تباين كبير يقسم موسم أتلتيكو مدريد التاريخي

Monday 24 May 2021 12:45 am
تباين كبير يقسم موسم أتلتيكو مدريد التاريخي
----------
لم يكن طريق أتلتيكو مدريد نحو الليجا مفروشا بالزهور، بل عاني الروخيبلانكوس كثيرا بعد النصف الأول من البطولة، حيث قدم أداء رائعا قبل أن يتراجع مستواه بشدة لاحقا، إلا أنه لم يتخل عن الحلم واللقب، والذي تحقق أخيرا في الجولة الختامية بالفوز على بلد الوليد.
وجمع أتلتيكو 50 نقطة من إجمالي 57 في أول 19 مباراة، وهو أفضل أداء يقدمه فريق الروخيبلانكوس في تاريخه خلال الدور الأول من الليجا، ويمكن مقارنة ما حدث هذا العام بمستوى الفريق المدريدي في موسم 2013-2014، حينما حصد الفريق 87% من النقاط، حيث فقد سبع نقاط فقط، لكنه استفاد من 16 انتصارا متتاليا وتعادلا ومني بهزيمة وحيدة.
تباين
وفي الدور الثاني، حقق أبناء مدريد الفوز في آخر ثلاث جولات (2-1 على ريال سوسيداد، 2-1 على أوساسونا، 1-2 على بلد الوليد)، ليجمعوا إجمالا 63% من النقاط الممكنة.
وحقق الفريق 10 انتصارات (52%) وسقط في فخ التعادل ست مرات وتلقى ثلاث هزائم.
وتعكس هذه الأرقام تباين مستوى الأتلتيكو داخل الملعب، وفي جميع الخطوط والمراكز، بداية من الدفاع الذي كان صلبا في البداية قبل أن يصبح أكثر هشاشة، وصولا إلى الهجوم الفعال في مطلع الموسم ثم قلة الأهداف في الدور الثاني.
واستهل الأتلتي موسمه بفوز عريض في واندا متروبوليتانو 6-1 على غرناطة أظهر به أسلوب لعب مختلف؛ الهجوم المكثف وسيطرة أكبر على الكرة وهجمات لا تتوقف وهيمنة في جميع مناطق الملعب، إلا أن ذلك جاء بآثار جانبية على الدفاع.
ويعد هذا التحول نقلة نوعية بالنسبة لأتلتيكو مدريد الذي عرف بالالتزام الدفاعي في عهد سيميوني، وبالفعل حصد الفريق ثمانية انتصارات في أول 10 جولات من الليجا وتعادلين. كما حافظ يان أوبلاك على نظافة شباكه في ثمانية لقاءات.
وإجمالا أحرز الأتلتي 21 هدفا ومني مرماه بهدفين فقط، حتى الهزيمة 2-0 على يد ريال مدريد والتي كانت نقطة فاصلة.
وتعلم سيميوني الدرس لينطلق أتلتيكو محققا الفوز 2-4 على قادش، و1-2 على إيبار، و1-2 على ألافيس، و1-0 على خيتافي، و3-1 على فالنسيا، و3-1 على إلتشي، و2-0 على ريال سوسييداد، و2-0 على إشبيلية.
تراجع
ويقول دييجو سيميوني عن الطريق نحو اللقب "كان الفارق في النقاط كبيرا لصالحنا، لكننا كنا نعرف أن فرقا مثل برشلونة وريال مدريد لن تستسلم في الصراع الذي يحدث كل عام".
لكن الفريق كان على موعد مع منخفض في الأداء بدأ بالتعادل 2-2 مع سلتا فيجو، لكنه استفاق على حساب غرناطة 1-2، قبل أن يتعادل مع ليفانتي 1-1 ثم يخسر أمامه 0-2، ويسقط من جديد على يد فياريال 0-2، ويتعادل مع الريال 1-1، ويتلقى هزيمة موجعة من أثلتيك بلباو 2-1.
بدا أن هناك مشكلة واضحة وجسيمة استمرت بالتعادل 1-1 مع خيتافي والخسارة 0-1 من إشبيلية، ثم التعادل 1-1 مع ريال بيتيس، وهي الفترة التي وصفها سيميوني نفسه بأنها الأصعب بالنسبة للفريق على مدار الموسم.
وكاد أتلتيكو يخسر الصدارة التي لطالما احتفظ بها لكنه استفاد من الفوز العريض 5-0 على إيبار و2-0 على هويسكا، فضلا عن تلقيه هديتين ثمينتين؛ انتصار غرناطة على برشلونة في كامب نو وتعادل ريال مدريد مع إشبيلية.
واستعاد الروخيبلانكوس السيطرة على زمام الأمور بالفوز 0-1 على إلتشي والتعادل 0-0 في كامب نو، وثلاثة انتصارات متتالية على ريال سوسييداد 2-1 وأوساسونا 2-1 وبلد الوليد 1-2، ليؤكد جدارته بأن يصبح بطل الليجا هذا الموسم.
ويعزى هذا التباين في موسم أتلتيكو إلى عوامل عديدة بعضها ظاهر والآخر خفي.
وبغض النظر عن حقيقة أن الفريق افتقر للياقة وحاسة الضغط؛ فقد تراجع الشغف الهجومي، كما أن الفريق لعب في الدور الثاني مباريات أقل خارج ملعبه وهو ما انعكس بالطبع على الأداء في المنعطف الأخير والحاسم من المسابقة، حين كان اللاعبين مرهقين بشدة ويعانون تتالي الإصابات أو حتى إدراك المنافسين لكيفية إبطال فعالية هجمات الفريق بالضغط العالي.
على أن العامل الحاسم حقا في وسط كل ذلك كان دقة التسديد والقدرة على إنهاء الهجمات بوضع الكرة داخل شباك المنافسين، لذا سجل لويس سواريز 21 هدفا، وماركوس يورينتي 12 هدفا، وأنخل كوريا تسعة أهداف، وجواو فيلكس سبعة أهداف، ويانيك كاراسكو ستة أهداف، وهو ما يظهر بوضوح مدى الشراسة الهجومية لأتلتيكو خاصة أثناء الدور الأول.
كذلك، لا يمكن تجاهل الإصابات الكروية ولا إصابات كوفيد-19 التي طالت يانيك كاراسكو وجواو فيلكس وتوماس ليمار وهيكتور هيريرا وماريو إرموسو وموسى ديمبلي في الفترة بين يناير/كانون ثان ومنتصف فبراير/شباط الماضيين، إلا أن سيميوني برع في الحد من تأثير هذه الغيابات.