تفاجأ الجميع مساء الجمعة (15 فبراير 2019) بتداول صور جثمان شاب مجهول الهوية يظهر عليها أثار التعذيب الجسدي البشع التي نفذها مسلحون مجهولون حتى اللحظة.
وخلال أقل من ساعة تعرف الجميع على جثمان الشاب الذي لم يعد مجهولاً ( محمد علي ) والملقب بـ(الاقليمي) (30 عام). لتسجل قصة جديدة من جرائم القتل والتعذيب في العاصمة المؤقتة عدن بحق أحد أبنائها والذي ذهب إليها مع أصدقائه للاستجمام ظناً منه أن الحياة عادت إلى مدينته.
يقول مقربون من محمد علي "الاقليمي" لموقع "ناس تايمز" الذي عاش وترعرع في العاصمة اليمنية صنعاء، "أنه احتفل في ( 5 فبراير) الماضي بعيد ميلاده وتبادل التهاني معهم أيضا بقلب مفعم بالحيوية، وليتداول صور أصدقائه على مواقع التواصل الإجتماعي." "لم يمض على زواج محمد أكثر من شهر ونصف، والذي كان بعيداً عن السياسة ولا يملك عداوات شخصية" بحسب المقربين.
وعلى الرغم من ذلك أصر عليه أصدقاؤه بضرورة الذهاب في رحلة شبابية إلى عدن، رغم تخوف "محمد" كثيراً قبل الأقدام على الخطوة لكن أصدقاءه فضلوا الاحتفال به على طريقة الشباب اليمني بالنزول إلى مدينة ساحلية لقضاء الوقت.
اقتنع محمد وتحرك هو وأصدقائه على سيارته التي يمتلكها وهي من نوع تويوتا "كورولا 2005" تمكن من خلال عمله وبمساعدة والدته من شرائها. ليتوجهوا إلى عدن وليقضوا عدة أيام فيها، متنقلين في المدينة الكبيرة والقريبة إلى قلوبهم جميعا.
تفاصيل الجريمة
وعن تفاصيل الجريمة يروي لنا أحد أصدقاء محمد تفاصيل ما حدث وبدأ بقوله في الساعة الخامسة عصر الجمعة ( 15 فبراير 2019)، وأثناء عودة محمد وأصدقائه اقترحوا أن يمروا من الطريق البحري الواصل بين منطقة المنصورة ومنطقة خور مكسر.
يضيف المصدر في حديثه لـ "ناس تايمز" : "في ذلك التوقيت تماماً ودون سابق انذار تفاجئ محمد وأصدقائه بسيارة دفع رباعي "طقم" يستقلها 5 مسلحون يرتدون الزي المدني، تلاحقهم وتطلق النار على سيارتهم بكثافة دون أي سبب، ليتم استهداف إطارات السيارة (الكورولا) الخلفية قبل أن تتوقف."
وتابع المصدر لـ"ناس تايمز" : "هرع المسلحون الملثمون ليطلقوا النار أيضا في الهواء بكثافة ويصرخوا في وجوه الجميع أن يخرجوا من السيارة وينبطحوا في الأرض فيما تم أطلاق الرصاص الحي على كل شهود العيان ومن تواجد بالقرب من المكان."
يستطرد صديق محمد الذي فضل عدم الكشف عن هويته أنه "تم انزال الجميع من فوق السيارة وأثناء اخراج محمد العدني مع اصدقائه من السيارة صرخ على المسلحين ماذا تريدون مني قد أنا مكون (مجروح) في رجلي (قدمي)."
لم يتوقف المسلحون المجهولون والذين رصدتهم أعين الناس وكاميرات المراقبة الخاصة بمطار عدن والمحلات القريبة من مكان الحادث ليقوموا بأخذ "محمد الأقليمي" فوق الطقم وبطريقة مهينة وليضربوا الرصاص على أصدقائه الذين نجو بأعجوبة من ذلك .
ذهب أصدقاء محمد إلى قسم الشرطة أصدقاء محمد ذهبوا إلى قسم الشرطة وابلغوا عن الحادثة، ولكن المفاجأة كانت بنشر صور جثمان مجهول لشاب ثلاثيني في الممدارة.
الجثمان المجهول والذي تم نقله إلى مستشفى الجمهورية في خور مكسر، وتعرف عليه أصدقاؤه وأقاربه ظهر عليها تشويه الملامح وأثار التعذيب الذي تلقاه محمد خلال الست الساعات منذ اختطافه من الطريق البحري .
لم تنتهِ قصة محمد الإقليمي فهي مأساة جديدة وجريمة بشعة نفذت في وضح النهار وأمام أعين الأجهزة الأمنية في عدن وحزامها الأمني. وليبدأ فصل جديد من المعاناة لأهالي الضحية وكافة ضحايا الأخفاء القسري والتعذيب لمعرفة هوية القتلة الذين قاموا بالتعذيب والتنكيل وقلع أحد أعين "محمد الأقليمي" وتشويه وجهه وجسده.
ملاحظة : يتحفظ فريق "ناس تايمز" عن نشر صور محمد علي الأقليمي التي وصلته بشكل حصري، احتراماً لمشاعر أهله .