منحة و لصوص!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

تلقيت يوم أمس دعوة لزيارة المسئولين في مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بعدن . وصباح اليوم ذهبت إلى المكتب والتقيت المسئولين في المكتب وعلى رأسهم مدير المكتب بعدن الأستاذ نجيب حميد . تحدثنا مطولا عما قام به البرنامج منذ بدء أعماله في عدن وتحديدا المنحة السعودية لمحطات الكهرباء في عدن وغيرها من المحافظة . في مقر البرنامج بعدن بدأ العاملون هناك جهود من الصفر وأسسوا المقر الذي بات مقر إدارة متكامل يمكن له ان يساهم في إصلاح اختلالات كثيرة تعاني منها قطاعات الحكومة . يخبرني الأستاذ حميد ان فكرة تموين محطات الكهرباء في عدن و9 محافظات أخرى بدأت بفكرة تموين عدن بداية الأمر بالوقود لمحطات الكهرباء. مالايمكن تخيله أو توقعه ان مسئولينا رفعوا إلى الجهات السعودية بتكاليف وقود ضخمة لمحطات الكهرباء بعدن واستجاب الجانب السعودي لمقدار هذه الكميات وحينما جاءوا بها إلى عدن وأصر السعوديون على ان يشرفوا على توزيعها. وهنا كانت المفاجئة الصادمة . الكمية التي اقترحها مسئولوينا في الحكومة ووزارة الكهرباء والتي قالوا أنها استهلاك عدن من الوقود توقعوا ما الذي حدث لها؟ . اكتشف السعوديون أنها تكفي عدن ومحطاتها و9 محافظات أخرى وفاض منها 50% ولنفس المدة الزمنية المقترحة ... يالله ..! كان يمكن لهذه الكميات الضخمة ان يبتلعها ثقب اسود ضخم لو ان مسئولينا قاموا بتوزيعها .. يقول المسئولون في البرنامج السعودي وعلى رأسهم الأستاذ نجيب ان الكثير من المشاكل تواجههم في عدن لعل رأسها ان 90% من فنادق عدن لاتدفع فواتير الكهرباء وحتى المستشفيات الخاصة وكل صاحب مؤسسة من هذه المؤسسات يشبك من خلف العداد وبمعاونة مسئولين في مؤسسة الكهرباء. في الفنادق يوفر صاحب الفندق جناح خاص لمسئولي الكهرباء مقابل تسهيل مهام سرقة الكهرباء وكذلك تفعل المستشفيات الخاصة .. ومن المشاكل أيضا هي عدم سداد الفواتير من قبل جميع المستهلكين الآخرين . من الأشياء الايجابية للمنحة السعودية هذه بحسب كلام الأستاذ حميد أنها أحدثت حالة من الاستقرار الاقتصادية فيما يخص الصرف والكلام له والسبب انه كان يتم سحب العملة الصعبة لشراء الوقود للكهرباء من السوق المحلية. في مصافي عدن هناك مشكلة أخرى عسيرة وصعبة وهي ان السعوديين حينما يصلون بالمشتقات النفطية وهي مجانية يضطرون إلى الانتظار فترة طويلة بحجة ان خزانات المصافي مملوءة عن أخرها. هناك جهات نفوذ في الحكومة تحاول تعطيل عمل البرنامج السعودي في عدن والسبب صفقات الفساد الضخمة التي كانت تحدث سابقا . من بين المشاكل الطريفة التي تواجه المسئولين في هذا البرنامج أنهم حاولوا محاسبة بعض المسئولين فيما يخص أمور المنحة السعودية لكن أصحابنا حفظهم الله قفزوا للطرف واعتزوا باسم الجنوب الحر وأنهم مستهدفون لنضالهم وقضيتهم .. قلت لهم شوفوا نحن بعدن حاليا عرفنا واكتشفنا حقيقة هؤلاء اللصوص لذلك لاتأخذكم بهم رأفة والشعب اكتشف زيف هذه الشعارات. قلت لممثل البرنامج السعودي :" انطلقوا إلى الأمام والناس إلى جانبكم واسعوا لإصلاح قطاع الكهرباء في عدن ، لدينا لصوص يسرقون الكحل من العيون وسنقف إلى جانبكم. يبذل المسئولين في البرنامج السعودي جهود عظيمة ونتمنى من الحكومة تسهيل مهامهم ومن المجتمع الوقوف إلى جانبهم. #فتحي_بن_لزرق 30 ديسمبر 2018