اليمنيون متلهفون لتوحيد الصف الوطني المناهض للحوثيين وترميم "الشرعية"

Tuesday 05 April 2022 5:59 pm
اليمنيون متلهفون لتوحيد الصف الوطني المناهض للحوثيين وترميم "الشرعية"
يمني سبورت
----------
المصدر: عبداللاه سميح - إرم نيوز:
يعقد اليمنيون آمالهم على نجاح المشاورات اليمنية – اليمنية الجارية في العاصمة السعودية الرياض، بدعوة من مجلس التعاون الخليجي، في وضع حدٍ للتباينات بين المكونات المحلية المناهضة للحوثيين، وإمكانية إصلاح مسار ”الشرعية اليمنية“ وتوحيد قرارها للخروج برؤية مشتركة، تعجّل من إنهاء الأزمة التي يعانيها البلد منذ قرابة 8 سنوات.
 
وقال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الاثنين، في لقائه بقيادات الدولة وممثلي المكونات السياسية المشاركين في المشاورات اليمنية – اليمنية، خلال أمسية رمضانية، في مقر إقامته بالرياض، إن هذه المشاورات فرصة لتقييم الوضع وتوحيد الصف، سعيًا لتحقيق سلام والنظر إلى المستقبل، معبّرًا عن أسفه لعدم مشاركة الحوثيين.
 
ودعا الرئيس هادي، اليمنيين، إلى استغلال هذا الحشد الوطني المشارك في مشاورات الرياض، لـ“توحيد الصفوف والترفع عن كل الولاءات والحسابات الضيقة، ووضع مصلحة وطننا فوق اعتباراتنا الخاصة“.
 
وأكد دعمه لأي توصيات تدعم وحدة الصف، وتسعى لبناء دولة بمؤسسات وطنية قوية، وتصحيح أي اختلالات، ”بما يحقق السلام لليمن واليمنيين وأهدافنا جميعًا في استعادة الدولة بكامل مؤسساتها وإنهاء الانقلاب والحفاظ على ثوابتنا ومكتسباتنا الوطنية“.
 
لقاءات نادرة
 
وعلى هامش جلسات المشاورات اليمنية – اليمنية، الجارية منذ نحو أسبوع، شهدت الرياض لقاءات يمنية لافتة بين قيادات سياسية يمنية في المعسكر المناهض للحوثيين، ظلت متباعدة ومتنافرة على مدى السنوات الماضية، كلقاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، برئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، أحمد العيسى، ولقاء آخر جمع قائد المقاومة الوطنية، العميد طارق محمد عبدالله صالح، بالقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، حميد الأحمر.
 
وعززت هذه اللقاءات النادرة بين الفرقاء اليمنيين، من آمال وطموحات اليمنيين في إمكانية تقارب بين المكونات السياسية، تمكّن المشاورات الجارية في الرياض، من ترميم منظومة الشرعية اليمنية وإصلاح أي اختلالات بما يحقق التوازن، للخروج بصفّ موحد ورؤية مشتركة للقوى الوطنية المناوئة للحوثيين.
 
ويقول وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أسامة الشرمي، في حديثه لـ“إرم نيوز“، إن أكثر ما يتطلع له اليمنيون من مشاورات الرياض، هو أن تجتمع النخبة السياسية بعد سنوات من القطيعة، على طاولة واحدة في مكان واحد، لتدارس المرحلة أو الحالة التي تمرّ بها اليمن، والاتفاق على رؤية موحدة ورواية واحدة للأحداث وتصنيفات موحدة للعدو والصديق والحليف.
 
وأشار إلى أن هذه القطيعة ”استمرت لسنوات وأنتجت مزيدًا من المشاكل الجانبية هنا أو هناك، وخلقت حالة من ضيق الأفق في ظل عدم وجود مسار لأي حوار أو قنوات للتواصل بين الأطراف“.
 
ويعتقد الشرمي، أنه بالإمكان أن تساهم مشاورات الرياض، في ”إيجاد جبهة وطنية عريضة وواسعة وجامعة، رافضة لكل مشاريع إيران في المنطقة واليمن، ومواجهة المشروع الحوثي التدميري، وتكون بوابة للحل السياسي“.
 
وقال إنه لا يمكن لليمنيين أن يخوضوا مرحلة سلام وهم متفرقون في مواجهة جماعة الحوثي، التي تسيطر اليوم على مؤسسات الدولة، ”وبالتالي، فإنه لابد أن يخوض اليمن مرحلة السلام والجبهة الوطنية متماسكة على مختلف مشاريعها الجمهورية البعيدة عن التمييز السلالي“.
 
ترميم الشرعية
 
ويرى رئيس مركز ”أبعاد للدراسات والبحوث“، عبدالسلام محمد، المشارك في مشاورات الرياض، في منشورات له على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، أن ”المؤتمر فرصة لتقارب الآراء المختلفة وجمع شتات الاتجاهات السياسية اليمنية المتناقضة والمتصارعة، وهنا لمحت تفاهمات وتنازلات في سبيل استعادة الجمهورية اليمنية“.
 
وقال إن ما رآه واستمع إليه من رؤى للمكونات السياسية في المسار الأمني ضمن المشاورات، من ”طرح مهني من كل الاتجاهات، بعيدا عن الاتهامات والمزايدات السياسية، يعطينا انطباعا أن دائرة الخلاف لا تتعدى 10% بينما لدى الجميع القدرة في توحيد قرار منظومة الشرعية من خلال العمل على مساحة الاتفاق وهي تتعدى 90%، وهو ما أعتقد أن الشرعية اليمنية متجهة للعمل به“.
 
بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة ”عدن الغد“ المحلية، وعضو المشاورات اليمنية، فتحي بن لزرق، إن هذه المشاورات كان يفترض عقدها قبل سنوات طويلة من اليوم، وإن المهم حاليًا هو ما سينتج عن هذه المشاورات من توحيد صف أو قرارات مهمة أو دعم للاقتصاد، أو إعادة تقييم للوضع الحاصل منذ ثماني سنوات.
 
وأضاف بن لزرق، في حديثه لـ“إرم نيوز“، أن اليمنيين ينتظرون ما سيخرج عن هذه المشاورات، ”لذلك فإن من المهم أن تبدي جميع الأطراف حسن نيتها وتعاونها، لطي صفحة الخلاف الماضية، وما دون ذلك، سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة، ولربما يعيدنا إلى المربع الأول“.
 
وبرأيه، فإن تحقيق وحدة الصف الوطني على الرغم من تعدد وجهات النظر والأهداف، يمكن تجسيده من خلال ”اقتناع كل الأطراف بأن المعركة الأولى التي تجمعها وتهمها في اليمن، هي معركة اقتلاع الحوثيين، دون أي معارك جانبية داخل هذه المنظومة، وفي حال النجاح في الوصول إلى ذلك، ستنبذ جميع القوى خلافاتها وتنساها وتوحد كل جهودها صوب محاربة الحوثيين“.