لقاح أسترازينيكا.. هل نأخذه أم لا؟!

Tuesday 06 April 2021 10:00 pm
لقاح أسترازينيكا.. هل نأخذه أم لا؟!
----------
الجدال حول لقاح أسترازينيكا لا يزال مستمراً بين منع استخدامه، أو تعليقه أوإعطائه تصريحاً بأنه "آمن وفعّال"، وبأنَّ حالات الجلطات التي حصلت مع بعض الأشخاص إثر تلقيه هو بريء منها.
فما هي حقيقة الأمر؟ هل نتلقى لقاح أسترازينيكا أم لا؟
يرى العالم السعودي جراح وطبيب الأعصاب البروفسور نايف الروضان أنَّ هذا الجدل يعود لحالة التوتر التي يعيشها العالم، فيقول "هذا وقت مخيف ومرهق للعالم"، فقد أظهرت الدراسات أنه في الحالات الفردية، يؤثر التوتر على قدرة الناس على التفكير على النحو الصحيح.
أشار د. نايف في مقاله والذي نشر مؤخراً في "أوبسرفر" euobserver إلى أن عملية التطعيم في الاتحاد الأوروبي اتخذت منعطفاً حاداً، عندما علقت 13 دولة أوروبية لفترة وجيزة إطلاق لقاح أكسفورد- أسترازينيكا، وقد جاء ذلك بعد أن أصيب عشرات الأشخاص بجلطات دموية خطرة على حياتهم بعد تلقيهم اللقاح.
ويؤكد العالم السعودي الكبير الحاصل على جائزة الجمعية الأمريكية لجراحي المخ، والأعصاب أنه على الرغم من عدم وجود دليل علمي يربط الجلطات بالتطعيم، أوقفت القوى الكبرى في أوروبا عملية تداوله واستخدامه مؤقتاً، وعلى الرغم من تأكيد وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) عدم وجود صلة، اختارت العديد من الحكومات تجاهل النصائح العلمية الأوسع، وقامت بتقييد استخدام هذا اللقاح، وذلك على الرغم من تصريح EMA بسلامته لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً.
يرى د. نايف أنَّ الحكومات في جميع أنحاء العالم لا تستند فقط على الأدلة العلمية في إطلاق التطعيم، فمن عدم المساواة في الحصول على اللقاحات، إلى الخلافات حول التطعيمات التي يجب تناولها، والنصائح العلمية التي يجب الاستماع إليها، ومن ثم القرارات المتخذة حول بدء تطبيق العقار، تبدو جميعها عاطفية أكثر منها عقلانية وعلمية.
وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز المؤامرات!
وفي مقاله تناول د. نايف لدراسة حديثة نشرت في"ذا لانست" The Lancet العام الماضي، أشارت للأداة القوية لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي عززت المؤامرات حول اللقاحات لملايين الأشخاص.
فحسب الروضان تظهر الأبحاث في علم الأعصاب أنّ الرافضين للقاح أو المتخوفين منه لا يملكون الأدلة العلمية على ذلك، وإنما يقعون تحت وطأة ضغوط نفسية.
الاستناد إلى أدلة علمية للتعامل مع اللقاح
ينصح العالم البروفسور الروضان أن يقف الجميع أمام مسؤولياته، وأن يتم الاستناد للأدلة العلمية عند التعامل مع لقاحات فيروس كورونا أو كوفيد- 19، ومن ثم فلا بد للحكومات أن تدرك الآثار بعيدة المدى لقراراتها في هذا المجال وتتصرف بحذر.
فالجدير ذكره أن لقاح أسترازينيكا يعدُّ من بين الأقلّ ثمناً، ويمثّل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تمّ إيصالها لأفقر دول العالم بموجب مبادرة كوفاكس المدعومة من منظمة الصحة العالميّة، وأدى ظهور"جلطات للجيوب الأنفية الوريدية الدماغية" لدى بعض من تلقوا اللقاح (37 حالة حدوث تجلط في الدم بين 17 مليون شخص تلقوا اللقاح)، إلى حالة كبيرة من الجدل، مما جعل كثيراً من الدول، ومن باب الحذر أن توقف اللقاح أو على الأقل تحصره بفئات عمرية معينة. وهذا على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية وEMA و MRHA أن اللقاح "آمن" وفوائده تفوق أضراره ومخاطره.
وتجدر الإشارة إلى أنّ البروفسور نايف الروضان عالم أعصاب وفيلسوف سعودي، وهو أحد أبرز علماء الدراسات الجيوسياسية، وقد صنّف ضمن أكثر من 30 عالم أعصاب تأثيراً في العالم.
هو زميل فخري في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، وزميل أول ورئيس برنامج مدير برنامج الآفاق المستقبلية والعلاقات الجيوسياسية في مركز جينيف للسياسات الأمنية، وحاصل على عضوية كلية سانت أنطوني التابعة لجامعة أكسفورد البريطانية.