مرسال الفن الحضرمي فارس الأغنية الوطنية

Wednesday 19 June 2019 9:54 am
مرسال الفن الحضرمي فارس الأغنية الوطنية
----------
فؤاد باضاوي: 
عندما نتحدث عن الغناء الحضرمي يبرز المرحوم الفنان / كرامة سعيد مرسال / صاحب الصوت القوي والنطق الفصيح الصحيح والكلمات الواضحة المعنى تربى وترعرع على يد الكبار في حي السلام حي الفنانين والمبدعين في غير مجال من مجالات الحياة ... عاصر أجيال كثيرة وظل شامخا راسخا في الساحة الفنية .. خلدت أغنياته وألحانه المتفردة . أقبل العيد , متيم , لبيك ياموطني , يشهدالله  والكثير غيرها . ملأ الآفاق طيلة حياته..
برحيله خسرت الأغنية الحضرمية فارسا من فرسانها وخسر الفن واحدا من كباره ورواده وخسرت مدينة المكلا مرسالها الشادي وقد تعودت على سماع صوته بتواصل عبر حفلات الزواج وإذاعة المكلا وقهاويها وشوارعها وأزقتها يردد بحرها وجبلها صدى صوته الجميل ...
          وردد تلفاز عدن أغنياته الوطنية في حفلات المناسبات الوطنية وأصبحت الاغنية الوطنية ماركة مرسالية المنبع حضرمية الهوى والهوية كلمات والحان وأداء صبغه مرسال حضرموت بلونه وأدائه المتميز وبات الجمهور ينتظر بشغف المناسبات والمشاركات المرسالية الوطنية ليسمع ويستمتع لجديد الفنان مرسال....
لبيك ياتاج اليمن " بفدي بدم القلوب " شامره ياسفينة بلادي " يتيمة الأبوين " أمي اليمن " هنا عهد بلقيس السعيدة " وغيرها الكثير باتت مطبوعة في عقول وقلوب  المستمع ....
أحبه الشعراء والملحنين والفنانين وعامة الشعب لبساطته وكرمه ووفاءه متواضع جم .. جمعتني به جلسة لقاء لموقع المكلا اليوم وصحيفة شبام بمعية زميلي المبدع / خالد أحمد القحوم والمصور خالد بلكسح جلسنا بمنزله بفوه قرابة الساعتين أو أكثر سكبنا خلال معظم الأسئلة التي تدور في رؤسنا كان ذلك بعد عودته من القاهرة للعلاج في المرة الأولى ... وكان هذا اللقاء من أجمل اللقاءات الصحفية لأنه جمع المحبة بالتواضع والبساطة في بوتقة واحد والله يرحم أيامك أباصبري ...
         الشاعر الفلتة / حسين المحضار وعمر العيدروس وباعكابه وجمعان بامطرف والراحل أحمد سالم البيض وسالم شجرة والصحفي الشاعر خميس الشاحت وبافلح وباغوزه والفنان الشاعر محمد صالح بن حميد وغيرهم كثر لم تسعفني ذاكرتي لحصرهم فمعذرة ..
هؤلاء سكبوا رحيق شعرهم في أغنيات خالدة لكرامة مرسال أنذاك ....
وكذلك فعل الملحنين / توأم روحه الموسيقي الرائع أحمد مفتاح سعدالله الذي إنزوى في منزله بحي السلام بعد رحيل مرسال ولم يسأل عنه أحد ... والراحل المبدع علي سعيد علي رحمه الله وباقتاده وأبوبكر بلفقية رحمه الله وغيرهم كثر ...
        الكتابة عن فنان بحجم الكبير الفنان كرامة مرسال تحتاج الى جهد وتحضير فلم يكن فنانا عاديا مر هكذا وكفى .... بل عاشقا متيما وهيمان في الغناء الحضرمي ومدينة العشاق / المكلا / وبعد المكلا شاق التي لحنها مرسال لتصبح أيقونة المدينة وشعار بلدتها الجميلة لم يخلف مرسال فنان يصل لمستواه من أسرته الكبيرة " وماحد كما حد " ياصبري وأن تسير على درب والدك فطريقك كلها أشواك وتحتاج الكثير من العمل على صوتك وثقافتك الفنية حتى تقنع المستمع وأهل المكلا أولا وهيهات ياصبري . هذا كرامة يابني .. كرامة الفن الحضرمي .....
        جماهيرية طاغية تخطت حضرموت والوطن وغزت قلوب إهل الخليج والدول العربية وغنت الفنانة المصرية / أنغام / لحنه الرائع / متيم / الذي كتب كلماتها الشاعر راشد الجابري وتبعها الفنان / راشد الماجد / وغيرهم من الفنانين كان أسطورة أحكمت قبضتها على الأصالة والدان الحضرمي فتألق وأبدع في كل الألوان الغنائية الحضرمية وصنع تاريخا لاينسى سيظل الى ماشاء الله ... 
       الفنان مرسال كرامة مدرسة في الغناء الحضرمي ستتعلم وتنهل منها الأجيال المتعاقبة طويلا .... رحل إبن المكلا العاشق الوفي في زمن الحرب التي تشهدها بلادنا فلم يلقى التكريم الذي يليق به ... رحل وجراح الوطن تنزف دما ..... 
     فثق أيها المبدع الراحل سينصفك التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى وسياتي اليوم الذي نحتفل فيه بك فارسا مقداما وفنانا مبدعا وممتعا وسلاما كرامة مرسال ...