أكدت مجموعة الأزمات الدولية أن الحرب ومعاناة الشعب اليمني لن تنتهي في حال "انتصار" ميليشيا الحوثي الانقلابية في معركة مأرب آخر معاقل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في شمال البلاد، متوقعة أن يتجه الحوثيون جنوباً والسيطرة على كامل البلد.
وقالت المجموعة في تقرير حديث صادر عنها بعنوان "بعد البيضاء ، بداية النهاية لشمال اليمن؟": "يبدو أن السيطرة على البيضاء هي الخطوة الأخيرة نحو ما يمكن أن يكون معركة أخيرة لهزيمة القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مدينة مأرب أو على الأقل تطويقها وعزلها".
وأضافت المجموعة: "إذا انتصر الحوثيون في هذه المعركة ، فسيصبحون القوة العسكرية والسياسية المهيمنة بلا منازع في شمال اليمن ، مما يمثل نهاية لمرحلة الصراع الحالية".
واستدركت المجموعة: "لكن الحرب نفسها لن تنتهي ولا معاناة الشعب اليمني. من المرجح أن يؤدي استيلاء الحوثيين على مدينة مأرب بحد ذاته إلى فرار الآلاف من منازلهم. علاوة على ذلك، من المحتمل أن يتجه المتمردون جنوباً لمواجهة الانفصاليين الجنوبيين في محاولة للاستيلاء على البلد بأكمله أو على الأقل إجبار الجنوبيين على صفقة مواتية للحوثيين على تقسيم الأراضي والغنائم. ومثل هذا الهجوم سيفتح مرحلة جديدة من الحرب".
وأكدت المجموعة أن المبعوث الأممي الجديد، هانز غروندبرغ، سيحتاج إلى القيام بأمرين في وقت واحد. أولاً ، يجب عليه الانخراط بسرعة في محادثات وجهاً لوجه مع الأطراف المتحاربة لاستكشاف جميع الخيارات لتجنب معركة مدينة مأرب، ومن الناحية الثانية، تمهيد الطريق لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني والمحادثات حول تسوية سياسية.
وأشارت المجموعة إلى أنه "نقطة البداية ستكون هي الاستماع إلى مقترحات الحوثيين، ودفع الحكومة إلى صياغة موقف خاص بها يعكس واقع توازن القوى اليوم".
وأضافت مجموعة الأزمات الدولية: "في الوقت نفسه، سيتعين على غروندبرغ ومكتبه صياغة إجماع حول استراتيجية وساطة أوسع مصممة خصيصًا للديناميكيات الحالية للحرب، يجب أن يشمل مجموعة أوسع بكثير من الجهات الفاعلة في محادثات السلام"، لافتة إلى أن "حرب اليمن هي صراع متعدد الأطراف، ليس صراعًا ثنائيًا على السلطة بين الحوثيين من جهة والحكومة وداعميها السعوديين من جهة أخرى".
وتابعت المجموعة: "نظرًا للأهمية المتزايدة للعوامل الاقتصادية في الحرب، تتطلب الاستراتيجية الجديدة أيضًا من فريق الأمم المتحدة تشكيل وحدة مخصصة مهمتها دمج ركيزة اقتصادية في صنع السلام في البعثة".
وشددت مجموعة الازمات الدولية أن مبعوث اليمن إلى الأمم المتحدة، وبدعم من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي ، عليه التوجه إلى اليمن للقاء الفصائل المسلحة في البلاد ورعاتها الخارجيين من أجل السعي لوقف القتال، وعلى وجه الخصوص، يجب أن يصل إلى العاصمة صنعاء ومأرب، ويستكشف جميع الخيارات لمنع المواجهة المميتة. يجب عليه أيضًا أن يضع استراتيجية لإنهاء الحرب الأوسع ، بالنظر إلى فشل الأساليب السابقة".