مقهى"سكران" .. تاريخ ممتد على مدار مئة وعشرة أعوام

Saturday 16 April 2022 7:35 pm
مقهى"سكران" .. تاريخ ممتد على مدار مئة وعشرة أعوام
----------
أجمل القصص تلك التي تحكى مع شاهي الصباح وسط مقاهينا العريقة، أروع الذكريات تلك التي تختزلها الذاكرة وتحكيها الأجيال عن جمال مذاق الشاهي العدني الذي يقدم عند قصدك إحدى مقاهي العاصمة عدن، والتي جمعت في جنباتها المناضلين، والساسة، والفنانين، والرياضيين، وشرائح المجتمع المختلفة.
مقهى السكران إحدى تلك المقاهي العدنية التي لازالت تقدم لزوارها الشاهي العدني على رصيف شارع الشيخ عبدالله فوق طاولات خشبية ، ومقاعد بلاستيكية قديمة لجلوس مرتادي المقهى، وتبادل أطراف الحديث، واسترجاع ذكريات الماضي.
عند قصدك مقهى السكران في مدينة كريتر العتيقة أول ما سيسألك مقدم المقهى عن طلبك فلديه أنواع مختلفة من الشاي العدني، المليان(شاهي حليب مع سكر) الصافي (قليل السكر)، دبل نص(زايد لبن)،العيدروسي (شاهي مع لبن مضاعف)، الملآي(زبد اللبن)،الشاهي الأحمر(شاهي بدون حليب)، كما يقدم المقهى الفاصوليا والبيض و الخبز أيضاً.
يعد العم عباس عمدة الشاي العدني،والذي يقوم بتجهيز الشاي في المقهى منذ أربعين عام، فيحضر الحليب والشاي منذ بزوغ الفجر حتى أذان الظهر، ثم يعود للعمل بعد الظهر حتى المساء، اما في رمضان فيبتسم إلينا ،ويقول أنه يعمل ثمان ساعات فقط في اليوم، وهذا يعتبر مريح جداً له، فيبدأ بتجهيز الحليب و الشاي بعد العصر، ويقوم بتقديمه للزبائن من المغرب حتى أذان الفجر الأول، كما تعد الخبز مع اللبن(فتة اللبن) من الوجبات الإضافية التي تقدم في شهر رمضان المبارك.
اما تاريخ افتتاح مقهى السكران فقد أجابنا عليه ياسر علي السكران أحد ملاك المطعم قائلاً ::
مقهى السكران أسسه جد والدي محمد عبدالله سكران عام 1910 في مبنى محمد الفقيه(بجانب مخبازة علي أفندي بشارع الزعفران) ،وكان يعمل فيه ابي ووالد أمي، ثم تم نقل المقهى عام 1944 الى جوار بيت الأهدل (بقالة الحي التجاري حالياً) في شارع الزعفران ثم نقله ابي الى هناء في مطلع السبعينات، وعند وفاة والدي عام 2010 م، آلت ملكية المقهى لأبنائه، وتوليت أنا إدارة المقهى نيابة عن إخوتي كوني أحب مهنة بيع الشاي العدني، حيث أعمل في المقهى منذ كنت صغيراً حتى الآن.
ختام زيارتنا للمقهى كانت بالتحدث مع العم علي البركاني أحد مرتادي مقهى السكران منذ أكثر من أربعين سنة والذي تحدث إلينا قائلاً : أنا من رواد المقهى ، وأفضل شرب الشاي فيه، كونه قريب لمنزلي ولمسجد الحي (مسجد الشيخ عبدالله ) كما أن الجلوس بالمقهى يجمعني مع الأصدقاء لتبادل الحديث معهم، فمقهى السكران يعتبر المقهى المفضل لدي.