“قصر الرئيس” لماذا أصر الزعيم صالح على الإقامة في هذا المنزل وخاض مواجهاته الأخيرة منه؟؟ (1)

Tuesday 09 July 2019 9:59 am
“قصر الرئيس” لماذا أصر الزعيم صالح على الإقامة في هذا المنزل وخاض مواجهاته الأخيرة منه؟؟ (1)
----------

 مالذي يجعل الميليشيات واثقة بإن ذهب وأموال صالح مدفونة بهذا المنزل؟؟

 هل كانت الميليشيات الحوثية تتوقع أن صالح الذي أعلن الحرب عليها يقيم في الحي الذي تحاصره من جميع الأتجهات؟؟

تقرير / سعيد الجعفري

على الرغم من حالة الغموض الذي تكتنف قضية اقدام الميليشيات الحوثية في أعمال الحفر والهدم لمنزل الرئيس على عبدالله صالح الا أن هناك بعض المعلومات التي رشحت على خلفية التصرفات المريبة التي أقدمت عليها الميليشيات وأثارت الكثير من التكهنات حول مالذي تبحث عنه  الميليشيات في منزل الرئيس السابق الذي تحتله منذ أحداث ديسمبر 

من خلال إقدامها على أعمال الحفر والهدم بتلك الطريقة  في تصرف بدا أنه غامض وغير واضح للعامة سوى أنه يغذي الكثير من  الشائعات  التي يجري تداولها حول رغبة الجماعة في البحث عن أموال الرئيس السابق ومدخراته من الذهب والعملات الصعبة حيث تعتقد الجماعة أن صالح لديه أموال طائله يخفيها في مكان ما داخل المنزل الذي أقام فيه الرئيس السابق بشكل دائم خلال السنوات الأخيرة

وما يعزز تلك الشكوك لدى الميليشيات بمثل هذه الفرضيات هو أصرار الرئيس صالح على الإقامة الدائمة في هذا المنزل خلال السنوات الأخيرة وعقب تخليه عن السلطة لصالح سلفه الرئيس الحالي ومنذ 2011 م مكث صالح في هذا المنزل بشكل دائم على الرغم من المخاطر  جراء الاقامة الدائمة بمنزل معروف لجميع خصومه

وخلال فترة إقامته تعرض للكثير من محاولات الاغتيال في هذا المنزل ومنها تلك المحاولة الشهيرة المعروفة بالخنادق والانفاق التي اكتشفت حيث كان يخطط خصومه من خلاله الوصول إلى غرفة نومه لتنفيذ الإغتيال وتم ضبط خلية إغتيالات على خلفية هذا الحادث هم حاليا تحت تصرف الميليشيات  بحسب مراقبون  

ويسود الاعتقاد أكثر لدى الميليشيات بإن أموال صالح في مكان ما بهذا المنزل وتبنى عليها الكثير من الفرضيات مع مع رغبتها الملحة في الوصول إلى أموال وذهب صالح وتزداد الشكوك أكثر لديها حين لا تجد الإجابة عن سؤال ملح لماذا رغم كل المخاطر تمسك صالح بالإقامة بهذا المنزل الشهير حتى مع أندلاع الحرب الأخيرة التي أشعلتها الميليشيات وتعرض المنزل للقصف من قبل  قوات التحالف لهذا لاكثر من مره

ومع ذلك لم تدفع هذه المخاطر التي جعلت حياة صالح مهددة جراء البقاء في منزل عرضة للقصف المتكرر من قبل طيران التحالف العربي ومع ذلك ظل صالح بهذا المنزل يستقبل زائريه ولم يعرف عنه كما اتضح لاحقا أنه ترك هذا المنزل أو غير مقر إقامته حسب ما كان يعتقد خصومه بإن صالح يجيد التمويه والتخفي

وأنه من الطبيعي أن يستقبل الناس في مكان  وينام في مكان أخر غير معروف لإيا من خصومه حسب المتوقع والطبيعي بحيث يكون من الصعب الوصول إليه ويظل في مأمن وبعيد عن محاولات أعدائه المتكررة في أمر تحتم عليه البقاء في مكان أمن وبعيد عن أعين مترصديه ولكن شيء من ذلك لم يحدث

