المشروع أعلنه عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي وسيف الوزيري رئيس شركة بريزنتيشن، وهو تطوير ذكي لبطولة السوبر المصري، ويعكس أهمية التعاون بين مجلس أبوظبي الرياضي وبريزنتيشن، ويعكس تقديرهما لفكرة توسيع دائرة المنافسة، وصناعة حدث رياضي مصري عربي على أرض الإمارات، يحقق مكاسب فنية ومادية وسياحية، خاصة أن السوبر المصري تحديداً يتميز بأن جمهوره يعيش الحدث بوجوده في المدرجات، ويصب الحياة على الملعب بما ينشده من هتافات وأهازيج.
وكنت أشرت هنا من قبل أن السوبر الإسباني مثلاً يتابعه ملايين الملايين عبر الشاشات والفضائيات والمنصات، لكن السوبر المصري يعيشه آلاف على أرض الواقع، فتعيش الإمارات أياماً مصرية عامرة بالبهجة في دولة تفتح أبوابها وذراعيها لكل شعوب العالم، ويظلل الجميع نظام وقانون لا يختل ولا يسمح فيه بأي تجاوز، في تطبيق مثالي وحكيم لفكرة العدالة والمساواة.
لقد استضافت الإمارات 6 «سوبر» من قبل، آخرها الأهلي وبيراميدز، وصحيح أن غياب الزمالك أثر نسبياً على المشهد الكامل للحدث، لكن كل سوبر سابق كان يمثل حالة من البهجة والفرحة، باستادات مجهزة على أعلى مستوى وتغطيات إعلامية إماراتية ومصرية واسعة، ولكن هذا السوبر الرباعي القادم بإذن الله، يتطلب ما يلي: أولاً: إقامته على مدى أسبوع، وبالتالي يجب أن يبدأ العمل من اليوم، لترتيب أجندة كرة القدم المحلية في مصر والإمارات، ومدى مواءمتها للأحداث القارية والإقليمية والدولية، في الموسم المقبل.
ثانياً: وضع لائحة دقيقة وحاسمة تحدد الفرق المشاركة، والإعلان عن ذلك مبكراً، وعفواً، أحذر من فكرة ترك تسمية الفريق الرابع ليكون بدعوة خاصة، فهذا يفتح أبواب الاعتراض، والشك، ويمكن أن يهز الحدث، فكل بطولة يحكمها نظام، وسوف يفوز من ينال شرف المشاركة، ويخسر من لا يشارك، وتلك رسالة يجب أن تصل.
ثالثاً: الجوائز المالية يجب أن تكون كبيرة تليق بالبطولة وبمن ينظمها، وبالفرق المشاركة، وبالدولة الشقيقة التي تستضيف الحدث.
لقد كان سوبر الأهلي وبيراميدز مثيراً وبمثابة احتفالية، تزينها ألوان القمصان الحمراء في مدرجات ملعب محمد بن زايد، وكانت الإثارة ستكتمل بمشاركة الزمالك القطب الثاني للكرة المصرية، وهو ما نرجوه في الموسم القادم باعتبارها بطولة جديدة، لكن كل الرجاء أن يظل الهتاف والتشجيع لفريقك وللاعبيك وليس ضد الفريق الآخر أو لاعب بالفريق الآخر.
وسوف أذكر لحظة سقوط محمود متولي نجم دفاع الأهلي، وكيف أنها كانت لحظة عصيبة على الجميع، وأن أحمد الشناوي وعلي جبر وعدد من لاعبي بيراميدز كانوا بجوار زملائهم من نجوم الأهلي يساعدون ويدعون الله بالسلامة لمتولي، وقد حدث ذلك في لحظة كادت تشهد اشتباكاً، لكن الاشتباك ذاب وتوارى بجانب الروح الإنسانية عند لاعبي الفريقين.. تذكروا هذا جميعاً.. وتحيا الرياضة.
** أنوه هنا أن الآلاف الذين يزورون الإمارات يعودون بذكريات السعادة، وبشهادات رائعة لمجتمع يعيش المستقبل بكل ما في هذا المستقبل من حلم وأمل وبهجة وسعادة.. أليس ذلك مكسباً عظيماً؟