*عبد الواحد احمد صالح
...................
منذ أن عملنا سويا في ثمانينيات القرن الماضي كزملاء مهنة المتاعب في صحيفة الجمهورية إلى جانب الزملاء المرحوم صاحب القلم الحاد عبد الحبيب سالم والوزير عبد الملك المخلافي كان العزيز عز الدين سعيد أحمد صاحب نظرة ثاقبة وطموح متقد لا يقف عند حدود معينة.
كان لكل واحد منا نظرته الخاصة للأحداث لكن يجمعنا الحب الكبير للمهنة والتسابق للنيل بشرف الأسبقية في الحصول على المعلومة والخبر والرأي الناقد.
غادرنا سريعا المشاغب الكبير والقلم اللاذع عبد الحبيب سالم ليترك في نفوسنا ألم كبير على فراق لم نكن نتوقعه لكنه قضاء الله وقدره، تفرقنا بعد ذلك في دهاليز الحياة العملية ولم تعد تجمعنا إلا لقاءات عابرة.
بعد أن داهمني المرض وأنهك قلبي الضعيف وفي وقت تهرب العديد من الاصدقاء والزملاء عن السؤال، كان عز الدين هو المبادر كالعادة للسؤال والاطمئنان رغم مشاغله الكثيرة وانقطاع تواصلنا لسنوات.
ما يزال عز الدين كما هو، لم يغيره المنصب ولا المكان، سواء كان صحفي أم كاتب أو عندما أصبح حقوقي مدافعا عن حقوق أبناء شعبه أمام المنظمات الحقوقية المحلية أو الهيئات الدولية وحتى بعد أن أصبح وزيرا ثم سفيرا ناجحا لبلده.
ذلك هو عز الدين الذي يسكن عشق الوطن قلبه ،فقبل أيام وأنا أشاهد الأخبار أراه يتابع شؤون أبناء وطنه في المغرب الشقيق دون كلل أو ملل، يناقش همومهم ويجري لقاءات دبلوماسية ويوقع عدد من الإتفاقيات مع الجهات ذات العلاقة في الوقت الذي نام فيه الكثيرين ولم نعد نسمع عنهم إلا عبر الاحتجاجات والوقفات الناقمة على عمل العديد من بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج.
بعثات همها الوحيد الاستفادة من بركات شرعية هشة وحفنة دولارات فيما باتت هموم مواطنيها آخر اهتماماتها.
لكن الأصبحي عز الدين بتوازن الحوار وتوازيه مع هموم أبناء وطنه وبدبلوماسية المستكشف أغوار نجاح الخطاب اليمني العربي في بيان إيضاح السياسة اليمنيه أمام الغير مكنه من أسر أنظار واسماع المتابعين ولنا في حوار قضية اليهود اليمنيين التي بثتها قناة بلقيس مؤخرا أكبر دليل، رغم انزعاجه ومحبيه بالحادث المروري المؤلم الذي جرى لبعض أفراد ا سرته وسلامة نجله ريدان بفضل من الله ليلة عيد الاضحي المبارك وكاتب السطور طريح أحد مستشفيات القاهرة ..تحية لك أخي عز ٠
*مدير عام مكتب مؤسسة الجمهورية للصحافه والطباعة والنشر / صنعاء- عدن سابقا مدير عام الاخبار