وظل الرئيس علي عبدالله صالح في هذا المنزل يستقبل زائريه وهو الأمر الذي ظل يشكل مصدر حيرة واستغراب أصدقائه وخصومه على حد سوأ وأن كان الجميع يظنون أنه في نهاية المطاف فإن للرئيس صالح مكان أخر لا يعرفه أحد يذهب إليه بعد الأنتهاء من مقابلة المقربين والمترددين عليه من قيادات الحزب وأنصاره ومشائخ القبائل وغيرهم من عامة وفئات الناس المتعددة

#  حيرة الميليشيات 

بل أن مازاد الشكوك هذه والهواجس لدى جماعة الحوثي بقاء الرئيس صالح في نفس المنزل في أكثر الأوقات خطورة على حياته أثناء إنتفاضة ديسمبر التى دعا إليها الرئيس صالح في الإنتفاصة على الميليشيات الحوثية وما عقبها من أحداث ومواجهات عسكرية ومسلحة مع الميليشيات وتسببت في مقتله في هذا المنزل

حيث حرصت الميليشيات خلال الساعات الأولى من مواجهات ديسمبر مع الرئيس صالح على معرفة مكان إقامته الحقيقة وهو ما جعلها تستجيب لدعوات الوساطة التي أطلقت في ذلك الوقت بل أن الميليشيات التي كانت تحاصر حي الكميم بالكامل حيث يقع منزل الرئيس صالح سهلت دخول الوساطة إلى منزل الرئيس ووفرت لها الحماية للدخول في نوايا مبيته تريد من خلالها التأكد من أن الرئيس علي عبدالله صالح فعلا لا يزال يقيم في هذا المنزل

علي الرغم من جميع المخاطر التي تتهدده وهو يدركها تماما ويدرك أن الميليشيات بالأصل تراقب هذا المنزل منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وأنها تخزن الكثير من الأسلحة وتتحصن في الأحياء المجاوره وتعد نفسها جيدا للحظات الإنقضاض عليه وبالتالي فإن مواجهات ديسمبر لم تكن سوى أنها مجرد تحصيل حاصل لمواجهات سلفا معروف نتائجها أذا ما كان صالح فعلا يقيم في هذا المنزل وكيف له أن يخوض حرب مع الميليشيات وهو يدرك حجم التجهيزات والقوات المحيطة بالمنزل من جميع الإتجاهات من ناحية الزبيري وعصر والصافية والتابعة للميليشيات

وكيف له أن يستمر مع كل هذا المخاطر بهذا المنزل الذي ظل يقيم فيه ويستقبل الجميع بما في ذلك قيادات من الميليشيات أمثال أبو علي الحاكم ويوسف الفيشي وصالح الصماط وغيرهم وهو ما عزز القناعة لديهم أن الرئيس صالح يموه علي الجميع من خلال أظهار أنه يقيم في هذا المنزل لكنه في الحقيقة سيكون في مكان أخر لا يعرفه أحد حسب ما كانت تعتقد جماعة الحوثي وأنه من الصعب الوصول إليه وأن ذلك أمر طبيعي أن صالح  صالح او أي شخص أخر لو كان في مكانه كرئيس حكم اليمن ل 33 سنة ولدية من الخصوم الذين ينتظرون أي فرصة قد تكون سانحة لقتله

# كيف وصلت الميليشيات الحوثيه لصالح 

غير أن الوساطة التي دخلت جاءت إليه إلى نفس المنزل تفاجاءت حين وجدته بالمنزل مع عدد محدود من الجنود والتجهيزات الفردية من الأسلحة الشخصية للأفراد المتبقين معه

وهو ماعبروا عنه بوضوح والحقيقة أن لجنة الوساطة التي تحدثت إليه عادت وألتقت قيادة الميليشيات ولسنا بصدد التشكيك بالوسطاء ونواياهم لكنهم أكدوا للميليشيات أنهم ألتقوا صالح وأستمعوا إليه

