لم تعد كرة القدم مجرد لعبة بل امتزجت بالحياة اليومية للملايين حول العالم، أثرت في دول كانت مهمشة لسنوات فجعلتها تحت دائرة الضوء، وفتحت المجال أمام تبادل ثقافات لم يكن من المتوقع أن تلتقي يوما ما.
وينشر سلسلة جديدة بعنوان "بعد ثالث" سنلقي من خلالها الضوء حول تأثير اللعبة على كل المستويات: الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية، التعليمية وغيرها.
ونخصص الحلقة الأولى من هذه السلسلة لنشيد دوري أبطال أوروبا، الذي بات رمزا وأيقونة تلهب حماس الجمهور، وأصبح مجرد سماعه حلما يراود أهم نجوم كرة القدم.
تغيير تاريخي
في عام 1992 قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" تعزيز أهمية بطولته الرئيسية للأندية فأطلق النظام الجديد لدوري الأبطال، وكانت البداية مع موسم 1992-1993.
سعى يويفا إلى ترسيخ اعتماد النظام الجديد للبطولة القارية لتناسب نخبة أندية القارة من خلال إرفاقها بعلامة تجارية عصرية، وموسيقى كلاسيكية أنيقة.
ووفقا ل يويفا "تم تكليف الملحن البريطاني الشهير توني بريتن لابتكار مقطوعة موسيقية كلاسيكية مقتبسة من أسلوب أسطورة الموسيقى البريطاني الألماني جورج فريدريك هاندل، لاعتمادها كنشيد رسمي للبطولة".
وسجلت هذه المقطوعة -التي لم يعتمد لها أي عنوان رسمي- باللغات الرسمية الثلاث ل يويفا: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، بواسطة الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، وغنتها جوقة (كورال) الحقول التابعة لأكاديمية سان مارتن.
ومنذ ذلك الوقت باتت هذه المقطوعة، النشيد الرسمي لدوري أبطال أوروبا.
وتقول الكلمات الرئيسية لهذا النشيد التي تغنى بمزيج من لغات يويفا الثلاث:
هذه هي أفضل الفرق... هم الأفضل.
الحدث الرئيسي.
هم النخبة، الأفضل، والأبطال.
لقاء كبير... حدث رياضي عظيم.
هم الأفضل، هؤلاء هم الأبطال.
مشاعر النجوم
يقول أسطورة حراسة المرمى الإيطالي جيانلويجي بوفون الذي سمع هذا النشيد لسنوات طويلة: "إنه دائما ما يلهب المشاعر".
كما التقطت العدسات كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد السابق وهو يغني النشيد قبل مباراة ربع نهائي دوري الأبطال 2015 ضد أتلتيكو مدريد.
في المقابل علق النجم ليونيل ميسي على ذلك فقال لموقع يويفا: "إنها أغنية مهمة لنا، إنها رائعة حقا، وتذكرك بأهمية المنافسة، كلما سمعناها قبل انطلاق المباريات من أرض الملعب".
أما النرويجي إرلينج هالاند نجم مانشستر سيتي الحالي فقد أكد أنه كان يضع الأغنية كمنبه، عندما كان في فريق بوروسيا دورتموند.
وصرح هالاند: "أستيقظ على هذا النشيد كل يوم، لا أشعر بأي ملل من تكرار سماعه، إنه يمنحني بداية مثالية لليوم".
كما نشر في وقت سابق مقطع فيديو على إنستجرام وهو يستمع لنشيد دوري الأبطال في سيارته.
وظهر النجم الفرنسي كيليان مبابي عبر فيديو نشره بحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يستمع للأغنية بينما كان يفتح ثلاجته ليحصل على حلوى "تيراميسو".
أصوات ذهبية
تعددت الأصوات الذهبية التي غنت نشيد دوري الأبطال قبل انطلاق المباريات النهائية للبطولة القارية، على غرار الإيطالية أندريا بوتشيلي (2009، و2016، و2017) والبيروفي خوان دييجو فلوريس (2010)، البرتغالية ماريزا (2014).
في حضرة الملك!
فوجئ كثيرون بعزف لحن نشيد دوري أبطال أوروبا في حفل تنصيب تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا في 6 مايو/أيار الماضي، وهو أمر أثار التساؤلات بشدة.
اقتبس البريطاني توني بريتن لحن نشيد دوري الأبطال من جملة موسيقية في قطعة كلاسيكية ألفها الملحن جورج فريدريك هاندل بعنوان "زادوك الكاهن" عام 1727 حيث أعدت لتتويج جورج الثاني ملكا لبريطانيا، ومنذ ذلك الحين تم استخدام الأغنية في حفل تتويج كل الملوك اللاحقين.