كيف كان الخلاف في التلال

Thursday 04 July 2019 6:50 am
كيف كان الخلاف في التلال
----------
 
كتب / مختار محمد حسن
 * عبر تاريخ التلال الطويل مر النادي العريق بالعديد من الأزمات التي كادت أن تعصف به لكنه دائماً ما كان يخرج من أزماته أقوى مما كان عليه ، وأنا شخصياً عشت أزمة قد يعتبرها البعض أزمة بسيطة أو عابرة ، لكن تلك الأزمة كادت أن تعصف بفريق كرة القدم التلالي لولا وجود العديد من الكباتن والإداريين المحنكين .. بالإضافة إلى محبي النادي حينها.
 * وقد حدثت تلك الأزمة بعد فوز وتتويج التلال كبطل لأول بطولة بعد الوحدة ، أو كما أطلق عليها يومها (بطولة الدوري التنشيطي) عام 90 ، بعد أن قدم التلال مستوى رائعاً جداً جداً وهزم أقوى الأندية وخطف اللقب بجدارة ، وبعد انتهاء هذه البطولة ماطلت إدارة النادي يومها في تكريم الفريق ، وكنا يومها نحلم أن تكون مكافأة البطولة عبارة عن مبالغ مالية قد تغير من حياتنا ، ولكن في يوم الاحتفال الذي أقامته إدارة النادي تفاجأ الجميع أن المكافأة لكل لاعب لا تتعدى الـ (ألف شلن) .. وحينها جن جنون اللاعبين ، حتى أن الكثير منهم رفض الصعود إلى منصة التكريم لاستلام المبلغ ، لكي يتم إحراج الإدارة أمام الضيوف والجماهير ، ولكن تدخل الكباتن : أبوبكر الماس ، شرف محفوظ ، وكامل صلاح حيث طلبوا من اللاعبين الصعود إلى منصة التكريم لاستلام المكافأة على الأقل ، حتى لا تكون الصورة سيئة أمام الجميع في هذا الاحتفال البهيج على أن يعيد هؤلاء الكباتن مبالغ التكريم البسيط إلى الإدارة واتفق الجميع على ذلك ، وبالفعل كل من صعد إلى المنصة للتكريم كان ينزل من المنصة ليسلم المبلغ لهؤلاء الكباتن.
 * وبعدها اجتمعت الإدارة مع اللاعبين ، وكان النقاش يتمحور حول أن المكافأة التي استلمتها إدارة النادي من الوزارة واتحاد كرة القدم تم توزيعها كمصاريف إقامة الفريق في فندق خاص في صنعاء بعد أن كنا سابقاً نسكن في بيت الشباب إضافة إلى متطلبات إقامة اللاعبين فيه من طعام وشراب ونوم ، وكذلك قيمة تذاكرالسفر من صنعاء إلى عدن بالطائرة بعد الفوز على الميناء في النهائي وغيرها من الأمور التي جعلت المكافأة تتبعثر قيمتها .. وما بقى تم توزيعه بين اللاعبين.
 * ولم يقتنع اللاعبون بكلام الإدارة لكنهم استمروا يتدربون وهم معترضون ، على اعتبار أن التلال كان مقدماً على المشاركة في بطولة أبطال آسيا أمام الرفاع الغربي البحريني .. وبالفعل تم احتواء اختلاف وجهات النظر حول مبالغ التكريم ، لكنها جاءت بإدارة مؤقتة جديدة برئاسة الفقيد (فضل حسن منيباري) خلفاً للإدارة السابقة ، وشارك التلال بعدها في البطولة الآسيوية ، وقدم مستوى رائعاً يتغنى به الجميع إلى اليوم.
 * ويجب أن يعلم الجميع أنه كانت هناك العديد من الأزمات التي قد لا أكون شاركت فيها أو عشتها ، كتلك الأزمة التي انقسم فيها الفريق التلالي إلى فريقين ، فريق بقيادة المدرب (ناصر الماس) ، وفريق بقيادة الكابتن (سعيد دعالة)وللعلم أحدهما خاض بطولة في عدن ، وفاز بها ، والفريق الآخر شارك في بطولة في المكلا وفاز بها .. وهكذا كانت خلافات التلال خارج الملعب فقط ، لكن داخل الملعب الكل كان يجاهد من أجل إعلاء راية نادي التلال.