مخترع يمني يأمل أن يكون "نجم العلوم"

Tuesday 19 October 2021 7:00 pm
مخترع يمني يأمل أن يكون "نجم العلوم"
----------
ابتكر مهندس الطب الحيوي اليمني، مجيب الرحمن الحروش، جهازاً محمولاً لقياس تدفّق الدم الكلوي، وشارك في الموسم الثالث عشر للبرنامج التلفزيوني "نجوم العلوم" الذي تعدّه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وقد وصل إلى النهائي لينافس على لقب "أفضل مخترع عربي". 
يقول الحروش إنّ الجهاز قادر على تشخيص المراحل الأولى للفشل الكلوي عبر مستشعرات حيوية غير جراحية توصَل بالجلد، فيرسل الجهاز المبتكر البيانات التي تلتقطها المستشعرات إلى الأطباء عبر شبكات لاسلكية، الأمر الذي يعزّز كفاءة استخدام الموارد من خلال تقليل الاستشارات الطبية التي تجري وجهاً لوجه.
وقد سعى الحروش طوال حياته إلى التميّز الأكاديمي، فحلّ أوّلاً في الثانوية العامة على مستوى محافظة تعز اليمنية، الأمر الذي أتاح له متابعة تحصيله العلمي في مجال الهندسة الطبية الحيوية إلى أن نال درجة الدكتوراه من إحدى جامعات روسيا.
وعن بداياته في مجال الابتكارات يقول الحروش لـ"العربي الجديد": "منذ مرحلة مبكرة في حياتي اهتممتُ بمجال الطب وكنت شغوفاً بالعلوم الهندسية والرياضيات والفيزياء. وهذا ما دفعني إلى الاتجاه صوب هندسة الطب الحيوي. يضيف الحروش: "أحبّ التعمّق في جسم الإنسان واستكشاف أجهزته وطريقة عملها. وفي أثناء تعمّقي في الكلى والأمراض التي تصيبها، استوقفني مرض الفشل الكلوي، وقررت محاولة التقليل من خطورة هذا المرض وعملت على فكرة جهاز منزلي رخيص الثمن وسهل الاستخدام يوفّر معلومات عن حالة المريض الصحية. ويمكّن هذا الجهاز الطبيب المختص من مراقبة حالة المريض عن بُعد، ويتيح للمريض معرفة مدى تجاوب مرضه مع النمط الصحي الغذائي الذي يتّبعه".
ويؤكد الحروش أنّه يؤمن بالعلوم، موضحاً أنّ اهتمامه انصبّ على "الأفكار المبتكرة المتعلقة بالأمراض المستعصية، والتي تظهر أعراضها فجأة وبعد فوات الأوان في الغالب". وحول تركيزه على اختراع يساعد المرضى المصابين بفشل كلوي، يشرح الحروش أنّ "مرض الكلى المزمن حالة قاتلة تتسلّل إلى ضحاياها ويصعب تشخيصها. على سبيل المثال، عندما تبدأ إحدى الكليتَين بالتدهور، فإنّ الأخرى تعوّض النقص بشكل مفرط فتعمل بجهد أكبر. وهذا أمر يؤدّي حتماً إلى نتائج فحوص مخبرية طبيعية، إلى أن يصل الضرر إلى مستويات لا رجعة فيها". ويوفّر جهاز قياس تدفّق الدم الكلوي المحمول الذي ابتكره الحروش طريقة للتغلّب على هذه العقبة. وهو يساهم في تقييم تلف الكلى من دون تدخّل جراحي، فتتولّى المستشعرات الحيوية المرتبطة بالجلد ترجمة البيانات الخاصة بتدفّق الدم والضغط الكلوي التي تُعَدّ مفيدة للمساعدة في إجراء التشخيص الأوّلي. ومن شأن الاختراع تعزيز قدرة المستشفيات في مجال التطبيب عن بُعد.