وعادوا إليه مرة أخرى من قبل الجماعة حاملين إليه شروط الميليشيات لإيقاف الحرب ومنها تسليم نفسه والاعلان عن تخليه للعمل السياسي والإستقاله عن قيادته لحزب المؤتمر وإعلان بيان يذاع للشعب يعلن فيه كل تلك الشروط والندم على ماقام به واتخذه من قرار المواجهة

بالطبع رفض صالح بشجاعة نادرة حيرت الجميع وأكثرهم خصومه من الميليشيات الحوثية لانها كانت تعرف أنها بعثت إليه بهذه الشروط وليس لديه شيء أخر يفعله سوى القبول بهذه الشروط كتحصيل حاصل بعد أن أخذت من الوساطة ما تريده معرفة حقيقة مكان وجوده بهذا المنزل وبذلك يكون الامر بالنسبة لها بحكم المنتهي من السابق اعدت نفسها لمثل هذه المواجهة وتحاصر الحي من جميع الإتجاهات وصالح نفسه يدرك ذلك بل

وأظهر التسجيل للخطاب الذي بث بعد اشهر من مقتله أنه كان بالفعل يدرك حقيقة الوضع على الميدان وانه محاصر منذ البداية في هذا المنزل وأنه على مرمى حجر منهم وبدى وكأنه غير مكترث بكل تلك المعطيات بشاجعة غير معهودة رفض صالح الشروط ولم يكترث او يخاف للمصير الذي ينتظره نتيجة هذا الرفض والبقاء بهذا المنزل وقال مقربون منه أنه ظل يرفض الإستماع لنصائحهم في تغير مكان أقامته 

وحسمت الميليشيات بعد أن تحققت من مكان وجوده معركتها عقب مغادرة لجنة الوساطة منزل صالح  واستشهد صالح في معركة غير متكافئة في هذا المنزل حاملا بندقيته ونقلت روايات حول اللحظات الأخيرة لصالح في هذا المنزل وحجم الصمود وتحليه بالشجاعة والبسالة غير مكثرت بالموت

بل كما نقل عنه  أنه أصر على عدد من الجنود الذين بقوا معه على مغادرة المنزل حفاظا على حياتهم لانه كان يدرك تمام الإدراك أن الكفة تميل لصالح الحوثيين وأن المواجهة محسومة مسبقا وبالتالي اصر عليهم ان يتركوه ولم يبقى معه الا عدد محدود أصروا على أن لا يتركوه.

تمكن الحوثيين من حسم المعركة التي استخدمت خلالها شتيء أنواع الاسلحة الثقيلة لكنها كانت قد واجهت مقاومة شرسة ولم يكن قد مر وقت طويل على مغادرة  لجنة الوساطة وقبل أن تغادر كانت قد أبلغت الميليشيات برفضه لشروطها وتلقت الإشارة بسرعة المغادرة لإنها ستبدأ بالهجوم حسب ما تحدث به أحد الوسطاء يومها لقناة الميادين

والذي أكد أن صالح كان في هذا المنزل والرواية التى حاول الحوثين تسويقها حول طريقة ومكان أستشهاد صالح أرتدت عليهم ولم تصمد ليوم واحد نفاها الوسطاء وقالوا أن صالح لم يكن خايف أو مرعوب وواجه مصيره بشجاعة غير معهودة ونادرة وكان بالاصل محاصر وهو يدرك ذلك وليس هناك الوقت حتى للهرب

مع أنه مستبعد كما حاولت الميليشيات التي نفذت مسرحية هروبه ومنذ تلك الرواية السخيفة لم تعود الميليشيات التي نفذت المسرحية لترديد مسرحيتها او الحديث عنها لانها تدرك أنها بدلا من أن تظهر خوف صالح أظهرت خوفها ورعبها الحقيقي من صالح الذي على ما يبدو أرعبها حيا وميتا 

الأن الميليشيات تضع كل تلك الحقائق في مخيلتها وتزدد حيرة مالذي يجعل من صالح متشبث بالبقاء بهذا المنزل الذي سبق أن تعرض لمحاولات الأغتيال فيه مرات كثيرة ليست حادثة  الأنفاق وحدها فالكثير منالموخاطر التي ظل يواجهها صالح طيلة فترة الإقامة وحتى لحظة إستشهاده