تكاد مدينة عدن تكون هي المدينة المتفردة عن بقية المدن بموقعها الاستراتيجي الهام فهي المدينة التي أحاطها الله بسلسلة جبال تحميها من هيجان المحيطات وأرسى لها رواسي جغرافية طبيعية وميناء ليعدن البشر إليها وجعلها مستقر لهم من قديم الزمان .
فما أشبه مدينة عدن بفتاة شابة فاتنة الجمال ساحرة المنظر مبتسمة بكل تفائل رغم ملامحها الشاحبة والشيخوخة المبكرة التي تبدو عليها الان ، إلا أنها لاتزال الى هذه اللحظة ومنذ قديم الزمان تقاوم وتعاني مطامع الكثير من الدول بها و بمشاركة وتعاون ابناءها العاقين فيها ، بعدما احتظنتهم بكنفها وأكلو من خيراتها ليتاجرو اليوم بإسمها ويعرضوها بأبخس ثمن .
تعيش اليوم مدينة عدن وأبناءها البسطاء أسوء ايام في تاريخها و يمارس عليهم أشد انواع العقاب الجماعي من خلال تردي الاوضاع الاقتصادية والخدماتية وإنعادم أبسط مقومات الحياة فيها ، لغرض عزلها عن العالم وتشريد أبناءها المخلصين وجعلها يتيمة مشردة يعبث بها الفاسدين حتى تخضع وتنقاد لمطالبهم ومطامعهم وتظل يدها ممدودة اليهم .
سيخلد التاريخ كل اسماء هولاء النفر وستظل اللعنة تطاردهم ووتطارد أجيالهم حتى ينالو جزاءهم ولو بعد حين ويخرجو من هذه المدينة صاغرين كأسلافهم فالبحر لا يقبل الجيف .
وضاح الشرفي ...