كتب / صلاح العماري
لم استوعب أبدًا أن أرى نادي سمعون في درجة غير الأولى في كرة القدم، الكبير يجب أن يكون دائمًا بين الكبار، لكنها الظروف العامة التي أثرت على سمعون والأهلي والمكلا والتضامن، ورمت بهم في مواقع غير مواقعهم.
اليوم سمعون التاريخ ينفض الغبار عن بعضه، ويخطو خطوة مهمة نحو الأمام، يعود مجددًا الى الدرجة الثانية، مغادرًا دوري المظاليم كما يُطلق عليه "الدرجة الثالثة".
عاد سمعون خاطفًا بطاقة التأهل عن تجمّع محافظة المهرة، وبأقدام شباب قدّموا عطاءات جيدة ومستوى طيب، مكّنهم من اعتلاء صدارة المجموعة، والعودة الى مصاف الثانية.
لم يكن بالمعقول أبداً وليس من المنطقي أن يظل سمعون مترنّحًا في الدرجة الثالثة، النادي الكبير الذي ينتمي لسعاد التاريخ الرياضي التي قدّمت أيوب جمعة وفرج بايوسف وعلوان وهادي زيدان وعوض بن بكر وعبده باحميش وعبده باخلة وعمر الهندي وعبده باحبيشي ومحفوظ الطين وغيرهم من النجوم الكبار، لذلك فالعودة الى الثانية تعدّ خطوة مهمة لإعادة شيء من بريق النادي الكبير.
كان سمعون يزلزل الأرض عندما يدخل الملعب بفانلته الصفراء والسوداء، مدجّجاً بنجوم كبار صنعوا تاريخ مجد رياضي سيظل خالدًا في تاريخ الكرة.
اليوم عاد سمعون برجاله، وبزيّه القديم الجديد البرتقالي والأسود، يؤازره جمهوره العريض وإدارته ومحبيه في كل مكان، عاد الى الثانية، وتملؤهم جميعًا الطموحات للعودة الى الأولى حيث الموقع الحقيقي للنادي.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، والعودة للثانية تمثل نصف الطريق، على أمل إكمال المشوار والصعود للأولى ان شاء الله، لتسعد الجماهير بحلم ظلت تنتظره طويلًا.
أثق أن ذلك هو طموح اللاعبين والإدارة والجماهير، ولا خاب من امتلك الثقة والطموح، واتكئ على تاريخ رياضي مشرّف يعتلي مقدمته بشموخ الجوهرة السواء "أيوب جمعة"، وسور الشحر العظيم "عوض بن بكر".
