نسخة 2022 بطولة المحبة والسلام المُثلى في التاريخ
الدوحة رسَّخت مفاهيم جديدة في تجميع شعوب العالم
المغرب أحرج كبار أوروبا.. ولمَ لا يفوز باللقب ..!
الإبهار القطري رد بالغ على الهجمات المسعورة
أشفق على الدول التي ستنظم النسخة المونديالية المقبلة
حوار علي عيسى:
أثنَى سعادةُ نايف صالح البكري وزيُر الشبابِ والرياضة اليمني على التنظيمِ القطري المبهر لكأس العالم قطر 2022.. وقال: قطر أبدعت في التنظيم وأبهرت العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنًى، والمونديال استثنائي على كل المستويات وسيخلّده التاريخ ويترك أثرًا طيبًا في النفوس والقلوب والعقول، ورسم صورة مشرقة، تليق بمكانة دولة قطر والعرب والمسلمين على الصعيد العالمي، مضيفًا: إن أقوى بطولة رياضية تقام للمرة الأولى في دولة عربية ومسلمة، ولا أحد يعلم متى يتم إعادة إقامتها في منطقتنا العربية مرة أخرى.
وقالَ سعادةُ وزير الشباب والرياضة اليمني خلال حواره الخاص ل»راية المونديال»: إنَّ قطر رسخت مفاهيم جديدة للرياضة في تجميع الشعوب، إضافة إلى أنها رسمت لوحة تلاقٍ للشعوب من خلال الرياضة، إذ جمعتها على المحبة والسلام وبعثت برسالة للعالم بأنَّ المنطقة العربية الخليجية الشرق أوسطية لا تزال ساحة محبة وسلام وتعايش، وتوجه سعادته بالشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة الحكيمة والمُمثلة في حضرة صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، وإلى صاحب السُّموِّ الأمير الوالد الشَّيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكافة القائمين على اللجنة العُليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن تنظيم البطولة على الجهود المبذولة لإنجاح المونديال بهذا الشكل الرائع والمُميز.
• في البدايةِ كيفَ ترى التنظيم القطري للمونديال؟
– يسرَّني أولًا أن أتقدمَ بأسمَى آيات الشكر والتقدير لحكومة قطر الرشيدة وكلِّ من كان خلفَ هذا الإنجاز الاستثنائي والفريد من نوعه بالتنظيم المبهر لكأس العالم قطر 2022، فما حققته قطر هو فخر لكل العرب، وأنا شخصيًا فخورٌ بما وجدته من تجهيز فاق التصور والتوقع حتى إن كلمة مونديال استثنائي لن تكون وحدها كافية حتى نعطي التنظيم القطري حقه؛ لأنهم شرفوا كل العرب والمسلمين، بما قدموه من صورة ناصعة البياض، أكدت أننا أمة حية قوية وتستحق أن تنال شرف مثل هذه البطولات الكبيرة التي لا تمنح إلا للدول التي يطلقون عليها كبرى أو متقدمة، كما أن قطر رسَّخت من خلال هذه البطولة العالمية مفاهيم جديدة للرياضة في تجميع الشعوب، وبعثت من خلالها رسالة سلام ومحبة بأن ما يجمع شعوب العالم ويوحّدها أكثر مما يجعلها في فُرقة وشتات، ستكون المهمة أكثر صعوبة للدول الثلاث التي ستستقبل النسخة المُقبلة، وقد رسمت قطر لوحة تلاقٍ للشعوب من خلال الرياضة، إذ جمعتها على المحبة والسلام وبعثت برسالة للعالم بأن المنطقة العربية الخليجية الشرق أوسطية لا تزال ساحة محبة وسلام وتعايش وليست ساحة للنزاعات والأزمات، كما كان يصورها الغرب بنقله فقط الأزمات في المنطقة، وأرى أن هذه النسخة المونديالية هي المُثلى على مدار تاريخ بطولات كأس العالم.
