تحيّة لروحك الطاهرة ومسيرتك الظافرة

Tuesday 05 February 2019 8:41 pm
تحيّة لروحك الطاهرة ومسيرتك الظافرة
----------
بقلم/شايف الحدي
مقالي اليوم، لا يكفي أبدًا حق الشهيد القائد اللواء الركن/صالح قائد الزنداني؛ فقد تتوارى الكلمات خجلاً، وتبقى شطحات قلمي عاجزةٌ، وهي تتذكر هيبة قائدًا عسكري في شموخه.. كانت الابتسامة لا تفارق محياه.. ترجّل الفارس عن صهوة جواده، وبقى شامخًا يعتز به كل من عايشه، وكل من عرفه عن قرب، وسيبقى ما حيينا خالدًا في وجداننا نتعلم منه معنى الرجولة والبطولة.. كان قائدًا عظيمًا في نفسيته وشخصيته، وكان نموذجًا يحتذى به في الالتزام والانضباط والإخلاص والعطاء والتضحية، رغم ما لحق بهذا القائد من أذى بعد حرب صيف 1994م، إلاّ أنّه بقي شامخًا متألقًا ومتعملقًا في أهدافه وطموحه وتجشم الصعاب، فكان قويًا في عزيمته وبأسه وعلى درجة عالية من الإلتزام والأخلاق والتواضع؛ فهو بحق كان هامة علمية عسكرية أكاديميّة وصاحب قدرات ذهنية ونظرة واثقة.. كانت له صولات وجولات في ميادين الشرف والبطولة.. ترك خلفه سيرة عطرة وصفحات بطولية.. هكذا عرفناه شامخًا، وهكذا هم العظماء يرحلون في صمتٍ، وحينما نتحدث عن بعض مناقب سيرة الشهيد، فنحن نتحدث عن مسيرة قائد عسكري طويلة حافلة بالتفاني والعطاء والبذل والفداء وممن شيّدوا بنيان القوات المسلحة الجنوبيِّة وأرسوا دعائمها منذُ سبعينيّات القرن الماضي، وكانت البداية في تأسيسه هو ومجموعة من الضباط اللواء 25 ميكا في كرش بعد تخرجه من الكليّة العسكرية عدن الدفعة الثانية آنذاك، وهو من القادة الذين أسهموا بفعالية في تطوير الجيش الجنوبي، حيثُ اقتفى الراحل درب القادة العظماء، فغدى بذلك من زينة الرجال الأبطال. 
 فعلاً للشهيد القائد مناقبٌ وسجايا ومواقفٌ إنسانية.. دروسٌ وعبر هي كثيرة جدًا كعظمة الشهيد ومواقفه المشرفة طيلة أربعة عقود زمنية من العطاء والتواضع.. ترجّل الفارس وبقية سيرته شامخة حافلة بالبذل والعطاء..ترجّل فارس من فرسان الجنوب وقائد لا يشق له غبار من قادة الزمن الجميل..رحل بصمتٍ دون ضجيج، وجسّد صدق دماؤه الزكية، يوم أن روت أرض العند العنيدة، مخلدًا بذلك أروع ملاحم التضحية والإباء. 
وداعـًا يا أبا صلاح؛ فقد قدمت واجبك الوطني على أكمل وجه وستبقى خالدًا في تاريخ وطنك، وسلامٌ على روحك الطاهرة في الخالدين، نم قرير العين، فعليك من الله أزكى الرحمات.

الأكثر قراءة