بدأت ملابس الجدات (الزي الشعبي القديم) تعود إلى أفراح اليمنيين ومناسباتهم بمختلف أشكالها وألوانها التي كان قد عفى عليها الزمن وكادت تختفي تماماً من أسواقهم.
وظهر الزي الشعبي اليمني القديم بتعدد أنواعه باختلاف المناطق التي ينتمي اليها بإطلالة مميزة، اذ احتلت الأزياء التقليدية والشعبية مكانة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني وعادت بقوة الى الواجهة من جديد بألوانها الزاهية كما كانت أيام الأجداد أو بإضافة لمسات عصرية عليها.
معظم الفتيات بتن يقبلن على ارتداء الزي التقليدي في المناسبات وفي حفلات الزفاف (العقد - الغسل الزقرة وغيرها....) وإضافة اكسسواراته المميزة والفريدة ليعطي اطلالة مميزة للعروس.
وعلى رغم أن العولمة استطاعت تغييب كثير من الأزياء التقليدية والموروث القديم عبر اجتياح السوق بالموديلات العالمية المختلفة بأسماء ماركات متعددة، حافظت بعض النساء اليمنيات على ثقافتهن في اللبس أثناء الأفراح.
مرام سيدة عدنية تعمل في تجارة الزي الشعبي القديم، قالت لـ"النهار العربي" إن الطلب على الزي الشعبي ازداد خلال العام المنصرم بشكل كبير جداً وصارت تجارته مربحة بعدما استمرت ضعيفة لسنوات.
وتابعت: "هذا لبس أمي وأمك وجدتي وجدتك والأصل في الإنسان أن يفخر بتراث أجداده، وتحوّل الفتيات الى الزي الشعبي في المناسبات إحياء للتراث المندثر يعد نقلة ثقافية نوعية جديدة".
فتاة يمنية بالزي التراثي.
ولم تكتفِ الفتيات بارتدائه في المناسبات فقط، وإنما تم أخيراً مزج الأزياء الحديثة بالأزياء التقليدية لابتكار موديلات تجمع بين كلاسيكية الماضي وعصرية الحاضر.
والعودة إلى الزي الشعبي اليمني التقليدي لا تقتصر على النساء فقط، فقد بدأ الشباب أيضاً ارتداء الزي القديم للرجال في المناسبات والأفراح.
شاب يمني بالزي التقليدي.
واستخدمت الأقمشة التقليدية، خصوصاً الستار الصنعاني في تصاميم العباءات النسائية السوداء والحقائب النسائية كونها أكثر ما ترتديه المرأة اليمنية عند الخروج من المنزل.
والستار الصنعاني عبارة عن قطعة قماش قطنية مربعة الشكل، ومزخرفة بأشكال هندسية حمراء اللون، تتميز بنقوشها وزخارفها الملونة، وكانت ترتديه النساء في صنعاء وبعض المحافظات في شمال اليمن.
"فخورون بعودة الزي اليمني القديم لمزاحمة الموضة التي كادت تقضي على تاريخ اليمنيين وتراثهم، حتى في ملابسهم"، يعلّق الصحافي نجيب الكلدي على عودة الزي الشعبي الى المناسبات اليمنية.
ويلفت الى أن ما يميز الزي الشعبي اليمني عن غيره أنه "محتشم ويخفي مفاتن المرأة اليمنية في الأسواق وأماكن العمل".
ويمثل التراث اليمني نموذجاً خاصاً ومتميزاً لاحتوائه على العديد من جوانب حياة الإنسان اليمني، وهو لا يزال يحظى بشعبية كبيرة رغم تقدم الحياة وتطورها، فالطابع الجمالي واتقان الصناعة جعلا من الأزياء التقليدية كنزاً عابراً للسنين لا يمكن طمسه مهما بلغت عجلة التقدم والتطور.