تشهد مدينة عدن تحولات درماتيكية غير متوقعة وارهاصات تغير وشيك في المعادلة الامنية والعسكرية القائمة عقب الاعلان عن تشكيل لجنة أمنية وعسكرية لاعادة ادماج التشكيلات المسلحة التي كونت خارج اطارالشرعية ضمن المؤسستين الامنية والعسكرية .
وتراجعت على نحو مفاجئ مظاهر الانتشار الامني والعسكري المكثف للمجاميع المسلحة الموالية للمجلس الانتقالي والتي تنفرد بالسيطرة المطلقة على كافة شوارع وأحياء عدن حيث لم يؤثر تواجد قيادة المجلس الرئاسي والحكومة في قصر المعاشيق على تصاعد المظاهر المعبرة عن النزعة الانفصالية كرفع علم التشطير، والصور المجسمة لقيادة المجلس الانتقالي التي لاتزال تنتشر بشكل واسع ومكثف في كافة انحاء العاصمة السياسية المؤقتة .
ويبدو سقف التفاؤل الشعبي منخفضًا بشأن امكانية حدوث تغير "سلس" في موازين القوى القائمة بعدن وانهاء الازدواجية الامنية عبر عملية الادماج المرتقبة للقوات الموالية "للانتقالي" في اطار المؤسستين الامنية والعسكرية، لاعتبارات موضوعية يتصدرها الاعتقاد السائد والواسع في الأوساط الشعبية بعدن أن الانتقالي لن يفرط بسهوله بالمكاسب النوعية التي حققها على الارض وجعلته ينفرد بشكل مطلق بالسيطرة الأمنية والعسكرية على عدن.
ويعزز تلك القناعة افتقاد المجلس الرئاسى - المشكل بائتلاف غير مسبوق بين ابرز المكونات الفاعلة في الساحة اليمنية - للتجانس اللازم لتسيير مرحلة حرجة تحيطها تحديات واستحقاقات تتطلب بالضرورة من كل مكون تقديم تنازلات على، حساب مكاسبه المتعلقة بالحضور والنفوذ على الارض.
