إلقاء اللائمة على حارس مرمى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم "علي فضل عبس" وتحميله مسؤولية الخسارة أمام منتخب عمان اليوم، أمر غير مقبول ولا معقول، باعتبار إن كرة القدم اخطاء، وقد وقع فيها حراس مرمى كبار وعالميين، والواقع مفعم بالشواهد.
نحن شعب وبكل أسف تتحكم فينا عواطفنا أثناء الحكم على الأشياء، بعيدا العقلانية، إذ اعتدنا على الانتقاد دون تروٍ أو بصيرةٍ، ويجانبنا غالبا الصواب ووضع الأمور في مكانها الصحيح.
"علي عبس"، الذي خاض اليوم أول مباراة رسمية له، وهو الذي لم يخض من قبل ولا مباراة واحدة بما فيها المباريات الودية، بحاجة إلى تشجيعه والوقوف إلى جانبه والشد من عضده، لا تكسير مجاديفه والانتقاص من حرصه وشجاعته، خصوصا وقد تحمل المسؤولية في مباراة ذات خصوصية مطلقة وفي بطولة كبيرة، كـ "البطولة الخليجية".
ليس من المنطق في شيءٍ إن يلام الحارس الشاب، وهو الذي لم يكن مهيأ لخوض المباراة أصلا، ولا من المعقول توجيه سهام النقد له وحده، وقد اجتهد في الدفاع عن مرمى منتخبه، ولم يدخر جهدا في ذلك، فالتوفيق من عدمه في أي مباراة من مسلّمات كرة القدم.
لا ينبغ لنا التعامل على طريقة (ألغوه في اليم، ثم قالوا له إياك.. إياك أن تبتل بالماء).
رفقًا بالحارس الشاب علي عباس، إذ يكفيه فخرا أنه قبل القيام بالمهمة دون تردد او تلكؤ، وتذكروا دائما إن كرة القدم أخطاء ولولاها لما كانت هناك أهداف ولا هتافات تهز المدرجات.
الموقف الجميل والرائع لقائد المنتخب مدير عبدربه مع الحارس علي عبس ومساندته وتشجيعه، هو الذي ينبغي أن يكون سائدا مع جميع لاعبي منتخباتنا، لأن المنطق يقول أنه لا أحد يتمنى او يتعمد خسارة فريقه.
شكري حسين