إغلاق باب الانتقالات.
فريق المدرب بيب جوارديولا أبرم 6 صفقات ضخمة، هي ميندي، وووكر، وبرناردو سيلفا، وإديرسون مورايس، ودانيلو، ودوجلاس لويز.
جوهرة موناكو يفرض نفسه
مازال كيليان مبابي، نجم موناكو الشاب، هو محور الأحاديث في الميركاتو، بعدما وضعه ريال مدريد كهدف أساسي هذا الصيف.
وبات في حكم المؤكد أن انتقال مبابي إلى بطل الليجا، أو غيره من الأندية، يعني كسره رقما قياسيا واحدا على الأقل، في ظل مغالاة موناكو في مطالبه.
فالتقارير الصحفية تشير إلى أن ريال مدريد مستعد لدفع 180 مليون يورو لإقناع موناكو بالتخلي عن صاحب الـ18 عاما، ما يعني أنه سيصبح أغلى لاعب شاب في العالم، اللقب الذي يحمله أنتوني مارسيال، نجم مانشستر يونايتد، بعد انتقاله من النادي الفرنسي ذاته عام 2015.
وقد يصبح مبابي أيضا أغلى لاعب بشكل عام، حال فشلت مساعي سان جيرمان في ضم نيمار.
هل يصمد بوفون أطول من ذلك؟
يحمل العملاق جيانلويجي بوفون لقب الحارس الأغلى في العالم منذ 16 عاما، عندما انتقل من بارما إلى يوفنتوس مقابل 52 مليون يورو.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن لبوفون أن يحتفظ بالرقم لعام جديد على الأقل؟، الإجابة ستكون "لا" بنسبة كبيرة، بدليل أن إيدرسون انتقل إلى سيتي مقابل 40 مليون يورو، وهو حارس لا يُصنف ضمن العمالقة.
ويمكن لديفيد دي خيا، أو تيبو كورتوا، أن ينقض على رقم بوفون، إذا تحرك ريال مدريد لضم أحدهما قبل إغلاق باب الانتقالات، علما بأن الثنائي على رادار زين الدين زيدان، منذ نهاية الموسم الماضي.
رقم صلاح في خطر
محمد صلاح هو أغلى لاعب إفريقي، بعدما انتقل من روما إلى ليفربول، هذا الصيف بنحو 42 مليون يورو، لكن كما سمح يورجن كلوب للنجم المصري بتخطي الرقم الذي كان مسجلا باسم ساديو ماني، هداف الفريق، (41.2 مليون)، فإن المدرب نفسه قد يغير وجهة هذا الرقم مرة أخرى.
ويسعى كلوب بقوة وراء الغيني نابي كيتا، إلا أن ناديه، لايبزيج الألماني، يرفض بيعه إلا بمبلغ قياسي، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن النادي الإنجليزي قدم عرضا بلغت قيمته 83 مليون يورو.
ورغم تأكيد مسؤولي بوروسيا دورتموند بقاء إيمريك أوباميانج، إلا أن احتمالية رحيله تظل قائمة. وقتها سيحطم الرقم بلا شك.
وقد تكون وجهة أوباميانج نحو ريال مدريد، الباحث عن بديل لألفارو موراتا، أو ميلان، الذي يبني فريقا جديدا، ينقصه حتى الآن مهاجم قناص، علما بأنهما أبديا اهتمامها بالنجم الجابوني في وقت سابق.
