رغم الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة وقف الحرب في اليمن وإنهاء معاناة أكثر من 24 مليوناً من سكانه الذين يحتاجون للمساعدات الغذائية من أجل البقاء على قيد الحياة، إلا أن تصعيد ميليشيا الحوثي وخاصة في محافظة مأرب وأوهامها بإمكانية السيطرة على المحافظة لا يزال يشكل حجر عثرة أمام استئناف المحادثات والتوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، وسد تحذيرات من تردي الوضع الإنساني أكثر مما هو عليه الآن.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ كان الأكثر وضوحاً في توصيف تصعيد ميليشيا الحوثي حينما أكد أن محاولتها السيطرة على مأرب تمثل «حجر عثرة» في مفاوضات الأزمة اليمنية. وقال انه يرى وجود إصرار كبير من الحوثيين للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز، وهو موقف لم يسجله غيره من العاملين على إنهاء ملف الحرب في اليمن والدفع بالأطراف نحو محادثات سلام شاملة. فيما اكتفى المبعوث الجديد للأمم المتحدة هانز غروندبورغ بلقاءات بسيطة بعد فشله في انتزاع موافقة مفاوضي ميليشيا الحوثي على خطة وقف الحرب التي اقترحتها الأمم المتحدة.
في السياق نبه البنك الدولي إلى الوضع المتدهور الذي يعيشه قطاع الصحة في اليمن، الذي يعاني من عواقب الصراع المسلح، والتدهور الاقتصادي، والانهيار المؤسسي، وكل ذلك مستمر منذ فترة طويلة.
حيث بات توفر مرافق البنية التحتية الصحية العاملة، مثل المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية أمراً صعب المنال تحت وطأة الصراع، إذ تواجه نسبة كبيرة من السكان تحديات في الحصول على الرعاية الصحية. وفي الوقت الحالي، لا يعمل سوى 50% من المنشآت الصحية بكامل طاقتها.
وحسب البنك فإن أكثر من 80% من السكان يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء ومياه الشرب وعلى خدمات الرعاية الصحية.
كما أن نقص الموارد البشرية والمعدات والمستلزمات يعد حجر عثرة في سبيل تقديم خدمات الرعاية الصحية. علاوة على ذلك، فقد أدى الصراع إلى تفاقم التحديات الصحية، كما أفضى إلى ضعف إدارة قطاع الرعاية الصحية.
وبشان الصعوبات في تقديم الخدمات الصحية ذكرت أنها تتجلى في تدهور النواتج الصحية، حيث تشير التقارير التي تتناول الوضع الصحي لليمنيين إلى تدهور الأوضاع الصحية وسط ظروف الصراع الجاري. ويشمل ذلك ارتفاع مستويات سوء التغذية بين الأطفال، وانخفاض معدلات التحصين، وتفشي الأمراض السارية. إذ تتأثر صحة الأم والطفل على وجه الخصوص بتفاقم الأوضاع، وتظهر أحدث التقديرات إلى وفاة أم واحدة وستة أطفال حديثي الولادة كل ساعتين.