الموهبـة فـي زمـن ( المجهـول ) !!

Saturday 18 November 2023 11:37 am
الموهبـة فـي زمـن ( المجهـول ) !!
يمني سبورت
----------
مطر الفتيح:
 
هل بات من الصعوبة الحصول على موهبة كروية ، وهل الموجود في الساحة سيجعل الناخب الوطني يعاني فيه الامرين ؟ سؤال فرضته رحلة المدير الفني لمنتخب الناشئين ( سامر فضل ) إلى محافظات عدة - ومن ضمنها تعز - من أجل اختيار توليفة جديدة خلفاً للسابقة التي أدت ما عليها وزيادة . 
 
في عاصمة الضباب كانت تشكيلة الاختيار الأخيرة عبارة عن خلاصة لاعبي ستة فرق تقريباً خاضت ثلاثة مواجهات في ظرف يومين ورابعها لقاء حاسم لانتقاء ممثلين عن المحافظة قبل الاختبار الفصل في تجمع يشمل لاعبي كل المحافظات التي زارها المدرب ( سامر ) ومساعده ( النونو ). 
 
في أكثر من زيارة مشابهة نلاحظ ثورة حقيقية في الأندية التي ترغب بتقديم نماذج اجتهد القائمون عليها بتجهيزهم واعدادهم بشكل جيد لاي استحقاق تنشيطي أو رسمي ان وجد وتظل قصة الخضوع لامتحان تقييمي وطني حلم كل لاعب ومدرب على حد سواء فكل يريد اثبات حضوره كلاعب يرسم كل ما سبق منحه إياه من ارواح مدربين يأملون أن تكون بصمتهم متواجدة ولا يضيع جهدهم هباء. 
 
كانت المباراة الحاسمة عبارة عن عك ممل افتقد اللمسة وغابت عنه الموهبة !؟ حديث جانبي جمعني بعزيز خبير فأخبرته بكل أسف أن لا أحد يستحق الاختيار سوى اثنين فقط ( احدهم تم اختياره ) ليس لانهما الأفضل بل لان البقية كانوا سيئين قولاً وفعل والثنائي كانا افضلهم جميعاً في المجمل ! حدثته أيضاً أن من الجنون اختيار مهاجم من مباراة صفرية لم يدخل أي مهاجم مناطق الطرف الأخر المحرمة أو يحاول مجرد التجريب الجري فيها وكان أن تم الاختيار ؟!. 
 
كان ما كان وتم الاستقرار على عدد توقف عند الرقم 11 ، للمدرب نظرة اكثر عمقاً فهو يشاهد ما لا نشاهده نحن ولكن : هل غابت الموهبة ؟ سؤال كررته على نفسي أكثر من مرة وبصوت عالي وأنا أرى ذلك المستوى الهزيل الذي اظهره النشء من مختلف الفرق التي تنافست لتقنع ( سامر) لكنها لم تقنعنا نحن !. في حقيقة الأمر يتحمل اتحاد كرة ( العيسي ) مسئولية ما وصل إليه حال الفوتبول المحلي من تراجع مخيف على مستوى الفئات التي تبدع فيها منتخباتنا الوطنية وتخفق المنتخبات الكبيرة ! ولعل الفكرة التي تدور أن ( العيسي ) كان يفترض به أن يحافظ على إقامة بطولات رسمية تحتوي تلك الفرق السنية داخل المحافظات طالما وهناك اخفاق وفشل وعدم جدية في إقامة مسابقات عامة تضمهم نتيجة العناد المرافق لعمل هذا الاتحاد وفرض أسلوب العصا والجزرة التي ترتضيه الأندية الجبانة التي تبارك بطأطأة رأسها الحال الذي وصل إليه حال الكرة اليمنية وتتشارك مع القيادة الكروية تلك المهازل التي ساهمت في السقوط المتواصل . 
 
تلك المسابقات لو تم اقامتها في زمن الحرب لكانت كفيلة أن توفر مواهباً ونجوم لا يمكن أن تكلف مدربي المنتخبات جهداً في سبيل اختيار الأكثر استحقاقا لارتداء غلالة الوطن ، ولو رافقت تلك الخطوة الجدية والالتزام الادبي والأخلاقي تجاه هذه الشريحة التي تمثل ثورة وثروة الغد وننظر إلى المستقبل من خلالهم لكن الخذلان هو من ينتظرهم من بداية من رأس هرم المدورة المجنونة. اخفق الاتحاد في اخذ الكرة المحلية بعيداً واخراجها من بيئة الحرب بل اشعل حروبا شتى ومروعة رئيسية وفرعية بحق الكرة اليمنية واخرجها بدقة وعناية ويستمر في ازكاءها ، يتغنى ذلك الاتحاد أنه يتمسك بلوائح وقوانين يفصلها كيف يرى فباتت في ظل أنظمة التبجح البطولات الرسمية تقام كل عامين أو ثلاثة أعوام ولعدد يتناقص بطولة بعد أخرى بفعل سياسة عقيمة لم تتغير لان المختبئين ورأها يرون أنها طوق نجاة بالنسبة لهم لتصبح البطولة الوطنية لأندية النخبة مثار تجاهل وسخرية وتندر تشارك فيها فرق قليلة بحسب مصالحها لإرضاء شخص واحد لا أكثر ! . 
 
تمثل الكرة في مختلف البلدان منفذا للحياة وتتحول فيها الأندية إلى متاحف ومزارات وتتفنن الاتحادات في إقامة المسابقات والبطولات المختلفة لمختلف الفئات التي تنتج المواهب وتمنح المنتخبات أسماء أكثر سحرا وفاعلية فيما لا يفكر اتحاد كرة القدم في بلادنا سوى بتعقيد الحال وبتعكير المزاج العام وبتلويث سماء وأرض الكرة المحلية بإداراته الأكثر اثارة للجدل التي ورثت اجيالا حملاً ثقيلاً ومرهقاً من اخفاقاته التي لا علاج لها . 
 
ليس هناك من غياب للمواهب والنجوم بل غياب للجهة المسئولة عنهم والمتمثلة باتحاد يصر على الاختباء خلف نجاحات ترسمها اقدام الصغار يسارع دوما إلى مشاركتهم تلك الفرحة وكأنه من صنعها لوحده ! ولكن هل التفت بكل جدية لإقامة فعاليات تلم شتات الصغار من مختلف الفئات بدلا من نثر الفتات على كمية قليلة من الأندية لتمنحه أحقية جلد البقية وتعطيه الحق ليستمر في رسم متاهة الضياع !. 
 
نبارك رغم ذلك لــ (سامر ) اختياراته ونتمنى له ولكل من تم اختيارهم التوفيق في كل مهمة قادمة فهم يلعبون باسم الوطن الكبير بينما يتلاعب كبار الفوتبول بالوطن ويدحرجونه نحو المجهول الذي بتنا نعرفه حق المعرفة من خلالهم .