قال باحثون إن العلاج بالليزر، الذي يقدم لنساء بعد انقطاع الطمث بهدف تجديد شباب المهبل، لا فائدة له تذكر.
وأجرى الباحثون تجارب لمعرفة مدى قدرة العلاج بالليزر، الذي قد يكون محفوفًا بالمخاطر، على تخفيف جفاف المهبل والألم الذي تشعر به النساء أثناء ممارسة الجنس نتيجة التغيرات المرتبطة بتقدم العمر.
ويقول المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، الهيئة الاستشارية للهيئة الوطنية للخدمات الصحية في إنجلترا، إن العلاج يجب أن يستخدم فقط في أغراض البحث.
ومع ذلك، تواصل بعض العيادات الخاصة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة تقديمه
الإشباع والمتعة الجنسية
يتضمن هذا النوع من العلاج بالليزر إدخال جهاز في المهبل لتسخين الأنسجة المحيطة وتغييرها أو إعادة تشكيلها.
وتزعم عيادات أن ذلك قد يزيد من الترطيب الطبيعي ويعيد الإشباع والمتعة الجنسية.
ويقول مسؤولون في بريطانيا إن هذا العلاج ليس خاليا من المخاطر.
وقد سبق للهيئة التنظيمية الصحية في الولايات المتحدة أن قالت إنها "قلقة للغاية" من أن تتضرر النساء من هذا النوع من العلاج.
وتقول بعض النساء اللاتي خضعن لهذا العلاج إنهن عانين من حروق وتندب في المهبل.
يعد البحث، الذي تناولته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، واحدا من أكبر الدراسات لفحص تأثير العلاج بشكل مستقل.
ولطالما دعا المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية في بريطانيا إلى هذا النوع من الأبحاث، لتحديد ما إذا كان العلاج آمنا ومفيدا بدرجة كافية للتوصية باستخدامه على نطاق أوسع في الهيئة الوطنية للخدمات الصحية.
واختار الباحثون الأستراليون، الذين أجروا البحث بدون تمويل تجاري، 85 امرأة بشكل عشوائي لتلقي العلاج بالليزر أو إجراء علاج وهمي (يتم فيه إدخال الجهاز المستخدم دون إعطاء "الجرعة" المطلوبة من الليزر).
ولم تُسجل أي آثار جانبية خطيرة للعلاج، ولكن خلال عام من المتابعة، لم يكن هناك فرق واضح بين المجموعتين من حيث تحسن الأعراض أيضا.
وقالت الدكتورة ماريسا أدلمان وإنغريد نيغارد، من كلية الطب بجامعة يوتا، إن "الاستخدام السريري الواسع النطاق للعلاج المهبلي بالليزر، متبوعا بتقارير متزايدة عن الأحداث الضائرة وتحذيرات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية"، جلب شعورا مؤسفا.
وأوضحتا أنه "على الرغم من أن التسويق قبل توافر الأدلة التي تثبت الفعالية والسلامة قد يكون مرتبطا بأرباح قصيرة الأجل للشركات والأطباء، فإن هذا النهج يغلق الطريق أمام أي فرصة لمعرفة ما الفائدة التي تعود على الأفراد، إن وجدت، من العلاج، وكذلك من هم معرضون للخطر المتزايد من التعرض للأذى".
دراسة مهمة
قال الرئيس السابق للجمعية البريطانية المعنية بانقطاع الطمث والمتحدث باسمها، تيم هيلارد، الذي يعمل استشاريا لأمراض النساء في مدينة دورست، إن "هذا هو نوع الدراسة التي كنا ننتظرها".
وأضاف "إنها واحدة من أكبر التجارب العشوائية التي لا يمولها القطاع التجاري".
وأكد أن ذلك "يعزز حقا أن الأطباء يجب أن يقدموا هذا العلاج فقط في التجارب السريرية لغرض جمع المزيد من الأدلة".
وقال هيلارد إن هناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة لأعراض انقطاع الطمث، لأنها تستحق البحث.
وأوضح "الأعراض مثل جفاف المهبل والحكة وعدم الراحة أو الألم أثناء الجماع شائعة جدا ويمكن أن تكون مزعجة كثيرا للنساء"، مضيفا "قد يكون من الصعب التحدث عنها".
وأردف "الكثير من النساء يتحملن ذلك ولا يطلبن المشورة - ولكن هناك بعض العلاجات التي قد تساعد وهناك متخصصين يمكنهم تقديم المشورة".
التعامل مع انقطاع الطمث
تصل معظم النساء إلى سن انقطاع الطمث بين سن 45 و 55 عاما.
يمكن أن تبدأ أعراض انقطاع الطمث لشهور أو حتى سنوات قبل أن تتوقف الدورة الشهرية تماما وتستمر لسنوات بعد ذلك.
من الشائع حدوث أعراض الحمى المتقطعة والتعرق الليلي وجفاف المهبل وتغيرات الحالة المزاجية وصعوبة النوم.
يمكن للأطباء إجراء فحص دم لقياس مستوى الهرمونات في الجسم ويمكنهم بعد ذلك إحالة المرضى إلى أخصائي انقطاع الطمث.
العلاج ببدائل الهرمونات أو الكريمات ومرطبات الإستروجين المهبلية قد يساعد أحيانا.