وضعت على قبرة ثلاث بطانيات ، قلت له وانا ارتعد من البرد ليس لدي سواهن ، اتيت بهن اليك قبل حلول المساء ، هل تشعر بالبرد ، انا اشعر بوخز شديد في قلبي ، لو كنت اعلم انه سيقتلك ماكنت تركت احدا يأخذك من تحت جلدي ، كنت خبئتك في رئتي ، لقد وثقت بقاتلك ، قيل لي انه ملاك ، قلت للملاك المتوحش في المشفى الصغير حسام يرتعد من البرد ، اخذك واختفى ثم اعادك مغمض العينين ، لم تكن لدي القدرة - آنذاك - على ان ارفع قضية جنائية على طبيب في مشفى تركك تموت ثم ناولني اياك ومضى يقتل اخرين ، كل مافعلته هو اني عدت في اليوم الثاني الى المشفى لتقديم شكوى فالتقيت بذاك القاتل ، ركلته في بطنه ، سحبته من شعره وحين سقط ارضا ركلت وجهه بقوة ثم فررت ، مازال دمه عالق في حذائي ، هل اعجبك مافعلته به ؟ تذكرت صوته يقول ابنك توفى وسمعت اخر يقول له لو لم تتركه في الدفاية كل هذا الوقت لما مات ، انت شويت جسده ولم تدفئه ، تذكرت كل شيئ فركلته بقوة في وجهه ، ركلته عشرات المرات وكدت اقتله لو لم يأت احدهم لإنقاذه ، ابتسم حبيبي الان ، سأروي لك حكايات كما يفعل الاباء مع ابنائهم ، سأغني وارقص ، لن يعجبك صوتي ، اعرف ذلك فصوتي اسوأ ماعانت منه والدتك ، سأحاول ان اقلد صوت الديك وصوت حمامة وصوت عصافير الجنة ، سأقضي الى جوارك ساعات الليل واذا غفوت على قبرك ضع يدك على قلبي ستطربك نبضاته واذا شعرت ببلل في وجهي فهذه ليست دموع وانما ندى الفجر .
▪حسام ابني مات قبل اكثر من عشرين عاما في مشفى حكومي صغير بتعز بسبب اهمال الطبيب المناوب .. تذكرته الان بهذه الإطلالة وتذكرت انه حدث في ذات الليلة التي زرت فيها قبره بإني قضيت ليلة كاملة في المقبرة وعند سماع الآذان ذهبت لاداء صلاة الفجر وعدت الى القبر ولم اجد البطانيات الثلاث ، قيل لي ان طفلة دخلت المقبرة واخذتهن ، احدهم قال لي ان الطفلة سرقت البطانيات فقلت له ان الطفلة لم تسرق شيئا وانما ارسلها حسام لتأخذهن اليه .
من صفحة الكاتب في فيس بوك.