ويوضح الحروش أنّ الفشل الكلوي يصيب مرضى من كلّ الأعمار والأعراق، ويمكن أن يؤدّي إلى أمراض مزمنة أخرى من قبيل مرض السكري، أو قد يكون قاتلاً بحدّ ذاته. وعلى الرغم من أنّ عمليات غسل الكلى أثبتت فعاليتها لعقود من الزمن، فإنّها تستنزف المريض، وهي طويلة جداً وتؤثّر بشكل كبير على حياة ذلك المريض وذويه الذين يتعيّن عليهم تكريس ساعات طويلة وتكبّد تكاليف ضخمة لهذه التدخّلات الطبية.
ويأمل المخترع اليمني أن "يتمكّن جهاز قياس تدفّق الدم الكلوي المحمول من التخفيف من معاناة المرضى والمجتمع ككلّ، إذ يساعد الأشخاص على المراقبة وتحديد الحالة واتخاذ التدابير اللازمة لتجنّب الفشل الكلوي في وقت مبكّر، الأمر الذي يدعم الرعاية الصحية المناسبة". ويؤكد الحروش أنّه يمكن للاختراع أن "يجعل تشخيص الكلى الأوّلي في متناول الجميع، ويضمن قدرة الأطباء على مراقبة حالة الكلى لدى المرضى من دون الحاجة إلى الانتظار طويلاً علامات الإنذار الأولية"، مشيراً إلى أنّ "الاختراع يوفّر إضافة إلى مجموعة أدوات التطبيب عن بُعد، الأمر الذي يساعد في تحديد الحالة واتخاذ التدابير الوقائية ضدّ الفشل الكلوي من أجل استخدام أكثر كفاءة للموارد المخصصة".
وعن خطته المستقبلية بعد برنامج "نجوم العلوم"، يقول الحروش الذي تأهّل إلى المرحلة النهائية من البرنامج إنّه يسعى إلى "إطلاق شركة ناشئة لتطوير اختراعه، وتوسيع رقعة الأبحاث والابتكارات من أجل إيجاد حلول جديدة لأبرز المشكلات الصحية والأمراض المزمنة التي يصعب تشخيصها مبكّراً". ويتابع الحروش: "أطمح في تحقيق المبدأ الذي غرسه فينا برنامج نجوم العلوم وهو دعم الشباب العربي الواعد وتعزيز الاهتمام بالعلم والمعرفة والابتكار ومساعدة العقول النابغة على ترجمة أفكارها إلى واقع حقيقي من شأنه أن يدخل تغييراً إلى حياة البشر وينهض بمجتمعاتهم".
وحول العوائق التي اعترضت مشروعه، يقول إنّها "مثل أيّ مصاعب تواجه كلّ مخترع، من أخطاء برمجية أو خلل في البناء. وقد تغلّبت عليها بمساعدة خبراء وباستخدام الدعم الذي وفرّه لنا البرنامج التلفزيوني". وحول ما قدّمه له "نجوم العلوم"، يوضح الحروش: "قدّم لي البرنامج كلّ الإمكانيات من خبراء في الجانب التقني وكذلك الطبي والبرمجي، ووفّر لي كلّ المواد اللازمة لتطوير اختراعي في فترة زمنية قصيرة، كذلك وفّر لي دروساً في ريادة الأعمال". 
يضيف الحروش أنّ "لبرنامج نجوم العلوم تاريخاً حافلاً في مجال تعزيز ثقافة الابتكار والبحوث"، لافتاً إلى أنّ "خرّيجي البرنامج اليوم شخصيات مؤثّرة وملهمة لعدد كبير من الشباب العربي الذي يتطلّع إلى السير على خطاهم". ويكمل الحروش: "ومن وجهة نظري كأكاديمي، أرى أنّ البرنامج أجمل مبادرة قُدّمت للوطن العربي وسوف يكون لها صدى عالمي في المستقبل القريب".
تجدر الإشارة إلى أنّ المخترع اليمني الشاب مجيب الرحمن الحروش يتنافس مع ثلاثة متسابقين للفوز بلقب "أفضل مخترع عربي" في خلال التصفيات النهائية للموسم الثالث عشر من البرنامج التلفزيوني "نجوم العلوم" الذي يُبَثّ عبر "تلفزيون قطر" الرسمي وعدد من الفضائيات في المنطقة. أمّا المتسابقون الثلاثة الآخرون فهم القطري محمد القصابي، واللبناني أسامة قنواتي، والتونسي رياض عبد الهادي.