وضع يورجن كلوب حدا لمسيرته التدريبية داخل نادي ليفربول بإعلان قرب رحيله عن النادي بنهاية موسم 2023-2024 الجاري.

كلوب قاد الريدز لمدة 9 سنوات، في رحلة تاريخية بدأت في أكتوبر/تشرين 2015، هي الأطول للمدرب الألماني مع أي ناد في سجله الشخصي.

وعلى مدار مسيرته، لم يحصد كلوب الألقاب سوى مع فريقي بوروسيا دورتموند وليفربول، رغم قيادته ماينز الألماني لمدة 7 سنوات في مستهل مسيرته.

 أوجه التشابه والاختلاف بين رحلتي كلوب في دورتموند وليفربول.

عجلة الألقاب

حقبة كلوب في دورتموند هي الأفضل للنادي الألماني من بداية القرن الحادي والعشرين على الأقل، إذ نجح في صيد كافة الألقاب الممكنة التي نافس عليها باستثناء دوري أبطال أوروبا.

وخلال تلك الرحلة، حصد أسود الفيستيفال 5 ألقاب: الدوري الألماني (2)، كأس ألمانيا (1) والسوبر المحلي (2).

في المقابل، توج ليفربول بطلا في 7 مناسبات ما بين عامي 2015 و2024 تحت قيادة كلوب حتى هذه اللحظة.

تلك الألقاب تمثلت في التتويج مرة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز، كأس إنجلترا، كأس الرابطة، الدرع الخيرية، دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.



3 نهائيات محبطة

طوال 7 سنوات بملعب سيجنال إيدونا بارك، تعرض كلوب لبعض الضربات الموجعة، أبرزها خسارة 3 ألقاب في المحطة الأخيرة.

حدث ذلك بسقوط دورتموند مرتين في نهائي كأس ألمانيا عامي 2014 و2015، وكذلك في نهائي دوري الأبطال 2013.

تكرر الأمر في ليفربول بسقوط الفريق في 3 نهائيات أيضا: دوري الأبطال 2018 و2022، ونهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليج" 2016.

لكن لم يسبق لكلوب خسارة لقب البوندسليجا في الرمق الأخير من أي موسم، بل كان اللقب يضيع منه مبكرا بنزيف الفريق العديد من النقاط.

على الجانب الآخر، تجرع ليفربول مرارة خسارة لقب البريميرليج في الرمق الأخير خلال حقبة كلوب.

حدث ذلك لأول مرة في موسم 2018-2019 بعدما فقد الفريق اللقب بالجولة الأخيرة، رغم حصده 97 نقطة، لكن منافسه مانشستر سيتي تفوق عليه بفارق نقطة واحدة.

وتكرر ذلك بموسم 2021-2022 بعدما خطف المان سيتي اللقب في الجولة الأخيرة بفارق نقطة أيضا عن الريدز، إذ أنهى الأخير ذلك الموسم بحصد 92 نقطة.

استعادة الهيبة

في الرحلتين استطاع كلوب إعادة الهيبة لدورتموند وليفربول بعد ضياعها لسنوات أمام المنافسين، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

وكان لقب البوندسليجا محرما على دورتموند لمدة 8 سنوات متتالية، لكن كلوب نجح في إعادته للفريق، بعد عامين فقط على وصوله للنادي.

ولم يقتصر كلوب على قيادة دورتموند لقنص لقب البوندسليجا مرة واحدة، بل إنه حافظ عليه لموسمين متتاليين على حساب منافس شرس بحجم بايرن ميونخ.

وعلى مستوى القارة العجوز، لم يكن الفريق قادرا على الوصول لنهائي دوري الأبطال لسنوات طويلة منذ تتويجه بطلا عام 1997.

أما في عهد كلوب، فقد كان دورتموند ندا حقيقيا لعمالقة أوروبا حتى بلغ المباراة النهائية ونافس على اللقب بالفعل في موسم 2012-2013 قبل الخسارة على يد غريمه بايرن ميونخ.



هذا الأمر تكرر أيضا مع ليفربول بعدما كسر نحس الفريق لسنوات عديدة ومنحه لقب البريميرليج لأول مرة في تاريخه، وهو أول لقب دوري بعد 30 عاما من الحرمان.

ولم يكن هذا اللقب هو الوحيد العائد للريدز، بل إن هيبته على الصعيد المحلي عادت في عهد كلوب، ليكون منافسا صعبا لمانشستر سيتي لسنوات عديدة.

كما نجح كلوب في محاكاة ذلك قاريا بعدما قاد الريدز لبلوغ نهائي دوري الأبطال 3 مرات في 4 سنوات فقط.

ولولا اصطدام كتيبة كلوب بالبطل التاريخي ريال مدريد، لتمكن الفريق من حصد مزيد من الألقاب القارية.

تميمة مصرية

طوال رحلة كلوب التدريبية، ضمت فرقه لاعبا مصريا على الأقل، بداية من ماينز حتى محطته الأخيرة في ليفربول.

البداية كانت بجلب المهاجم المصري محمد زيدان إلى ماينز في عهده، قبل أن يحرص كلوب على تجديدها في دورتموند.

وفي ليفربول، طلب كلوب التعاقد مع مصري آخر بعد عامين على وصوله، وهو محمد صلاح.

وفي وجود الثنائي المصري معه، تمكن فريقا كلوب من صيد الألقاب بإسهامات مؤثرة من نجمي الفراعنة.

وكان زيدان لاعبا مفضلا للمدرب الألماني، وكذلك الأمر بالنسبة لصلاح الذي يعد بمثابة القطعة الأهم في مشروع "ليفربول- كلوب" لسنوات، فضلا عن العلاقة القوية التي تربطهما، وهو ما ظهر مؤخرا بدفاع المدرب عن جناحه ضد موجة الانتقادات المصرية التي تعرض لها بعد إصابته في كأس أمم أفريقيا.