يعتقد الكثيرون أن استخدام القات ثقافة تلازم كل يمني بالضرورة، وأن الجميع يستخدمونه سواء بشكل منتظم، أو غير منتظم، ولكن استبيان "ساحة شباب اليمن"، التابعة للقسم العربي بإذاعة هولندا العالمية (هنا صوتك)، حول القات أظهر أن نصف المشاركين لا يستخدمون القات، ثلثهم لم يجربه إطلاقا، ونسبة الخمس منهم تقريبا جربوه ذات مرة ثم أقلعوا عنه.
مفاجأة الاستبيان أن نصف المشاركين (50%) لا يخزنون القات، 32% منهم لم يجربوه إطلاقا، ونسبة 18% جربوه ولكنهم توقفوا عن تعاطيه. وذلك خلافا للاعتقاد السائد بأن غالبية أهل اليمن يتعاطون القات.الفارق بين إجابات الإناث والذكور كان كبيرا ومتوقعا أيضا: 87% من النساء المشاركات في الاستبيان لم يجربن القات مطلقا، 13% منهن جربنه في وقت من الأوقات ولكنهن أقلعن عن تعاطيه. 7% يتعاطين القات من وقت لآخر، أما نسبة اللواتي يتعاطين القات يوميا فهي ضئيلة جدا وتكاد لا تذكر. إن جئنا للمقارنة بين الأقاليم فإن سكان عدن هم الأقل تعاطيا للقات، ما يقارب نصف عدد المشاركين من هناك لم يجرب القات مطلقا في حياته (43%)، كما أن نسبة الذين يخزنون بانتظام يوميا هي أقل نسبة (14%) مقارنة بمدن يمنية أخرى مثل صنعاء وتعز.
الوضع المالي لمستخدمي القات
أكدت إجابات المشاركين أن للقات آثار سيئة على الوضع المالي لمستخدمه،. وقال 84% منهم إن القات يؤثر تأثيرا كبيرا على وضعهم المالي، فيما أجابت نسبة 15% بأن هذا التأثير محدود. وإذا جمعنا النسبتين معا، فإن نسبة تأثر الوضع الاقتصادي للمستخدمين بشكل عام تبلغ 99%. اللافت للنظر هنا أن الفئة العمرية المتوسطة (30- 34 سنة) هي الأكثر تأثرا من الناحية المالية باستخدام القات، 91% من المشاركين من هذه الشريحة أجابوا بأنهم يتأثرون بشكل كبير. أما الأقل تأثرا وسط الفئات العمرية المختلفة لمستخدمي القات فهي شريحة صغار السن (أقل من 20 عاما)
النساء والقات
النساء اللواتي يجربن القات مرة واحدة يقعن في غرامه للأبد. تبين ذلك من إجابات المشاركات من العنصر النسائي التي تفيد بأن نسبة 58% من اللواتي جربن القات لم يفكرن مطلقا في الإقلاع عنه. وإذا أجرينا مقارنة لهذه المعطيات مع إجابات الذكور، سنرى النسبة أدنى بكثير، إذ أفادت نسبة 31% منهم بأنهم لم يفكروا في الإقلاع عن تعاطي القات.
اللافت للنظر مرة أخرى أن المشاركات من الإناث ينجحن في الإقلاع عن تعاطي القات، إذا حاولن ذلك بنسبة 100%، بخلاف شريحة الذكور التي تتوقف عندها نسبة النجاح عند 22% من جملة الذين يقدمون على محاولة الإقلاع.
هل يحتوي القات على مادة مخدرة؟
ثلاثة أرباع مستخدمي القات (72% من إجمالي المشاركين) يعتقدون أن القات يحتوي على مادة مخدرة. ويزيد هذا الاعتقاد وسط شريحة الشباب بين سن 20 و24 سنة. ويلاحظ الفئة العمرية الأكبر من 35 سنة تعتقد بشكل أقل أن القات يحتوي على مادة مخدرة.
أما الذين ينكرون احتواء القات على مادة مخدرة فقد بلغت نسبتهم (21%). وتزيد نسبة الإنكار بالتقدم في السن، فنسبة 36% من المشاركين من الشريحة العمرية الأكبر من 35 عاما ينكرون وجود مادة مخدرة في القات. وهذه الجزئية المتعلقة بالعمر يمكن اعتبارها مؤشراً على احتمال نجاح الحملات التنويرية التي تنبه إلى مخاطر استخدام القات والمواد الضارة التي يحتويها وسط شريحة الشباب خاصة.
هل حاولت الإقلاع عن تعاطي القات؟
سُئل المشاركون في الاستبيان عما إذا كانوا قد حاولوا التوقف عن استخدام القات، وتبين من الإجابات أن نسبة كبيرة بلغت 81% من الذين جربوه لم يحاولوا الإقلاع عن تعاطيه.
أما من حاولوا التوقف عنه تناول القات، فأفاد 55% منهم انهم نجحوا في محاولتهم. لكن نسبة الربع من المشاركين أجابوا بأنهم حاولوا الإقلاع عنه ولكنهم فشلوا.
شارك في الاستبيان 609 أشخاص، 86% منهم من الذكور، و 14% إناثا. وتوزعت المشاركات بين: صنعاء 46% من المشاركين، وتعز 12%، تليها عدن بنسبة 11%، الحديدة 6%، ثم المكلا 3%.
إذاعة هولندا