تقرير : تضاعف الوفيات في عدن مع تصاعد الموجة الثالثة .... كورونا الى أين؟

Sunday 05 September 2021 3:00 pm
تقرير : تضاعف الوفيات في عدن مع تصاعد الموجة الثالثة .... كورونا الى أين؟
----------
في تقرير مشترك أعده أ.د. عبدالله سالم بن غوث أستاذ طب المجتمع  جامعة حضرموت واللواء سند جميل محمد رئيس مصلحة الاحوال المدنية والسجل المدني ود. اشراق ربيع أحمد السباعي  الناطق الرسمي للجنة العليا لمجابهة كورونا صادر السبت 4 سبتمبر 2021م عن تتصاعد مؤشرات الوفيات في عدن وبقية المحافظات مع ظهور موجة وبائية جديدة من جائحة الكوفيد19.
وجاء في التقرير : في شهر مايو 2020م مع بداية الموجة الأولجائحة الكوفيد19 سجلت عدن أقوى مؤشر للوفيات بعدد 1823وفاه في شهر مايو 2020م فقط.
المشهد يكرر نفسه في الموجة الثالثة؛ فمن واقع بيانات السجل المدني لشهر يوليو 2021م بلغت الوفيات في عدن 535 مقارنة ب 415 وفاه في شهر يوليو 2020م أي بزيادة قدرها 29%. وفي شهر أغسطس 2021م بلغت الوفيات 705 وفاه وهي تزيد عن شهر أغسطس 2020م بنسبة 38% وتزيد عن شهر يوليو 2021م بنسبة 31,7% تزامن ذلك مع زيادة عدد الوفيات المؤكدة أصابتها بالكوفيد19 حسب بيانات الترصد الوبائي فقد زادت الوفيات في الأسبوع الوبائي رقم 34 (من 28 أغسطس-4 سبتمبر 2021م) بنسبة 102% (69 وفاه) عن الأسبوع الوبائي رقم 33 الممتد من 21 -27 أغسطس2021م (34 وفاه).
معدلات الوفيات من الكوفيد-19 في اليمن مرتفعة حيث بلغت حوالي 19% (1519/8056) منذ بداية الجائحة وحوالي 14% (146/1048) خلال الستة الأسابيع الأخيرة منذ بدء الموجة الثالثة (24/7-4/9/2021م) وحوالي 23% (69/305) خلال الأسبوع الحالي الممتد من 28/8 الى 4/9/2021م. 
بينما معدلات الوفيات من الكوفيد-19 عالميّاً تقدر بحوالي 2% ما يعني أنّ كل وفاه واحدة تؤشر الى 50 أصابه مؤكدة في المجتمع بكافة اشكالها السريرية غير الظاهرة والظاهرة البسيطة والحرجة.
واسقاطاً على البيانات الوبائية الرسمية فان العدد التراكمي من وفيات الكورونا المسجلة (1519 وفاه) منذ بداية الجائحة تخفي وراءها حوالي 75,950 إصابة مؤكدة لم يكتشف منها سوى6 805 إصابة بفارق 67,894 إصابة مفقودة لم تسجل (89%).
وبتحليل بيانات الستة الأسابيع الأخيرة (24/7-4/9/2021م) وهي الفترة التي تشهد تصاعد الموجة الثالثة ب 146 وفاة فأن الإصابات المتوقع اصابتها هي 7300 أصابه مؤكدة لم يكتشف منها سوى 305 أصابه بفقدان 6995 إصابة مؤكدة لم تكتشف (96%).
التحليل أعلاه اعتمد افتراضا ان الإجراءات العلاجية بمراكز العزل والعناية المركزة وفي المنزل إجراءات سليمه جداً وأن سبب الوفيات يتعلق بعوامل الوصول الى الخدمة الصحية ووصمة طلب العلاج والمتابعة وهو التفسير الذي نراه ليس مثاليّاً.
وبالتالي فان تفسير ارتفاع الوفيات ممكن استنباطه من خلال إحدى القراءتين التاليتين:
-الكم الهائل من الحالات المفقودة في الاكتشاف والتسجيل (يمكن تصل الى نسبة 96% خلال الموجة الثالثة و89% منذ بداية الجائحة)، فاذا كان هذه القراءة جديرة بالتحليل فأن بيانات السجل المدني بارتفاع عدد الوفيات مع كل موجة وبائية صحيحة جدا ولها ارتباط بجائحة الكوفيد-19.
بيانات السجل المدني مستنبطة من واقع تصاريح الدفن اليومية وهي بيانات صحيحة بالنسبة للوصف الكمي للوفيات الا انها لا تشير الى سبب الوفاة وأن كثير من هذه الوفيات تحدث في المنزل مما يصعب توثيق السبب الحقيقي لكل الوفيات.
-الكم الهائل من الحالات المفقودة ليس بالتقدير الصحيح الى حد كبير وان الحالات المفقودة لا تزيد حتى الى ضعف الحالات المسجلة؛ فاذا كانت هذه القراءة صحيحة فأن ارتفاع نسبة الوفيات ارتفاع حقيقي عن المعدل العالمي وان جزء كبير من أسباب الوفيات يرجع للإجراءات العلاجية والقدرات البشرية المخولة بالعلاج والمتابعة وتوفر الأجهزة الاسعافية والاكسجين الطبي.

وعليه فأن دراسة أسباب الوفيات من الكورونا جديرة الاهتمام والدعم ضمن جهد بحثي تشاركي بين وزارة الصحة العامة والسكان وإدارة السجل المدني ومنظمة الصحة العالمية وجهد مجتمعي. الا أنً هذا لا يعفي من التركيز على أولى أولويات مواجهة الموجة الثالثة وهي دعم وتوسيع مراكز العزل والعناية المركزة ودعم الأطباء.