أنتهى اليوم -الأحد اللقاء الذي جمع منتخبنا الوطني مع المنتخب السعودي بخسارة الأول ضمن التصفيات المؤهلة لنصف نهائي بطولة كأس العرب للشباب تحت سن العشرين وجائت الخسارة المؤلمة للجماهير اليمنية في الملعب ومن خلف الشاشات عقب وصول المباراة إلى الضربات الترجيحية والتي أضاع فيها لاعبو منتخبنا 3 ضربات وتمكن حارس منتخبنا الوطني " بسام فريد " من صد ضربة واحدة فقط للمنتخب السعودي وجدير بالذكر هنا تألق الحارس اليمني طوال المباراة وإنقاذ الشباك اليمني من تصويبات قاتلة والذي للإنصاف وبرأيي الشخصي كان رجل المباراة بامتياز إضافة إلى الشراسة الدفاعية التي قدمها منتخبنا وفق خطة دفاعية وضعها المدرب محمد النفيعي مقابل قصور واضح في المنظومة الهجومية والفشل في بناء هجمات والإحتفاظ بالكرة وعدم القدرة على تشكيل أي تهديد للشباك السعودي وهنا يجب أن نقف قليلا ونتسائل ماهو السبب .
فعلى الرغم من القدرات والمهارات التي يتمتع بها لاعبوا منتخبنا والتي ظهرت بشكل جلي وممتع في مباراته السابقة ضد المنتخب الإماراتي حيث أمطر منتخبنا شباك هذا الأخير بثلاثية جبارة وممتعة تشعر وأنت تتابعها مرارا كأنك تتابع المنتخب البرازيلي مثلا على سبيل المدح لا المبالغة .. قد يقول قائل أن المبالغة في إعتماد خطة دفاعية أمام المنتخب السعودي واللعب بشكل عشوائي وغير منظم هي سبب الخسارة الأخيرة وقد يوعزها متابع ومحلل آخر إلى الحظ كما هي العادة في الضربات الترجيحية هي السبب ولكن مايهمنا بالفعل كجمهور بسيط وشغوف بالكرة اليمنية .
تلك التي نجحت فيما فشلت فيه المحاولات السياسية عبر اجتياز جميع الحواجز والعوائق والفروقات والفجوات الشاسعة التي وضعتها الحرب الطاحنة في صفوف الشعب اليمني البسيط والتواق إلى الحياة رغم أنف الموت المحيط به من كل حدب وصوب ..مايهمنا بالفعل هو معرفة السبب الحقيقي والمحوري الذي أفضى بالرياضة اليمنية إلى هذا المستوى هل هي المنظومة الرياضية بشكل عام والمتمثلة في الجمعية العمومية والتي تضم مندوب عن كل نادي يجتمعون في الإنتخابات الرياضية ويختار قيادات الإتحادات حيث يبدأ الخلل بشراء أصوات المندوبين أو إغرائهم بمقابل مثل تعيينهم إداريين أو مدراء منتخبات أو رؤساء بعثات كنوع من المكافأة لمواقفهم.. أم أن الخلل الرئيسي يكمن في الإتحاد ذاته حيث يتحمل جزءكبير من المسؤلية لعدة أسباب منها عدم إقامة معسكرات خارجية ومباريات ودية من شأنها تأهيل اللاعبين وإعدادهم بالشكل الذي يتوافق مع مهاراتهم الفطرية حيث انحصرت إقامة المعسكر الإعدادي للمنتخب في مأرب مايعد من وجهة نظر البعض أكبر خطأ نظرا لإختلاف الجو بين مأرب ومكان إقامة البطولة في أبها.
أيضا لعدم توفر فرق قوية في مأرب للعب مباريات تجريبية معهاوغياب استراتيجية إعداد طويلة المدى للمنتخبات والإكتفاء بمعسكرات قصيرة تسبق كل مشاركة..يظل باب التساؤلات والسخط مفتوحا أمام كل هذه المعطيات ممايأخذنا إلى مخرج واحد ونتيجة نهائية أو ربما محاولات أولية قد تساعدنا على الخروج من هذه الأزمة كما نأمل ويأمل كل عشاق المستديرة اليمنية وكما ينبغي لها أن تكون وذلك بالإهتمام بهذه المنتخبات كونها تضم جيلا من اللاعبين المميزين وأخذ العبرة من الإخفاق وتلافي أي قصور يفضي به إلى الإحباط والذي من شأنه أن يكسر عزيمة شبابنا وناشيئنا وبالتالي يتاح أمام منتخباتنا الإنطلاق نحو المستقبل برؤى قائمة على التخطيط البعيد المدى وضمان الإستمرارية بعيدا عن العشوائية والتخبط.