يبقى الحلم الأكبر لأي منتخب هو المشاركة في نهائيات كأس العالم، الحدث الأهم في تاريخ كرة القدم، والذي يُقام كل 4 سنوات.
9 منتخبات عربية نجحت من قبل في نيل شرف المشاركة في كأس العالم، آخرها منتخب قطر الذي يستضيف مونديال 2022 بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري و18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وفي هذا الإطار، تتساءل جماهير كرة القدم اليمنية متى يمكن لمنتخبها أن ينضم للمنتخبات العربية التي حققت هذا الإنجاز، وأن يتأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
"العين الرياضية" تواصلت مع خبراء كرة القدم اليمنية، للتعرف منهم على الأسباب التي منعت المنتخب من التأهل إلى كأس العالم حتى الآن، والوسائل التي قد تساعده على تحقيق هذا الإنجاز في النسخ المقبلة.
في البداية، كشف منصور الدبعي، الناقد الرياضي اليمني، عن الأسباب التي حرمت المنتخب من التأهل على مدار السنوات الماضية.
وقال الدبعي لـ"العين الرياضية" إن الوضع الراهن لليمن لا يساعدها على الوصول إلى كأس العالم، حيث اعتبر أن البنية التحتية الرياضية منعدمة.
كما أشار الديلعي إلى أن القائمين على الشأن الرياضي في البلاد لا يمتلكون رؤيةً استراتيجية فنية للمنتخبات اليمنية بشكل عام، بالإضافة إلى أن المسابقات المحلية غير قادرة على إنتاج لاعبين يستطيعون مقارعة ومنافسة غيرهم في المنتخبات الأخرى.
وأوضح الناقد الرياضي اليمني أن عقلية اللاعب اليمني بعيدة عن ثقافة الاحتراف، وهذا ينعكس على أسلوب حياته وبنيته الجسمانية، وهذا ما جعل المنتخب اليمني غير قادر على منافسة كبار قارة آسيا، ناهيك عن التأهل لنهائيات كأس العالم.
وتطرق الدبعي إلى عنصر التخطيط، حيث قال إن المنتخبات الأخرى تعرف ماذا تريد، وتدرك أين ستصل بعد فترة زمنية محددة تضعها مسبقا، عكس المنتخب اليمني.
وأردف: "لهذا فإن المنتخبات الأخرى تتطور، بينما منتخبنا لا يتقدم، لدرجة أن منتخبات العالم تتجنب خوض مباريات ودية مع منتخب اليمن، لإدراكها أنها لن تستفيد فنيا من مباريات كهذه، وهذا ما يجعلنا في نهاية التصنيف العالمي".
وأتم: "لسنا محبطين، لكن في ظل الظروف الحالية والواقع المعاش وضعف الاهتمام الحكومي بالجانب الرياضي والكروي وافتقارنا لأسس نبني عليها المستقبل، وغياب الخبراء والفنيين، لن تصل اليمن إلى المونديال".
في المقابل، تحدث العزي العصامي، المنسق الإعلامي للمنتخب اليمني، عن العوامل التي قد تساعد المنتخب على التأهل إلى نهائيات كأس العالم، معتبرا أن مجرد التواجد في المونديال يمثل شرفا لأي منتخب.
وأوضح: "عدد من العوامل والمقومات التي متى توفرت يمكنها أن تؤهل اليمن إلى المونديال، أهمها توفر موارد مالية ضخمة لمنظومة كرة القدم الاحترافية المتكاملة تنفقها الدولة، ووجود أندية نموذجية متكاملة مع أكاديميات لصناعة اللاعبين".
وتابع: "بالإضافة إلى خبراء وأجهزة فنية وإدارية مؤهلة لاكتشاف المواهب وتدريبها وتنمية قدراتها وبناءها البناء العلمي والمتدرج في فئات عمرية، وصولا للفريق الأول بشكل احترافي، وملاعب كروية على مستوى عال من التجهيزات".
واقترح العصامي قيام شركات عملاقة برعاية الأندية والنجوم والمنتخبات، وإقامة دوري منتظم من 3 درجات على الأقل، وبطولات متعددة الشكل مع مختلف الفئات العمرية، وإمكانيات مادية ضخمة للاتحاد المسيّر للنشاط، لإقامة المنافسات وتأهيل الفنيين والإداريين والمدربين وإعداد المنتخبات وتعيين أجهزة فنية خبيرة.
ولم ينسَ المنسق الإعلامي للمنتخب اليمني اعتماد نظام الاحتراف الكامل في الإدارة الرياضية والجانب الفني لكرة القدم، واستمرار المشاركة في مختلف البطولات المتاحة خارجيا للأندية والمنتخبات بمختلف فئاتها.