• لماذا تقول إنها النسخة المُثلى في التاريخ؟
– بدون شكٍّ التنظيمُ الاستثنائيُّ للبطولة شكل نقطة نوعية للعبة في تعزيز المفاهيم والمبادئ الإنسانية وتوحيد الشعوب، وهناك مزايا عديدة تميّز مونديال قطر عن النسخ السابقة والتي جعلت العالم في حالة انبهار شديد من التحضيرات القطرية من قبل انطلاق المنافسات، ولعلَّ في مقدمة هذه المزايا الملاعب الفريدة من نوعها والقريبة من بعضها والقريبة في نفس الوقت من إقامة الوفود والجمهور وهو ما مكن الجمهور لأول مرة من مشاهدة مباراتَين في يوم واحدٍ، كما أنَّ الفرق لن تكون بحاجة لترك مكان إقامتِها مع كل مرحلة، علاوة على ذلك إقامة حدث عالمي على أرض عربية هو في حد ذاته إنجاز واستثناء، وستظل البطولة خالدة في أذهان العالم أجمع تحت شعار المحبة والسلام من خلال الرياضة، كما أن البطولة شهدت فعاليات عديدة ومُمتعة تعبِّر عن حضارة وتراث وعادات وتقاليد أبناء المنطقة العربية، والمونديال يقام لأول مرة في بلد عربي وفي توقيت مختلف عن النسخ السابقة وعلى ملاعب مكيفة، كما أن هذه النسخة الأخيرة بمشاركة 32 منتخبًا وفي بلد واحد بعد أن قرر الفيفا زيادة عدد المنتخبات إلى 48 منتخبًا وبالطبع ستقام في أكثر من دولة.
• هل نجحت قطر في تغيير الصورة النمطية للعرب عند الغرب؟
– بكل تأكيد نجحت قطر وباقتدار في تحقيق المعادلة الصعبة بتغيير الصورة النمطية التي رسمها الإعلام الغربي عن العرب من خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، والبطولة فرصة عظيمة لتغيير المفاهيم الخاطئة والتحيُّز ضد الثقافة العربية والإسلامية بشكل خاص وتغيير الصورة السلبية التي يحاول البعض ترسيخها عن المنطقة، والتنظيم والاستقبال الحافل الذي شهدته الوفود المشاركة والجماهير التي جاءت من شتى بقاع الأرض جعل ذلك الجميع يشيد بقطر وبالعرب، وهو الأمر الذي جعل المشجعين المتواجدين في الدوحة لمتابعة المونديال سفراءَ سلام لدولة قطر وللدول العربية في بلادهم، من خلال الترويج للثقافة القطرية والعربية، وقد تعرف العالم أجمع على النظرة الإسلامية للرياضة والترفيه، لاسيما بعد أن طلبت الدوحة من الجماهير احترام عاداتها وتقاليدها كبلد مسلم، وزينت شوارعها بسور قرآنية وأحاديث نبوية تدعو إلى السلام والخير والمحبة لتكسب احترام العالم أجمع.
• هذا يعني أن قطر ردَّت بقوة على المشككين والحملات الممنهجة؟
– نعم ..الكل في البداية كان يعتقد أنه من المستحيل أن تحظى قطر بشرف تنظيم المونديال، إلا أنها حققت حلم الاستضافة، وبعد الفوز بشرف التنظيم واصلوا التشكيك في قدرتها على تنظيم الحدث ذاته، إلا أنها واصلت إبهار العالم وحققت المستحيل، ونجحت في الرد على كل الحملات المسعورة والممنهجة ضدها لأنها تمتلك حكومة رشيدة وواعية، سخرت كل إمكاناتها من أجل إخراج الحدث بأبهى وأزهى صورة، وأثبتت بالأدلة والبراهين، أن الهجمات المسعورة التي استهدفتها تحت عناوين متعددة، ما هي إلا محاولة يائسة، فقد عملت قطر على مدار ال 12 عامًا الماضية دون كلل أو ملل، وثابرت بالجهد لاستقبال كأس العالم، لذلك نراها عملت على إنشاء أفضل وأجمل استادات كرة القدم، حسب فضلى المعايير المعتمدة من الفيفا، وهيأت البِنى التحتية المختلفة، الأمر الذي لقي استحسانَ كل الزوار الذين قدِموا إلى الدوحة لمتابعة المونديال من جميع الجنسيات، وأكدوا أن مونديال قطر هو الأفضل على مرِّ تاريخ كأس العالم، لما تركه من أثر طيب في النفوس والقلوب والعقول، يستمر لعقود طويلة، ورسم صورة مشرقة تليق بمكانة دولة قطر والعرب والمسلمين على الصعيد العالمي.
• هل المونديال نجح في مد جسور التواصل بين الشعوب؟
– احتضان قطر هذا المونديال باسم كل العرب، بادرة سلام وحضارة، ومد لجسور التواصل بين الشعوب رغم كل الظروف التي يمر بها ويعانيها العالم، ورسالة دولة قطر واللجنة العليا للمشاريع والإرث للعالم من خلال هذه الاستضافة وما جسده حفل الافتتاح، مفادها أن الدول العربية والمجتمعات العربية قادرة على بناء السلام، وإقامة جسور للتلاقي ومنابر للحوار الصادق بين الشعوب، وتحقيق الإنجازات الحضارية من خلال الرياضة.
