مدير المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية يبحث عن صديق مختبئ منذ ديسمبر

Saturday 14 November 2020 7:14 am
مدير المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية يبحث عن صديق مختبئ منذ ديسمبر
----------
: كتب/ محمد انعم
هذه أول رسالة أبعثها إليك وأنت منذ انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م، معتكف داخل منزلك، مستسلم، مفرط بكل حقوقك.. ووصلت سلبيتك إلى التفريط بحق مجتمعك وأهلك ومستقبل أولادك.. ولو صارحت نفسك، ستجد أنك لم تحتفظ حتى بالحقوق التي كانت مكفولة للعبيد في روما أيام ثورة سبارتاكوس.. 
 
سنوات وأنت ترتجف خوفاً من منولوج محتدم داخلك تخشى أن يوقظ ضميرك كإنسان عاش نصف عمره بحرية وكرامة.. تريد أن تعيش كآلة بلا قلب وبلا هم وطني أو مشاعر إنسانية.. سنوات وأنت تنتظر "أم الجهال" أو الوالدة تعود تحمل على ظهرها (صدقة) لتعيش عليها أنت وأولادك وأنت القبيلي العسر.. لم يعد يعنيك حال الناس في حيك ولا مدينتك ولا قريتك ولا وطنك.. تنازلت عن حقوقك كمواطن وقبلت أن تكون مجرد (قرماد) حطب يجري تجفيفه ليحترق في معارك الكاهن.
لقد كنت وأمثالك تشغلونا ليل نهار عن فساد عفاش.. كنت تستحضر كل القصص البطولية للمسلمين الأوئل وتحكيها بتحمس الثائرين في مجالسنا ومساجدنا.. والبغلة التي لو عثرت سيحاسب عليها الخليفة.. صدى صوتك الجهور عن خطر التوريث في النظام الجمهوري.. عن المواطنة المتساوية.. عن الشراكة الوطنية في السلطة والثروة.. عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. عن وعن.. وعن فساد النظام الذي يجب أن يسقط لانه المسؤول عن انطفاء الكهرباء ساعتين، وسقوط حمار عبده سعيد في الجبل وتسبب بطلاق بنت فلان من زوجها..
المهم.. طال نومك يا صديقي الجمهوري والمثقف والوطني الغيور.. أعرف أنك تشاهد التلفاز وتتابع الأخبار وعضو في أكثر من مجموعة بالواتساب وشبكات التواصل.. معقول كل ما يحدث في الوطن لم يعد يحرك ضميرك.. ولم تعد تكترث بمعاناة الشعب وبضياع مستقبل الأجيال؟!!
الحوثيون أغلقوا المدارس.. أغلقوا الجامعات.. أغلقوا المساجد.. أغلقوا البرلمان أغلقوا المستشفيات.. أغلقوا الشركات والبنوك ومنعوا عن شعبنا المظلوم حتى المساعدات.. وأنت يا صديقي ساكت.. خاضع وخانع.. جالس تضحك على نفسك.. هل ماتت فيك حتى الغيرة.. غيرة القبيلة.. والغيرة الوطنية والدينية.. ووصل بك السقوط إلى أن تضحي بمستقبل أولادك.. لا أعتقد!!
أُذكرك يا صديقي بدعاء الرسول الذي تعوذ من علم لا ينفع، وعين لا تدمع.. اليوم علمك وشهادتك الجامعية صارت مجرد حبر على ورق.. وجالس تحاكي نفسك: نفسي.. نفسي يارب.. اعقل يا صديقي.. إن ما تعانيه ويعاني منه الشعب اليمني هو من فعل الحوثي.. وليس من أيام القيامة حتى تتخلى عن كل من حولك..
صحيح.. نحن نعيش مرحلة يبتلى فيها رجال الوطن ويبان فيها ثبات المؤمن الصادق.. المدافع عن الحرية والكرامة عن المشرعن للمهانة والمذلة والعبودية.. 
يا صديقي، لا نريدك أن تحمل السلاح.. لا نريدك أن تنتمي للمقاومة.. نريدك أن تكون كما عهدناك.. تقف ضد الظلم والطغيان.. تدافع عن حقوق الضعفاء والمساكين.. تعبئ الشباب تعبئة ثورية وتذكرهم بقول علي بن أبي طالب الذي يدعو من لا يجد قوت يوميه للخروج شاهرا سيفه.. تكلمهم عن الديمقراطية الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية وحرية الصحافة لدحض خرافة الولاية.. تحثهم على التمسك بالدفاع عن المقاصد الشرعية التي أكد عليها الاسلام..
مهمتك يا صديقي، أن تحث الآباء والأمهات على حماية أولادهم ممن هم في سن المراهقة من ميليشيات الحوثي التي ترمي بهم إلى محارق الموت.. أن توعي الغوغاء أن اليمن لن يستقر إلا بقوة القانون وليس بقوة الميليشيات كما يتوهم البعض..
اليمن بيتنا وساحة نضال لكل الوطنيين الاحرار ولا بد ان يكون لك دور نضالي مواكب لدور البندقية.. أعرف أنك قد استلهمت الكثير من الدروس من الخروج الجماهير العفوي للمشاركة في عرس أحد الشباب في ميدان السبعين، وأتفق معك بأن ذلك الخروج عبر عن انفجار وطني من سياسة الكبت، وكشف عن نضوج المقدمات الذاتية للعمل الثوري الذي يجب الاشتغال عليه لفعل وطني عظيم قادر على إنقاذ البلاد.. 
أخيرا.. إن خروجك أنت وأمثالك من الراقدين في المنازل، كفيل بإيقاظ من في الفنادق.. وأذكركم أن بعض معتقلي انتفاضة الثاني من ديسمبر في سجون الميليشيات الحوثي تم إطلاق سراحهم، بينما أنتم ستظلون في السجن وإذا لم تتحركوا، فلن تنالوا حريتكم..
ودمتم 
11 نوفمبر 2020م