دمرت الفيضانات التي تضرب اليمن منذ عدة أيام منازل وجرفت مزارع وأغلقت طرقات بين المحافظات، ما يزيد من معاناة النازحين من جحيم الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي.
وقال سكان لـ «البيان» إن السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي تسقط على البلاد منذ ثلاثة أيام جرفت عدداً من المنازل المبنية من القش والطين في جنوب مدينة الحديدة، التي تسكنها المئات من الأسر التي فرت من جحيم ميليشيا الحوثي إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وإن هذه الأسر باتت بدون مأوى وبحاجة عاجلة للإغاثة، فيما أكد مرصد الأحوال الجوية أن الحالة المدارية التي تضرب ستاً من محافظات البلاد ستبدأ بالتراجع ابتداءً من الاثنين.
وذكرت المصادر أن السيول أدت إلى إغلاق الطريق الرئيس إلى مدينة تعز في منطقة الضباب، وأن المئات من المركبات توقفت هناك على الطريق، ولم يتمكن اليمنيون من الدخول أو الخروج من المدينة وإليها، جراء الحفريات العميقة التي تسببت بها السيول، وأن محافظ المحافظة نبيل شمسان، وجه وكيل المحافظة للشؤون الفنية ومدير عام الأشغال العامة ومدير مديرية جبل حبشي بسرعة التحرك لفتح الطريق وبقية الخطوط الرئيسة التي تقطعت بسبب الأمطار وبصورة عاجلة، محملاً إياهم مسؤولية التأخير في فتح الطرقات وتعطيل مصالح وتنقلات اليمنيين.
كما وجه المحافظ شمسان مديري المديريات برفع الجاهزية للتعامل مع آثار المنخفض الجوي، بناءً على تحذيرات مركز التنبؤات والإنذار المبكر التي تشير إلى حالة من عدم الاستقرار في الأجواء خلال الأيام المقبلة، بسبب تداعيات إعصار «شاهين»، حيث أدت السيول إلى إغلاق طريق هيجة العبد الرئيسة التي تربط محافظة تعز بكل من محافظتي لحج وعدن.
وطبقاً لما ذكرته المصادر فإن السيول جرفت مزارع وغمرت آبار المياه في محافظة لحج، وخاصة في مديرية تبن، حيث أطلق السكان مناشدة للسلطات المحلية للتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المزارع التي غمرتها السيول وجرفت أجزاء منها، كما تدفقت السيول بصورة كبيرة جداً على وادي بنا وحسان وأحور بدلتا أبين، ليرتفع منسوب المياه إلى 6 أمتار.
ومع مخاوف من جرف السيول للقرى الواقعة على مجاري الوديان طالبوا السلطات المحلية بمتابعة الحالة الفنية لسد باتيس الشهير بعد أن تعذر فتح بعض منافذ تصريف المياه للتخفيف من ضغطها على جسم السد وعلى المزارع القريبة. كما طالبت إدارة الري بمحافظة أبين اليمنيين والقاطنين بمحاذاة الأودية أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن جريان السيول كما حذرت من انهيار سد ياتيس الذي تصدعت جدرانه بفعل عوامل التعرية وتدفق كميات كبيرة من مياه السيول التي تجتاح السد التحويلي.
وفي محافظة الضالع تسببت سيول الأمطار الغزيرة التي تدفقت على منطقة بلاد الأحمدي في مديرية الأزارق، بقطع العديد من الطرق الواصلة بين قرى المديرية، كما جرفت العديد من الأراضي الزراعية، وحاصرت الأهالي في قرى مناطق أعمور، وتورصة، وحورة غنية، وهي الأكثر تضرراً بالسيول، إذ تدفقت السيول من محافظة إب المجاورة إلى وادي تبن الذي يعد من أشهر الأودية اليمنية، وصولاً إلى مناطق بلاد الأحمدي، قبل أن تصل إلى مديرية المسيمير بمحافظة لحج.
كما أدت السيول وفقاً للمصادر، إلى توقف حركة النقل من وإلى المناطق الواقعة على ضفاف وادي تبن، ما اضطر المواطنين للسفر عبر طرق التفافية وعرة، للتنقل بين محافظتي الضالع ولحج.