كتب / أحمد حسن العقربي
لا شك أنٌ ظاهرة انتشار وتداول وتعاطي الشمة بأنواعها هذه الأيام بين شبابنا وحتى كهولنا للأسف و حتى بين أولياء الأمور أباؤنا هي شي مؤسف , ومؤلم و لاسيما انتشارها بين الشباب من الجنسين , و حتى الأطفال جيل المستقبل , و بغض النظر عن أسبابها لكنني أود الوقوف هنا ليس من موقع الناصح مع هذه الظاهرة بل من موقع المواطن المتفرج المتألم.
قد لا أقول جديداً أن الاقتراحات و الجهود للقضاء على هذه الظاهرة كثيرة و أن كان أغلبها تربوي و اسري و إعلامي بحث و لكن طالما أن أول الغيث قطره ثم ينهمرَ المطر فإن إدمان الشمة يبدأ بمحاولة بعد التأثير على الطفل من قبل الأشرار بتخزينة شمه صغيرة ترى ماذا يفعل المراهق عندما يشاهد والديه ’ أو أساتذته يتجولون في البيت ,أو المدرسة ,و في أفواههم تخزينة الشمة يداعبها و يتفنون في إختيار أنواعها بما فيها المخدرة , و استخدام المباسم لتخزينها من ضمنها شمة الحوت وغيرها من المسميات الغريبة !...
فإن فرح شخص منهم خزن شمة و إذا غضب أو تشاجر مع أحد خزن شمة هذا ناهيك عَمَا يريدون إثبات رجولتهم بالشمة حيث أن هناك مفهوماً خاطئاً بين الشباب و هو أن تعاطي الشمة هي إحدى مقاييس الرجولة .. و لقد ظهر أخيراً بين الشباب من يقول أن الشمة هي من لوازم الاناقة الضرورية لهم ولا يخفٌ على أحد أن تخزينة الشمة هي بداية الطريق إلى تجربة المخدرات كالحشيش , و غيره أو يمكن القول بأن ( الشٌمة ) هي قوس قزح إلى الجحيم .. و التي غالباً ما تنتهي بالإدمان .. بل لعلٌ من الطريف إنه لم يستثنَ حتى نخبنا السياسية والرسمية الدين لايخجلوا من تعاطيها حتى وهم يمثلون بلادنا في المحافل الدولية والسياسية والدبلوماسية وأمام أعين كاميرات الفضائيات .. أمر مشين ومقزز ويبعت الاشمئزاز ويزكم الأنوف بعد أن بات مجالا للتندر بين أفراد الشعب وتحول إلى نكتة يتداولها العامة في مجالسهم .
لقد نسوا أننا أصحاب حضارة منذ القدم وخاصة مدينة عدن . مدينة التنوع الثقافي والفكري والتسامح الديني المتعارف عليه .
فالكثير من الأطباء في بلادنا حذروا ومازالوا يحدرون من تعاطي الشمة التي تعتبر ثالث أخطر شيء يهدد الصحة بعد إدمان المخدرات و خاصة الهيروين و الكوكايين .. وأن هناك أيضا خطر على صحة الإنسان فهناك علاقة وثيقة تتأكد يوماً بعد يوم من تعاطي الشمة و مرض سرطان الفم و الذي ينتشر بين الناس بشكل ملحوظ .
فهل نرحم أنفسنا و شبابنا و أطفالنا عن التجوال في الطرقات و المقاهي و المدارس و الكليات و حتى فوق السيارات و في أفواههم تخزينة الشمة نداعبها و نتفنن في اختيار لونها و نوعها .. ترى هل نتعظ و ننقذ الأجيال من هذه الآفة الاجتماعية و الصحية التي باتت تهدد جيل بأكمله وهو أغلى راس مال في التنمية ؟