عويل و تعويل !

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 * ثمة من يعتقد أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بإمكانه دفع الأطراف السياسية في شمال اليمن و جنوبه إلى طاولة المفاوضات بغية الوصول إلى حل سياسي في اليمن، خصوصاً في ظل التحركات النشطة لدولتي بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية وقد أضحت في الآونة الأخيرة أكثر جدية، دون أن ننسى أن كلفة استمرار ما يحدث من نزاع مسلح بدت مرتفعة، بشرياً، و مادياً بالضرورة، و الأسوأ أن هذه الكلفة في تصاعد مستمر رغم عويل الناس الذي يطالب بإيقاف الحرب. 
 
لكن، رغم هذا الاعتقاد المتفائل بعاليه، ثمة حقائق على الأرض تشير إلى استحالة أن يوفق مارتن غريفيث في مهمته. فكل الأطراف السياسية ما زالت تراوح المكان ذاته، و كل طرف يعتقد أن بإمكانه أن يقضي على خصومه و ينفرد بالسلطة، تالياً. 
التعويل على العنصر الخارجي لن يكون له تأثير ما لم يتم التعويل على العنصر الداخلي؛ و مصير اليمنيين - في نهاية المطاف - في أيدي اليمنيين أنفسهم كما هو مفترض لا في أيدي غيرهم، و مستقبلهم كذلك بالضرورة. 
 
لكن كيف يمكن التعويل على العنصر الداخلي، و قد صار أداة في يدي العنصر الخارجي؟! 
حسناً.. انظروا وحسب إلى ما يلي :
المجلس الانتقالي الجنوبي، كما هو ماثل أمام الجميع، أداة في يد غيره.
تماماً مثلما هو الأمر ذاته مع "أنصار الله" و إن أختلفت بعض التفاصيل.
وقس الأمر ذاته مع باقي القوى السياسية، بما فيها المتوثبة أخيراً تحت يافطة : "حرّاس الجمهورية". 
كل هذا لن يخدم العملية السياسية الرامية إلى الوصول إلى حل سياسي عادل لكل الأطراف السياسية ينهي النزاع المسلح في اليمن.
و تظل الأسئلة الملحة تراود الساعين إلى إيجاد حل أو المساعدة في الوصول إليه، مثل:
ما الذي يمكن أن يفعله حقاً المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث؟ 
ما هي خطته بالضبط؟ 
ما هي الخطوات التي يتعين عليه أن يبدأ بها لكي يواصل طريقه من أجل القيام بما عليه القيام به لكي ينجح في مهمته؟ 
يقول مارتن غريفيث وفق ما صرح به في وقت فائت، ما يلي:
- يتعين على جميع أطراف النزاع [التخلي عن الشروط المسبقة لإجراء المحادثات] ومنح مكتبي إمكانية الوصول دون قيود ودون شروط إلى جميع أصحاب الشأن المعنيين. 
- التوصل إلى تسوية سياسية [عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين] هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع اليمني والتصدي للأزمة الإنسانية الجارية في البلد. 
حسناً.. ثمة حقيقة واحدة ماثلة أمام الجميع و هي أن الأزمة الإنسانية في هذا البلد هي الوحيدة المستمرة رغم أنف الجميع و بنسق تصاعدي مخيف.
لكن الأكثر خوفاً يكمن في انعدام وجود رغبة الأطراف السياسية في شمال اليمن و جنوبه في الوصول إلى حل سياسي يضع نهاية لكل هذا الذي حدث و يحدث و سيحدث لاحقاً..!