• ما رأيك في التلاحم العربي الذي يشهده المونديال؟
– قطر استطاعت أن تلمَّ شمل العرب من جديد من خلال هذه التظاهرة العالمية، فالجميع شاهد حضور عددٍ كبيرٍ من رؤساء الدول العربيَّة في حفل الافتتاح، جنبًا إلى جنب مع قطر، خاصة أن هذا الحضور جاء بعد فترة مقاطعة دامت لفترة ليست بالقصيرة، وكرة القدم نجحت في لمِّ شمل ما فرقته السياسة، علاوة على الحالة الجميلة والتلاحم الجماهيري العربي التي نراها من كل الجاليات العربية في البطولة الآن، بعد التأهل التاريخي للمنتخب المغربي إلى نصف نهائي المونديال، وكل الجمهور العربي خلف المغرب كونه المنتخب العربي الوحيد المتواجد في البطولة وهو الأمر الذي زاد من حلاوة المونديال.
• بمناسبة المغرب.. ما رأيك في الإنجاز التاريخي الذي حققه بالمونديال؟
– ما حققه المنتخب المغربي يؤكد أنه لا كبير في كرة القدم.. أسود الأطلس حققوا إنجازًا تاريخيًا وغير مسبوق، كأول منتخب عربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، وعلى مشارف الوصول إلى المباراة النهائية في حال فوزه على المنتخب الفرنسي، في مواجهة الليلة، وما تحقق يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بهويتنا العربية أمام العالم، لاسيما أن الدول العربية أحدثت إنجازًا تاريخيًا سواء في التنظيم من قِبل قطر أو في الملعب من خلال المنتخب المغربي.
• كيف ترى مواجهة المغرب مع فرنسا الليلة؟
– المباراة ستكون صعبة للغاية على المنتخب المغربي، لأنه يواجه بطل النسخة الماضية بالبطولة، إضافة إلى امتلاك المنتخب الفرنسي حلولًا هجومية متنوعة عكس منتخبَي إسبانيا والبرتغال، ولديه أسلحة هجومية متنوعة، حيث يحتل الديوك صدارة قائمة أقوى خط هجوم بين المنتخبات الأربعة المتأهلة لنصف نهائي كأس العالم قطر 2022، ب 11 هدفًا منذ انطلاق مسيرتهم بالمونديال، لذلك على منتخب المغرب الحذر من مواجهة الفرنسي الذي يسير بخطى ثابتة نحو الاحتفاظ باللقب للمرة الثانية على التوالي، وصحيح أن الضغوط ستكون أكبر على الفرنسي من المغربي، خاصة أنه يأمل في مواصلة مشواره بثبات نحو اللقب على عكس المُنتخب المغربي الذي يدخل المباراة وليس لديه ما يخسره، خاصة أنه حقق إنجازًا تاريخيًا بالوصول إلى هذه المرحلة المهمة بالبطولة العالمية، وأرى أن أسود الأطلس بإمكانهم إحداث مفاجأة أمام فرنسا مثلما فعلوها أمام إسبانيا والبرتغال.
• هل المنتخب المغربي قادر على الوصول للنهائي؟
– ولمَ لا؟.. المنتخب المغربي يمتلك مقومات النجاح والوصول إلى المباراة النهائية وأيضًا التتويج باللقب المونديالي، والدليل تلك المستويات الرائعة التي يقدمها في البطولة والنتائج المُميزة التي يحققها، فقد نجح في إقصاء عملاقة اللعبة مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال ولديه القدرة على الفوز على فرنسا اليوم، وهناك عوامل كثيرة ترجح كفته مثل عاملي الأرض والجمهور فهو يلعب على أرض عربية وهو الأمر الذي لا يشعر اللاعبون معه بالخوف أو الرهبة بل بالثقة وهو ما ظهر في المباريات الماضية، وكذلك الدعم الجماهيري العربي الكبير الذي يلقاه اللاعبون، كما أن اللاعبين يمتلكون عقلية احترافية عالية ومدربًا ذكيًا لديه القدرة على التعامل مع مثل هذه المباريات الحساسة، وأتمنى أن يسعدنا أسود الأطلس بالفوز على فرنسا والتأهل للنهائي.
• هل من كلمة أخيرة..
– أهنئ دولة قطر على ما حققته من إنجاز فريد، لتؤكد دائمًا أنها دوحة للسلام وللتفاعل الثقافي والرياضي، لتضيف إنجازًا جديدًا، كما نجحت في أن تؤسس لحوار الأديان والحضارات، وسلام الإنسانية، وأتمنَّى أن تكون هذه الإنجازات والاحتفالات التي تعيشها قطر الآن والعالم معها، مدخلًا لنجاحات عربية كبيرة على كافة المستويات.
نقلا عن الراية القطرية