معجزة تتوج اليونان بلقب يورو 2004

Wednesday 05 June 2024 11:42 am
معجزة تتوج اليونان بلقب يورو 2004
----------

تنطلق منافسات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) في ألمانيا، خلال الفترة من 14 يونيو/حزيران الجاري، وحتى 14 يوليو/تموز المقبل.

وفجر المنتخب اليوناني، مفاجأة من العيار الثقيل في 2004، حيث ضرب بجميع التوقعات عرض الحائط، وتحول من فريق غير مرشح للمنافسة حتى على عبور الدور الأول في اليورو، إلى بطل متوج.

وقدم المنتخب اليوناني بقيادة مدربه أوتو ريهاجل، عروضا مميزة أدهشت خبراء اللعبة، حيث نجح في التغلب على نظيره البرتغالي صاحب الأرض مرتين، كما تغلب على فرنسا حاملة اللقب.

وقبل هذه البطولة، كان سجل المنتخب اليوناني، يخلو من أي فوز في البطولات الكبرى، وكانت المشاركة الوحيدة السابقة للفريق في البطولات الأوروبية عندما خاض يورو 1980.

ولفت المنتخب اليوناني، الأنظار إليه مبكرًا في يورو 2004، بالتغلب على نظيره البرتغالي 2-1 في المباراة الافتتاحية، حيث سجل الثنائية، جورجيوس كاراجونيس وأنجيلوس باسيناس من ضربة جزاء، قبل أن يسجل كريستيانو رونالدو الهدف الوحيد للبرتغال.

ورغم تعادل المنتخب اليوناني 1-1 مع نظيره الإسباني في المباراة الثانية، ثم هزيمته 1-2 أمام روسيا، لكنه حجز مقعده في دور الثمانية باحتلال المركز الثاني في المجموعة خلف البرتغال.

وفي دور الثمانية، واصل المنتخب اليوناني، مفاجآته وأطاح بنظيره الفرنسي بالتغلب عليه 1-0، حيث سجل أنجيلوس كاريستياس، هدف المباراة الوحيد بضربة رأس.

واحتاج المنتخب اليوناني إلى "الهدف الفضي" الذي سجله ترايانوس ديلاس، ليطيح بالتشيك من المربع الذهبي.

وطبقت في هذه البطولة، قاعدة الهدف الفضي، بحيث ينتهي اللقاء بنهاية الشوط الإضافي الذي يسجل فيه أي من الفريقين، هدف الفوز على منافسه، وذلك بدلا من قاعدة الهدف الذهبي التي تقضي بنهاية المباراة في اللحظة التي يتقدم فيها أي من الفريقين خلال الوقت الإضافي.

وفي المباراة النهائية أمام البرتغال، سجل كاريستياس هدفا برأسه في الدقيقة 57، ليكمل مغامرة المنتخب اليوناني، ويقود الفريق للتتويج.

وأصبح أوتو ريهاجل، أول مدرب أجنبي يقود منتخبا للفوز باللقب في أي من كأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم.

كما بات ريهاجل، أكبر مدرب سنا يقود فريقه للفوز باللقب، حيث كان في الخامسة والستين من عمره آنذاك، قبل أن يصبح الإسباني الراحل لويس أراجونيس هو أكبر مدرب سنا يفوز بالبطولة، عندما قاد المنتخب الإسباني للفوز باللقب في نسخة 2008، وكان ذلك قبل شهر واحد على احتفاله بعيد ميلاده السبعين.

ورغم نجاح الفريق في حسم اللقب لصالحه، تعرض المنتخب اليوناني لانتقادات شديدة بسبب الأداء السلبي الذي اتسم به الفريق في البطولة.

ولكن بالنسبة لريهاجل، كان الأمر ببساطة هو الأداء من خلال خطة موضوعة.

وقال ريهاجل "الفريق يأتي فوق الجميع. اللاعبون تفهموا أن تحقيق النجاح يتطلب اتباع القواعد والتعليمات، فليس لكل لاعب الحرية في أن يفعل ما يريده هو".

ودار أداء الفريق حول محور خط الوسط بقيادة تيودوروس زاجوراكيس، والذي اختير لجائزة أفضل لاعب في البطولة، كما عزز موقف المنتخب اليوناني الأداء القوي لدفاعه الصلب بقيادة ديلاس.

لكن العامل الأكبر في تحقيق الفوز، كان قدرة ريهاجل على تغيير النظرة الموجهة للمنتخب الذي لم يحظ قبل هذه البطولة بنفس الشهرة أو المكانة التي تتمتع بها الأندية اليونانية.

في المقابل، قدم المنتخب الألماني عروضا متواضعة مجددا، ولم يحقق أي فوز في البطولة ليخرج صفر اليدين من الدور الأول، مما اضطر رودي فولر المدير الفني للفريق إلى الاستقالة.

وحاول الاتحاد الألماني لكرة القدم، إقناع ريهاجل بتولي مسئولية الفريق خلفا لفولر، وذلك قبل عامين فقط من كأس العالم 2006، ولكنه رفض العرض.

وواصل أوتو ريهاجل، عمله الجاد مع المنتخب اليوناني، وقاده بجدارة إلى نهائيات يورو 2008.