دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى عدم وضع شروط مسبقة لـ«المحادثات السياسية العاجلة» المنشودة بين الأطراف اليمنية المتحاربة، لكنه حذر بأن الوضع في مأرب ومحيطها «يأخذ منحىً خطيراً» في ضوء الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي المدعومة من إيران على منطقة العبدية في المحافظة.
وقدم غروندبرغ إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك عن الوضع في اليمن، فاستهلها بعرض للمشاورات التي أجراها مع الجهات اليمنية والإقليمية والدولية، موضحاً أنه ركز على «كيفية التحرك نحو حل سياسي مستدام لإنهاء النزاع».
وقال المبعوث إن «اليمنيين بلا استثناء شددوا على ضرورة إنهاء الحرب»، بالإضافة إلى «معالجة الشواغل الاقتصادية والإنسانية؛ بما في ذلك استقرار الاقتصاد، وتحسين تقديم الخدمات الأساسية، وتسهيل حرية التنقل داخل وخارج البلاد».
لكنه لفت إلى أن «فجوة الثقة بين الأطراف المتحاربة واسعة ومتنامية»، مشيراً إلى اجتماعاته مع الحكومة اليمنية في الرياض وعدن ومع جماعة الحوثي في مسقط.
ورأى أنه «بينما ينبغي إحراز تقدم مؤقت في المسائل الإنسانية والاقتصادية العاجلة، لا يمكن تحقيق حل دائم إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية شاملة»، قائلاً إنه «يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لهذه المحادثات السياسية العاجلة. وينبغي للتدابير الإنسانية ألا تستخدم وسيلة ضغط سياسية».
وطالب باتخاذ التدابير اللازمة من أجل دفع الرواتب، وفتح الطرق في تعز ومأرب وأماكن أخرى، ورفع القيود المفروضة على استيراد الوقود والبضائع للاستخدام المدني عبر ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء أمام حركة الملاحة المدنية.
وقال غروندبرغ إن التصعيد العسكري على الأرض أخيراً «اتخذ منحىً خطيراً»، مشيراً إلى أن «مأرب ومحيطها؛ بما في ذلك شبوة والبيضاء، لا تزال البؤرة الرئيسية للحرب».
وأكد أن «الوضع يزداد سوءاً بالنسبة للمدنيين كل يوم؛ إذ اضطر الآلاف إلى الفرار بحثاً عن الأمان»، موضحاً أن «تطويق منطقة العبدية جنوب مأرب لا يزال متواصلاً منذ نحو شهر، مما ترك الآلاف من الناس في وضع بائس».
وطالب ميليشيات الحوثي بـ«وقف التصعيد العسكري في مأرب والمناطق المحيطة»، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «يتابع من كثب التطورات في العبدية».
وعبر عن «قلق عميق» بشأن التطورات والحوادث في أماكن أخرى من اليمن، داعياً كل الأطراف إلى «وقف التصعيد».
وإذ أشار إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت إعدامات علنية، وحالات اختفاء قسري، واستعمالاً للذخيرة الحية ضد المتظاهرين؛ رأى أن «الإفلات من العقاب قوض إيمان اليمنيين بإمكان التعايش السلمي وبمستقبل تُحترم فيه حقوق جميع اليمنيين».
ورحب بعودة رئيس الوزراء معين عبد الملك إلى عدن بوصفها «خطوة مهمة نحو تعزيز عمل مؤسسات الدولة»، مشدداً على أهمية تنفيذ «اتفاق الرياض» بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.